لاتحل المشاكل اذا تم أنكارها ، ولاتحل ان لم يعرف أسبابها ، لماذا اختلفوا وكيف تحالفوا ليس لغزا ، انما ارادوا ايجاد منفذ للخروج من الاستعصاء السياسي المستديم ، قد لايحق لنا تسميته خلافاً سياسياً اذ ان اصوله خلاف طائفي وصراع على السلطة ، لكن اذا اختلفوا بالدين سياسيا تحول الامر لحرب اهلية ، هذا ماحدث بالماضي البعيد و القريب ، لايمكن بناء واصلاح المجتمع على انقاض الفتنة الطائفية والحرب الاهلية مالم يخلق حوار مجتمعي يشكل راي سياسي عام ومن ثم المضي بتنسيق يصلون به الى تحالف متين .
لن تستقيم الامور مالم تشخص الاخطاء والاعتراف بها والتخلي عن المجاملة والنفاق الحزبي ، المضي الجاد بمحاسبة الفاسدين ودعم وارساء ركائز الدولة التي تحترم المواطن والمواطنة والتي تعمل على سيادة القانون هي المطاليب الاساسية ، ماعدا هذا يعتبر الامر ضحك على الذقون .
ونحن بدورنا نؤكد نحن لسنا معنيين باي خلاف بين الاصلاح والبناء بخصوص تشكيل او استكمال الحكومة الجديدة لكننا معنيين بالحراك والغضب الجماهيري تجاه تدهور الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وننصح القوى الوطنية الديمقراطية بعدم زج نفسها بهكذا صراعات ، لان المشاركة فيها يعني تسويف لمطاليب الشعب الحقيقية بالحياة الحرة الكريمة ، كسر الارادات وتقلب الامزجة السياسية لايعنينا اطلاقا بل نؤكد على المفهوم الحقيقي للاصلاح والبناء بكونهما عناوين تحتاج لفعل حقيقي يبدأ بالمحاسبة ولاينتهي بتحقيق مطاليب المحتجين بل يتعداه لتحقيق الرفاهية لشعب يستحق ان يحيا بكرامة .