23 ديسمبر، 2024 3:56 م

صحراء قاحلة،الانسان فيها لايملك من معنى الحياة الا الصلف والجلف والعنجهية،يعيش على القتل والقتال او البغاء،بيئة بكر من اي حضارة او ثقافة،في هذه البيئة ولد مولود ولكن اي مولود،بمولدة اهتزت الحضارة لدى الجوار انشق ايوان كسرى وانطفئت النيران،انه محمد بن عبدالله،امه امنه بنت وهب،مع ولادته غير وجه تلك البيئة القاسية بكل معنى وبث فيها الحياة،التي لم تعهدها من قبل،نما وترعرع هذا الوليد في حضن جده،بعد ان توفى والده وهم لم يلد بعد،نشأ يتيما،لكن نشئت معه الحكمة والقدرة وكل الصفات الانسانية،وفي سنوات شبابه الاول كان محط الانظار لينال لقب(الصادق الامين)من مجتمع ماعرف للامانة والصدق معنى،حتى لفت انظار سيدة من سيدات قريش لتختارة امين على اموالها ليتاجر مع من يتاجر من كبار قريش وسادتها،لكن كان الاكثر ربحا بينهم،لتحول شراكة المال الى شراكة قضية،ورسالة اريد لها ان تصنع انسان من لاشي،ويتزوج الفتى الهاشمي من السيدة خديجة بنت خويلد،وينجب النور الذي كانت الوعاء الطاهر لعترة خلت الارض منذ الخليقة من مثلها،وفي غارحراء حيث يتعبد محمد،تأتي تباشير اعادة صنع الانسان وعلى ارض المعمورة وتطرق مسمعية كلمة(اقرأ)،يعود الى الدار التي ليس فيها الازوجه خديجة والفتى علي وعلامات البشرى قد اخذت منه مأخذ كبير،يروي ماجرى عليه في الغار، انها النبوة،وتبدأ المسيرة الوضاء،وانصارها تلك السيدة والفتى علي بن ابي طالب،وتتوالى خطوات الدعوة بسرية الى ان يأتي الامر الالهي(اصدع بما تؤمر) لتزداد الامور صعوبة ويتضاعف التحدي مع قريش المشركة،الذي نهض بها كل جلف الصحراء وقسوتها،لتستخدمة ضد صادقها الامين  وضد من اسلم معه،لكن صاحب الرسالة قوي وانصاره اشداء من قوة وسمو المبدأ الذي يحملون اولا ومن الكفيل والنصير عمه ابا طالب،شيخ البطحاء وسيد قريش،لكن القدر لم يمهل النبي ليرحل الذاب عنه وتلحقه السيدة التي بذلت كل اموالها من اجل رسالة محمد،حتى وصل الحال ان تنام على جلد شات بعد الثراء والثروة،تزداد الامور حلكة لكن سمو الهدف وقوة الايمان اقوى،ويواصل النبي وانصاره دعوتهم،تقاطعهم قريش وتضيق عليهم،وتستخدم كل مافيها من عنت وجاهلية،لكن تستمر الدعوة صعودا،حتى يأتي فتح مكة حصن الشرك في حينة،لينعي نبي الرحمة الى الامة نفسه،لم ينتظر ان يحكم بعد كل مامر من اذى وحسرة والم،وصفه (صلوات الله عليه)(مأوذي نبي مثلي)،اذن هي ثورة من اجل الانسان ليس للذات فيها وجود،ثورة لترحم الذكر من طغيان نفسه عليه،يغزوا ويقتل ويئد البنت الذي تخرج من صلبة،وترحم الانثى من الوئد والامتهان النفسي والجسدي،حيث كانت بعض القبائل تعتاش على البغاء وتجارة الجسد،ومنعتها هذه المهنة من الدخول للاسلام بعد ان رفض نبي الرحمة السماح لهم بممارسة هذه المهنة المنكرة،هكذا كانت الامة لتتحول بفضل رسالة نبي الامة الى امة قائدة وتقف في طليعة الامم،ولو احسنت اتباع النهج،لسادت المعمورة من اقصى الارض الى اقصاها،وتحل علينا الان ذكرى ولادة نبي الرحمة،ونحن نعيش اوضاع ربما تماثل يوم الولادة قبل(  1443) عام،حيث الاسلام قسم الى مذاهب متناحرة يحل بعضهم دماء البعض،الانسان الذي جعلة الاسلام قيمة عليا اصبح ممتهن ووسيلة للوصول للغايات الدنيئة من البعض،واثبتت الامة انها لم تكن جديرة بمحمد الانسان والرسول،فبعد ان استحلت دماء ذريته،الذي هم امتداد للرحمة،وحرفت رسالته وعبثت فيها،لتصل الى ماهي عليه اليوم تتبع وتقاد من اراذلها،الذي لاهم لهم الاالتأمر على النقاط المضيئة في جسدها المتهالك،فهل ستصحوا هذه الامة وفاء لنبيها الكريم الذي بعث رحمة للعالمين…