فعلاً وكما يقول المثل الشائع ” الغيرة قطرة وليست جرة ” , ربما أول مرة في تاريخ العراق وجميع دول العالم بما فيها دول العالم الثالث وحتى الرابع !, يتعرض شخص ما .. مهما كان موقعه الاجتماعي أو الوظيفي الأهلي أو الحكومي أو منصبه الحزبي … لكل هذه الاهانات والشتائم والاتهامات , والطرد والقذف ليس فقط بأبشع الكلمات النابية , بل وصل الحد إلى الرجم بالأحذية من قبل الرجال والنساء والشباب وحتى الأطفال , وتحرق وتمزق صوره ودعاياته الانتخابية , ويتعرض بشكل شخصي ومباشر وأمام كامرات وشاشات التلفزة المحلية والعالمية كما هو السيد أبو إسراء نوري كامل المالكي نائب رئيس الجمهورية العراقية , وزعيم حزب الدعوة الإسلامية , ورئيس إئتلاف دولة القانون , ورئس وزراء سابق لدورتين متتاليتين أي في الفترة بين 2006 – 2014 , وما زال حتى يومنا هذا بدون أدنى شعور بالخجل يخرج أمام الملأ ويقوم بجولات مكوكية داخلية وخارجية , ويشارك في ندوات ومؤتمرات , بدون الشعور بأدنى مستوى من تأنيب الضمير ومراجعة النفس قبل الحسابات !. ولماذا كل هذا الإصرار على تحمل كل هذه المهانة والذل والهوان , علماً بأنه لفترة ليس قصيرة وتحديداً منذ احتلال العراق عام 2003 وحتى مغادرته كرسي الرئاسة قد تمتع بإمتيازات لم يحلم بها ولم تخطر ببال أي زعيم حزب أو رئيس دولة في العالم , خاصة عندما هيمن هذا الرجل بشكل مطلق وغير مسبوق على جميع مناصب ومفاصل الدولة العراقية , ومازال يتحكم من بعيد بالريمونت كونترول حتى يومنا هذا بالرغم من خروجه من السلطة بشكل رسمي , ناهيك عن ما جناه من أرباح وصفقات وعقود وأموال وفلل وقصور وعقارات واستثمارات في أغلب دول العالم شيدها على جماجم تعساء وفقراء أتباع الحسين ؟, , وهرّبَ ونجله وأصهاره وأقربائه أموال طائلة تقدر بمئات المليارات من الدولارات .
نوري كامل المالكي حسب جميع الدلائل والمؤشرات ومن خلال تصرفاته وتحركاته , واصراره بشكل جنوني يفوق الخيال على تصدر المشهد السياسي بغض النظر عن ما آلت إليه الأمور والوضع الكارثي والمأساوي في العراق , وكل ما تعرض ويتعرض له شخصياً كما أسلفنا من ملاحقة ومطاردة أين ما حل ورحل , يبدو أنه بدون أدنى شك يعتبر رجل مريض نفسياً مأزوم مهزوم من الداخل , وبما لا يقبل اللبس أيضاً أصبح يعاني بشكل رسمي من مرض عضال قاتل أسمه ” جنون العظمة أو ما يطلق عليه علمياً وطبياً بـ ( الشيزوفرينيا ) , سيؤدي به في نهاية المطاف إلى مصير كارثي ومأساوي محتوم إلى حبل المشتقة .. طال أم قصر عمره .
وإلا كيف يحاول بين الفينة والأخرى بعد كل هذه المصائب والكوارث والخسائر الفادحة في جميع مناحي الحياة تصدير بضاعته الأكسباير , وتسويق نفسه كسياسي وزعيم لا يشق له غبار من جديد !؟, وهذه المرة من خلف الحدود وتحديداً من معقل ومطبخ تصدير الأزمات والإرهاب وحياكة المؤامرات ” طهران “, بعد أن خسر الحاضنة الداخلية بشكل مروع ,وخسر أنصاره وأنصار حزبه الإسلامي حتى في مسقط رأسه , ومعقل نسبه وعشيرته بني مالك كما هي محافظة البصرة , التي طرد منها شر طردة , تلاحقه الشتائم واللعن والرجم بالأحذية , وكيف يتجرأ هذا المخلوق البائس عندما يطلق تهددياته ويعرض خدماته بأنه سيحارب داعش في سوريا ويتوعد بالقضاء عليه وتصفية الحسابات معه ؟!, في حين هو وليس غيره من سلم الموصل في 6 حزيران من عام 2014 , وأمر قادة جيشه العرمرم ( خمس فرق ) بالإنساحاب والفرار والهروب المهين والمذل من ساحة المواجهة , وتسليم المحافظة لـ 300 عنصر من داعش الإرهابي , وترك أسلحة ومعدات وعتاد لهم بعشرات المليارات من الدولارات .
لماذا مازال نوري المالكي بشكل فج ووقح ورخيص يتحدى مشاعرنا كعراقيين , وعلى رأسهم أمهات وآباء الشهداء والمفقودين في سبايكر وغيرها , ناهيك عن ما حل من خراب ودمار ونزوج وتهجير لسكان هذه المناطق التي سمح لهذه المنظمة الإرهابية إجتياحها مع سبق الاصرار , ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه … هل نوري المالكي يتحرك بمفرده ويتحدث بمحض إرادته وبكامل قواه العقلية وقناعاته الشخصية , ويصر على ركوب كل الموجات ودخول كل هذه المطبات وخوض جميع المغامرات !, أم هناك من يقف خلفه !؟, ويدفعه دفعاً لإطلاق مثل هكذا تصريحات وبالونات وعنتريات فارغة ؟؟؟, ويصر على استهداف الأبرياء وتفجير المفخخات هنا وهناك لتحصد أرواح أتباع خصومه كما هم أتباع التيار الصدري وغيرهم من الذين باتوا يفضلون رؤية الجن الأزرق وكل شياطين الأرض على رؤيته أو الاستماع إليه .