22 ديسمبر، 2024 3:29 م

الا زال البعير على التل ويشاركه الحمار

الا زال البعير على التل ويشاركه الحمار

متى يحين الوقت لينزل البعير من على التل ، أم ان التخلف قد تطور فالتحق مع البعير حمار ؟ هذا المنطق المتسائل جاء للدلالة عن سؤال بالغ الأهمية ، الا و هو الى متى تبقى المجتمعات المتخلفة خصوصا العربية ، لا تمنح المواطن حقوقه في الاحترام وتصب اهتمامها الأول والوحيد على الاقلال من قيمة البشر و عدم الاعتراف بحقوق الإنسان و عدم احترام المواطن؟.
هذا التساؤل دائم الجضور و قد استعاد نشاطه بعد ان نشرت وكالة الانباء الفرنسية مؤخرا خبر الحكم على الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي بالسجن لعام واحد لهدره أموال الدولة بغير مبرر ، وما يثير انتباهنا أولا ان الإدانة قد حصلت أي ان القانون يطال الجميع ولو بعد حين و ثانيا ترى الرئيس الفرنسي الأسبق المدان وخلال وصوله الى المحكة يمشي بثقة وحرية بدون سلاسل و قيد و يحظى باحترام كل المتواجدين في طريق وصوله الى قاعة المحكمة ليقف باحترام يتلقى الحكم . هذا الموضوع على بساطته لكنه يعكس مدى احترام الغرب للمواطن على الأقل عندما يكون الموضوع علنا وعلى مرأى و مسمع الاعلام و الشعب ، على عكس الضحالة لدى المجتمعات الأخرى وخصوصا العربية التي تحرص على اهانة المتهم الى ابعد الحدود وبابشع الطرق وتتبع أسلوب معاملة المدان كحيوان مفترس و خطر بحيث يتم وضع السلاسل بيديه و جره من قبل اربع او خمس حراس ناهيك عن تواجد الامن و قوات مكافحة الشغب و المليشيات الوقحة للحشد الشعبي ، ذلك اذا لم يذل و يجمل المتهم بعدد من التفاف و السباب و الركل والعصي خلال طريقه الى المحكمة . من جهة أخرى تنتشر عادات الممارسات الاجرامية بحق الشعب و ما تقوم به المليشيات الوقحة و ما يصدر عن بعض منتسبي قوى الامن الداخلي من سلوكيات تتفنن في إهانة الموقوفين المتهمين او حتى المشكوك بهم ، اما النزعة الطائفية و الطبقية و العرقية فحدث ولا حرج حيث تمتد ابداعات الاستهانة بالانسان الى ابعد الحدود وصولا الى الاعدامات الجماعية في منازل الضحايا و شوارع مناطقهم السكنية ، اما الاعتقال و ما يليه من إهانة وتعذيب و قتل فذلك عالم اخر لا يمكن تصوره . صحيح ان التاريخ يزخر بجرائم الغرب و همجيتهم في القتل و التمثيل لكنهم يتطورون نحو المستقبل بالتقرب نحو السلوك الحضاري واعود وأقول على الأقل امام الكاميرات و الاعلام
وتبقى الممارسات اللا إنسانية هي صفة مميزة للمجتمعات المتخلفة وعلى رأسها المجتمعات العربية و كذلك الدول الفقيرة و دول ما يسمى بالعالم الثالث . وكل يوم تثبت هذه المجتمعات و بأصرار عن اعتزازها بتخلفها و استحقاقها لكل الصفات و النعوت السيئة من خلال التصاقها وتمسكها بصراعاتها اليومية لمشاكلها الاجتماعية ولوقائع حصلت لمجتمعات أسس على يدي رحالها أديان سماوية وبعض هذه الاحداث حصلت قبل اكثر من 1400 سنة. ليثبتو للعالم انهم متخلفين بجدارة وربما التباهي أيضا بهذا التخلف واعتباره تراث تاريخي يجب المحافظة عليه مما دعى البعض الى نقل عرض هذا التخلف التراثي وطقوسه الغريبة الى الساحات العامة في اوربا و الدول الغربية .