بدأت بشعارات شبابية ثورية على مواقع التواصل الاجتماعي ثقف لها شباب مدني و اعلاميون وكتاب و صحفيون فأصبحت تجمعات حتى وصلت الى التظاهرات و الاحتجاجات و في بعض المحافظات اعتصامات و اغلاق مجالس محلية و بلدية و بعض الاقالات و التنقالات و التي لم تنفذ الى الان ، شكليا و اعلاميا نجحت المظاهرات في صنع التغيير والفارق اما عمليا و على ارض الواقع فهي هواء في شبك ، الناشطون و المتظاهرون مشتتون و كل يبكي على ليلاه منهم من يطالب بالخدمات و منهم من يريد اقالة وزير واخرون يطالبون بحل مجلس النواب و نفر قليل يطالب بتغيير نظام الحكم الى رئاسي و منهم من يسب قيادات سياسية و دينية فلا يوجد توحيد للمطالب و لا للشعارات و لا لشيء سوى التوقيت وهو يوم الجمعة ، تأتي هذه التظاهرات في وقت احتدم فيه الصراع الداخلي بين التيارات الشيعية الحاكمة و وصل الى حد التهديد و الوعيد و كشف المستور و استخدام الشارع و توظيف بعض ممن يخرج للتظاهرات للتسقيط السياسي على زعامة المجتمع الشيعي وهذا الصراع هو الاخطر داخلياً من حيث التأثير كل هذه الاحداث ستؤثر و بشكل مباشر على نجاح او اخفاق التظاهرات .
اخشى ان تكون هذه التظاهرات سحابة صيف عابرة كسابقتها في ٢٥ شباط والتي كانت اقوى من حيث التنظيم و التحدي و الشعارات و تبخرت في ليلة وضحاها كما اتوقع ان ينتهي بها المطاف مثل سابقاتها لأسباب اهمها عدم وجود قيادة فعلية تأخذ على عاتقها التنظيم و الترتيب لهذا الغليان الشعبي و استثماره لصالح الوطن والمواطن هذه المرة و ان لايتكرر سيناريو الانبار حيث اعتصم الناس البسطاء و تظاهروا من اجل مطالب بسيطة تضمن لهم حياة كريمة داخل محافظتهم و بلدهم فاستغلها شيوخ الصدفة و من لف لفهم من السياسيين و الانتهازيين الى ان وصلت لداعش على طبق من ذهب و انتهى بهم المطاف الى ما وصل اليه الوضع الحالي في الانبار واصبحوا على مافعلوا نادمين كما يجب توحيد المطالب وان تكون عقلانية و ممكنة التطبيق وتحدد بسقف زمني حتى في حالة ان لم تطبق نصل الى مرحلة الاعتصام و العصيان المدني وهناك نقطة مهمة جداً و هي ابعاد الجانب الديني و السياسي عن هذه التظاهرات حتى لايتم شيطنتها و تغيير مسارها و يستفاد منها علماء الدين و السياسيين حالهم حال داعش بل اظل سبيلا ، وللتذكير فقط من يكرر التجربة بنفس الطريقة فهو غبي او متغابي ان صح التعبير فلا يتوقع احد من العبادي اي تغيير لانه ابن حزب الدعوة و ابن دولة القانون اي بمعنى اخر هو ابن المؤسسة التي اوصلت البلاد و العباد الى ما نحن عليه .