بيئة نتنة وموبوءة التي تخرج لنا سياسيين ذات عقلية اقل ما يقال انها تمثل اخلاق الشوارع والعصابات ، والا باي منطق وباي تخريج تهور ورعونة النائب الصيادي والذي لا اعلم الى اليوم كيف اصبح نائباً برلمانياً ، وانت كنت اعتقد ان البيئة السياسية التي تخرج منها عكست حاله الانحلالي ، والمتابع لتصريحاته يرى من الوهلة الاولى اننا نجلس في سوق شعبي او في مقهى للشباب المراهق الذين يتنابزون فيما بينهم بالالقاب الشاذة ، متجاوزين اي حدود للياقة الأدبية او التربوية ، او العادات والتقاليد العشائرية التي تربت عليها اغلب البيوتات والعوائل العراقية .
اخلاقية النائب كاظم الصيادي عكست وضعاً أخلاقياً وسياسياً ضحلاً ، بل تجاوز كل ادبيات السياسة والديمقراطية ، وسيادة منطق عصابات الكابوي ، والتي تميز بها نائبنا الفذ ، فهجومه على قناة معروفة وهي قناة دجلة الفضائية ، وعلى ضيف القناة السيد بليغ ابو كلل احد قياديي المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ، لا يمكن الا ان يدخل في خانة الارهاب السياسي ، وتخويف المنافس ، والا نائب برلماني يعبر عن حواره ونقاشه بالمسدس ، وإطلاق العيارات النارية في فضائية معروفة تمثل الرأي الحر وبلا رقيب .
لا نعرف موقف الكتلة التي يمثلها ، وان كان ليس غريباً في ادبيات دولة القانون ، والتي تعودوا عليها في الهجوم على منافسيهم ، وسيادة ثقافة الترهيب مع الخصوم ، وهي سياسية تعود عليها اغلب رموز دولة القانون ذات اللاقانون ، والصيادي نموذج من نماذج الاستهتار والتهور ، فلا نعلم ما هو موقف كتلته من هذا الأسلوب ، ثم هل سيكون هناك موقف للتحالف الوطني من سيادة النائب الديمقرا….طَي .
ربما يعتقد الصيادي وكتلته القانونية ان بهذا الأسلوب يمكن السيطرة والقفز على الأوضاع ونيل شرف البطولة السياسية ، وربما يعتقد الصيادي ان اُسلوب الكابوي يمكن ان يبني شخصية سياسية توجه الرأي العام او تصنع موقفاً سياسياً مدافعاً عن هموم الشعب الذي سحقته عقلية نائبنا الأهوج ، والذي هو ابن مدينة الكوت التي تسود فيها ثقافة العشيرة ، والاخلاق العربية الأصيلة ، وحرمة التعدي على الضيف فهو ضيف الله قبل ان يكون ضيفاً عند احد ، وقياس اخلاق الشخص من خلال عمق انتمائه الديني والعشائري والمناطقي ، فاعتقد جازماً ان سيادة النائب لا ينتمي لهذه المدينة باي صورة كانت ، بل يعبر عن ضحالة بيئته السياسية .
حقيقة لا امل ولا خير في برلمان يلوذ بديمقراطية أشباه الرجال والسياسية ، ولا يمكن لبرلماننا العتيد ان يبني دولة ما دام هذه الشواذ والنكرات تجلس على كرسي التشريع ، وتشرع القوانين التي تخدم المواطن ، ولا نعلم فخامة النائب باي لجنة برلمانية هو وما هو دوره التشريعي والرقابي ، ام يكفيه حصوله على مغانم عضوية مجلس النواب من الامتيازات ناهيك عن الابتزاز السياسي الذي يمارسه بعض سياسيونا الذين امتلئت بنوك ومصارف الخارج ، وبَقى هذا الشعب يحارب من اجل قوت يومه ، دون وازع او ضمير من نائب او مسؤول في الدولة العراقية ، ليبقى شعار الديمقراطية يسمو ويعلو على تصرفات عصابات الكابوي وانحرافهم السياسي ليرسم النائب كاظم الصيادي خارطة الطريق لحكم المافيات والمرتزقة ، والتي باتت مباركة في ظل قيادة القائد الضرورة .