23 ديسمبر، 2024 6:58 ص

الا يتدبرون العراق ام على…؟ الا يتدبرون العراق ام على…؟

الا يتدبرون العراق ام على…؟ الا يتدبرون العراق ام على…؟

الى اليوم لم يحكم العراق حاكما صالحا ومصلحا يحب شعبه وشعبه يحبه ، باستثناء الزعيم المرحوم عبد الكريم قاسم ، فهذا الرجل فلتة لم يوق الله شرها ، لأنه لم يكن شرا ، بل كان الخير كله ، فهو الحاكم والمصلح والوطني .وبموته ذهبت الوطنية ورحل الخير برحيله وقرأنا على العراق السلام .
    العراق بلد الخير ، دجلة والفرات، بلد النخيل ، والزراعة والصناعة والتجارة ، بلد الخيرات كلها ، كذلك هو بلد الثقافة والشعر والعلم والعلماء ، بلد كل المثقفين والمبدعين والفنانين .
    ومع كل هذا ، لم يأت الحاكم العادل المنصف الذي يأخذ بيد العراق ويرتقي به نحو السمو والآفاق الرحبة ، فكل من جاء كان يفضل مصلحة نفسه وطائفته وحزبه على بقية الطوائف الاخرى ، ويهمل الجميع ، حتى انعدمت الوطنية ، وماتت المواطنة ، وصار العراق عبارة عن صراعات داخلية وخارجية بسبب المؤامرات والدسائس والتدخلات الخارجية .
    ويأتي السؤال: ماذنب العراق والعراقيين ؟ ، لماذا يجري كل هذا . دول عديدة كانت تحلم بأن تكون مثل العراق ، وتمتلك خيرات العراق وموقعه الجغرافي ، واليوم باتت تضحك عليه تلك الدول بسبب ما وصل اليه من اوضاع لا يحسد عليها حيث الفساد والدمار والوضع المزري ، والتدهور الاقتصادي والاجتماعي والامني وغير ذلك .
   بعد 2003 كان حلم العراقيين كبيرا جدا ، ولم يصدقوا بأنهم قد تخلصوا من حكم البعث ، تلك الحقبة التي وصفت بـ (المظلمة) وبالحكومة التي اطلق عليها تسمية (جمهورية الخوف) بدل جمهورية العراق . لكن ، يبدو أن سفن العراقيين جرت بعكس ما تستهي ريح السياسة ، فأنقلبت الموازين واختلفت المعايير ، وبان الصبح لذي عينين . وظهر ان حلمهم كان كاذبا فلا يتحقق ولن يتحقق ابدا فهو الكابوس بعينه ، بسبب تسلط ساسة لا نعرفهم ولا نعرف اصلهم وفصلهم ، جاءونا من الخارج قالوا انهم عراقيون ، وهم بجنسية مزدوجة، يعني ان ولائهم للدول التي احتظنتهم ،ولحم اكتافهم من خيرها، ومنطقيا ان يكون ولائهم الى تلك الدول، وقد لاحظنا في الآونة الاخيرة هروب عدد من السياسيين الذين اثبت للقضاء انهم فاسدون ومحتالون فاصدر القضاء الحكم بادانتهم وبحكم بعضهم غيابيا ، امثال رافع العيساوي الذي حكمته المحكمة العراقية بسبع سنوات سجن ، فهرب الى الدولة التي يحمل جنسيتها اضافة الى الجنسية العراقية.
نعم، ان خارطة الطريق العراقية كانت قد بنيت على خطأ ،وهذا هو الذي اوصل العراق الى الويلات، حكومة على تركيبة طائفية وقومة لا تقوم لها قائمة ابدا ، فمنذ يوم تشكيل مجلس الحكم والى اليوم ، رئيس الجمهورية كوردي ، ورئيس البرلمان سني، رئيس الوزراء شيعي،  والعكس ليس صحيح، فكيف نريد ان نبني دولة ومؤسسات ونشكل جيش عراقي خالص على وفق هذه التركيبة المعقدة الخاطئة؟ .
وارى ان الحل الوحيد لهذا الوضع المزري هو اعادة بناء الخارطة السياسية على وفق الحس الوطني الخالس ، ونبذ كل ما هو طائفي وقومي لا يصب في وحدة وبناء العراق ، وان نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والاعتماد على الكفاءات والخبرات، وان نستثمر الشباب الطموح ، وان نعيد صياغة الدستور صياغة جديدة، والنظر في النظام الانتخابي واعادة هيكليته من جديد . واما بغير هذا فلا يمكن لناء بناء عراق يطمح اهله نحو السمو والارتقاء .