18 ديسمبر، 2024 9:12 م

في الاسبوع الاخير من شهر آب (أغسطس)/ 2015 كنت مع الصديق الاعلامي عادل الدلي في زيارة سياحية لجورجيا، وبالذات عاصمتها تبليسي. برنامج متنوع، ان لم اقل (متخم)، نفذناه خلال زيارة 7 ايام امضيناها هناك، زرنا متحف القائد الجورجي السوفيتي ستالين في مسقط رأسه مدينة كوري، زرنا نصب (أم جورجيا)، وجريدة (جورجيان جورنال) الناطقة باللغة الانكليزية، توجهنا نحو حدودها مع روسيا في رحلة زادت على المئة كيلومترا.
الايزيدية: تارا
اعتدنا ان نتناول طعامنا في الشارع الرئيسي في المدينة. اغلب المطاعم تركية، ويرتادها المسلمون اطمئناناً بان طعامها يحوي (الحلال) من اللحوم. وزيادة في هذا الاطمئنان، تلصق ادارات هذه المطاعم لافتة صغيرة على واجهاتها، كتب عليها (حلال). وهذا ما فعلناه: نتناول طعامنا في هذا المطعم او ذاك ممن يرفع لافتة (حلال). بنات صغيرات: بدناً وعمراً يعملن في تلك المطاعم. ركزت نظري على احداهن. كانت ذات سمرة خفيفة وشعر اسود.
لاحقتها نظراتي. وتوفرت الفرصة لان اسألها عن اسمها، فأجابت: (تارا). وعن بلدها: قالت ايزيدية من العراق. وصحتْ توقعاتي.
سألتها: هل ترغبين بالعودة للعراق؟. اجابت: نعم.. تركت (تارا) تتحرك مثل نحلة او فراشة ملونة. غبت عن (تارا) عائداً الى بلدي.
الايزيدية: نادية
امامي الان على الطاولة، جريدة (الزمان) الصادرة يوم (10ايلول/2016) وفي مكان باز من صفحتها، صورة تجمع الامين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) مع الفتاة الايزيدية (نادية). التي اسرها الدواعش واغتصبوها، وتمكنت من الفرار، وتوجهت للرأي العام العالمي لتفضح جرائم الارهابيين. وعينتها الأمم المتحدة سفيرة للنوايا الحسنة لدى الامم المتحدة.
وكلما تطلعت في صورة نادية، يذهب بي الذهن الى النحلة تارا، والى محطات في سفرتي نحو الحاضر والماضي الايزيدي.
الامير الايزيدي: معاوية
في اوراقي اقرأ: عام 1965 كنت نزيلاً في سجن الموصل، وعندما تجددت المعارك بين الحكومة المركزية والقيادة الكردية، اعتقلت السلطات امير الايزيديين: الشيخ معاوية. وقد اقام في جناحنا نهاراً كاملاً. وفهمنا منه ان السلطات العسكرية طلبت معاونته لها في قتال الاكراد، وانه رفض ذلك. واعتقاله يهدف للضغط عليه للاستجابة لطلب السلطات العسكرية. غادرنا الشيخ معاوية ولا ندري الى اين؟.
ماذا كتب الدرة؟
محمود الدرة، ضابط عراقي ولد في الموصل. توجيهاته قومية. صدر له عام 1963 كتاب حمل عنوان: (القضية الكردية). ونسخة من الكتاب الذي حصلت عليه من مكتبات دمشق عام 2007 يستقر الان على رفوف مكتبتي.
وفي الفصل التاسع من الكتاب، والذي حمل عنوان: اليزيدية في العراق- تاريخهم وثورتهم- تاريخ غامض وعقيدة غامضة، يكتب الدرة: (على الرغم من اختلاف المؤرخين في اصل اليزيديين وتاريخهم الغامض، نجد الرأي السائد، هو: انهم من العنصر الذي ينتهي اليه الكرد. وقد اسلموا كسائر من اهتدى من باقي الامم الى الاسلام، وقد انفردوا عن بني قومهم في الجبال، بسبب تعصبهم للأمويين). ويمضي الدرة للقول: (ماعدا القسم القليل من اليزيديين الذين يسكنون القفقاس في روسية في القرى القريبة من عاصمة ارمينيا السوفيتية، وفي حلب وديار بكر، فانهم في العراق يسكنون منطقتين، هما: قضاء الشيخان وجبل سنجار) ويورد الدرة تفصيلات كثيرة عن الايزيديين: كتبهم وطبقاتهم وثوراتهم.. انوه هنا، بانني اوردت تسميتهم، مرة بكلمة (اليزيديين، ومرة بكلمة الايزيديين). وللموضوع عودة.