7 أبريل، 2024 5:22 م
Search
Close this search box.

الا تخجلوا من العيد؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل ازيد من الف عام حسم المتنبي علاقته مع العيد “ونام ملء جفونه عن شواردها” حين تساءل .. “عيد باية حال عدت ياعيد؟”.. بهذا البيت وضع المتنبي   العيد لو لنقل احساسه بالعيد في زاوية حرجة حين طرح عليه سؤالا اشكاليا وهو .. “بماضى ام لامر فيك تجديد؟” .. وبلغة عراقيي زماننا هذا تعني  .. “اكو شئ جديد لو يابسة على تمن”؟ لم تتمكن اعياد المتنبي  المائة وعيدين  “المتنبي مات عن عمر 51 سنة” من الاجابة على هذا السؤال, لا لعجز فيها ولكن لان الاعياد ليست هي التي تصنع الافراح للناس بل هي مجرد وسيلة لذلك. فالعيد  في النفوس وليس في التقويم الزمني سواء كان عيدا للفطر بعد رمضان او عيدا للاضحى عقب موسم الحج. لكننا ومنذ تسع سنوات من  عمر التغيير في بلادنا جعلنا العيد جزء من اجندة سياسية. فما ان يقترب حتى تسارع الحكومة الى اعلانه عطلة رسمية مضروبة في اثنين. وتتخذ كذلك جملة من الاجراءات “الثورية” مثل صرف الرواتب قبل العيد وتهيئة متنزه الزوراء للزيارات المليونية والسماح باستيراد كل انواع الالعاب النارية للاطفال. ولو كانت الامور تقف عند هذه الحدود لحمدنا الله الذي لايحمد على مكروه سواه وشكرناه. بل الاخطر والاهم والابعد من ذلك هو مايحصل على صعيد الزعامات والكتل السياسية التي جعلت من العيد شماعة لفشلها في حسم خلافاتها “المعرة”. تلك الخلافات التي تمضي عليها الايام والشهور  مع استخدام كل اشكال التهديد والوعيد لاسيما وان في كل كتلة او طائفة نواب ماانزل الله بالسنتهم من سلطان. لكن ما ان يقترب العيد حتى يخرج علينا نواب وقادة ومقربون من كل الكتل ليزفوا لنا ام البشائر من قبيل  ان المباحثات الجادة والحقيقية للمشكلة الفلانية سوف تبدا بعد العيد. ولانهم “دافنيه سوى” مثلما يقال ويصنعون الكذبة ويصدقونها فانهم لايتوانون عن القول بانهم  يمرون الان في فترة تهدئة وان كل شئ بات على مايرام. فالزعامات “المتذابحة” تتحول بقدرة قادر قبيل العيد بايام الى ملائكة رحمة. حتى لتتخيل ان كل  كل واحد منهم يدعو لخصمه اللدود اثناء صلاة العيد بالتوفيق والسداد لقيادة البلاد والعباد اذا كان مسؤولا حكوميا او لقيادة كتلته اوحزبه الى بر الامان وبحره اذا شاء. اما الكتل المتناحرة ليل نهار طيلة ايام السنة سرعان ما تعلن عن هدنة غير مسبوقة “من كيفها لامحزوزة ولا ملزوزة” لا لشئ الا لكون العيد على الابواب. وما ان تسال قياديا قي اي كتلة قبل العيد بيوم او يومين حتى يقول لك الامور تبشر بخير وكل شئ على مايرام . وحين تلح عليه اصرارا “شنو القصة وما ذا حصل” حتى يصر عليك الحاحا .. “يا اخي الم يحل العيد” .. هل انت نائم ورجليك بالشمس؟. ولاننا ومنذ تسع سنوات من المنتظرين فما ان تنتهي عطلة العيد حتى .. ترجع كل انواع “الحليمات الى عاداتهن القديمات”.
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب