23 ديسمبر، 2024 12:02 م

الايزيدية بين التكريد والتعريب

الايزيدية بين التكريد والتعريب

هذه الاسطر ليست كافية لوصف ماحل من دمار وخراب بمناطق الايزيدية حيث بلغ مجموع القرى والمناطق  المعربة والمحتلة والمهجرة سكانها 215   قرية والقرى والمناطق المذكورة هي على سبيل المثال لا اكثر لان هناك المئات كهذه القرى والمناطق.
بعد سقوط نظام الحكم الاحادي المذهب عام 2003 وتفكك الدولة العراقية بالكامل تنبأ العراقيون عموما خيرا والاقليات خاصة   لاسترجاع الحقوق المسلوبة طوال 35 عاما و بدأت محاولة لتشكيل حكم ديمقراطي تعددي يرضي جميع الاطراف وبدا العمل بكتابة دستور جديد للبلاد وبدا الناس يسمعون عبارات ومفاهيم تبدو جديدة على مسامعهم ك التغيير الديموغرافي.
ومادة  140 التي هي عبارة عن مشروع كردي شيعي بامتياز والتي بموجبها يستطيعون استرجاع او بالأحرى استنزاع اكبر قدر من الاراضي التي سيطر عليها العرب السنة بقوة السلاح ابان حكم صدام .
الاهم ان اكثر المتضررين من هذه المعضلة ليومنا هذا هم الايزيدية بالدرجة الاولى بعدما دمر صدام جميع قرى و قصبات المنطقة الشمالية وبحكم حساسية مناطق الايزيدية التي اعتبرت الخط الاول للمواجهة والخط الفاصل بين الجبهات وبعد مساعدة الايزيدية للأحزاب الكردية المعارضة للحكم آنذاك اتهموا بالعمالة وتم حرق وتدمير كافة مناطق الايزيدية  بذلك شرد الالاف . وخسروا قراهم بموجب مشروع التعريب وتم اسكان الايزيدية في مجمعات قسرية واعطاء اراضيهم الزراعية للعرب  الذين قدموا من الجزيرة بذلك خسر  الايزيدية اهم مناطقهم ابرزها شنكال وتم تجميعهم  في مجمعات وجلب العرب السنة واسكانهم في قرى الايزيدية واعطاهم املاك الايزيدية وتلتها مناطق اخرى مثل مجمع خانك ثم نزولا الى مجمع شاريا  ثم جنوبا مجمع الرسالة بابيرا ثم شرقا نحو مجمع مهت او مهد هذا كله بالإضافة الى القرى والقصبات الاخرى التي هجرها اهلها دون عودة .لكن بعد سقوط النظام عام 2003 حصل تغيير وبدا الساسة  الاكراد بالحديث  عن التغيير الديموغرافي ؟ بالفعل عادت الاراضي الكردية وبمقدار الضعف وحصلوا على حصتهم من التعويضات وبنوا قراهم كالسابق وبحكم وقوع مناطق الايزيدية تحت السلطة الكردية فانهم  بدأوا يرتقبون العودة واسترجاع الاراضي والحصول على التعويض لكن لم يحصل ذلك ولم يحصلوا على مكافئة نهاية الخدمة بعدما ساعدوا الاحزاب الكردية بكل شيء واعطوا شهداء وضحوا بالغالي والنفيس للأسف لم يحصل شي من هذا القبيل بل وحص العكس وبدأت موجة سرقة اراضي الايزيدية وخاصة الزراعية وبذرائع عديدة  وتم احتلال الاراضي الايزيدية من قبل الكرد المسلمين هذه السرقة تمت بطرق شبه قانونية وتحت حماية حكومية وبصبغة دينية اسلامية 
 اولى محطات الاحتلال بداؤها بقضاء الشيخان بعد عام 2003 بعد تغيير محل السكن في الوثائق  الرسمية للكرد  المسلمين من دهوك والموصل الى نفوس القضاء وبدوا بتزوير سندات وعقارات القضاء واجبار الكثيرين على البيع بأسلوب المحاربة والتهديد الامر الذي دفع الايزيدية الى مغادرة القضاء بسبب السياسات الممنهجة من قبل السلطة و بالأخص الاحزاب الراديكالية الاسلامية الممولة من دول خارجية  بذلك خسر امير الايزيدية   اولا و الايزيدية من سكنة القضاء اهم مركز لهم وموقع  المرجعية ومركز الامارة بعدما كان الايزيدية يشكلون حوالي 90 %  او اكثر من سكنة القضاء والباقي من الاخوة المسيحين ، يوما بعد يوم تصاعدات وتيرة الكراهية الى ان وصلت التفرقة ذروتها و حدثت احداث الشيخان 2007  التي لم تكن اقل وحشية من جرائم داعش الان والتي حدثت للأسف  بعلم  ضباط وقيادات في  الامن الكردي وبعض الاحزاب وبالأخص الحزب الاسلامي.. الان وبعد كل ما جرى لا يمثل الايزيدية سوى 20   %  بعد جلب حوالي خمس قرى الى ضواحي قضاء الشيخان من كمب اتروش واعطاءهم اراضي بالمجان على حساب الايزيدية  للعلم  ان القانون لا يجيز لاحد التلاعب بملكية الاراضي الزراعية او اقامة مباني عليها ،لكن تم توزيعها على اشخاص وتحولت مساحات شاسعة الى مدينة مجاورة للمدينة القديمة..للعلم انه يحرم على الايزيدي امتلاك متر واحد من الارض سواء كانت زراعية ام للبناء في اية منطقة ذات اغلبية مسلمة حتى وان اراد شرائها طبعا هناك استثناء بسيط في بعض المدن الكبيرة . 
 طبعا هذا كله بعد سكوت   كبار الايزيدية ضعيفي النفوس وبالأخص مناصري الحزب الديمقراطي أهذا كان التغيير الذي كانوا يتحدثون عنه؟ 
*أهذا كان نصيبنا من الكعكة ؟
*أهذا هو التعويض الذي  انتظره الايزيدية ؟
 *أهذا هو التحرير المرتقب؟
 *أهذا هو مسح اثار التعريب الصدامي؟
بذلك اثبتت الاحزاب الكردية ان سياستها لا تختلف بتاتا عن سياسة حزب البعث و سياسة صدام الدكتاتورية .
الوتيرة لم تكن اخف في سنجار فقد خسرنا معظم الاراضي داخل القضاء بعد الاستيلاء على معظم عقارات بالتزوير واسكان الكرد المسلمين بدلا من العرب!!بالإضافة الى هذا كله قامت السلطات بتغيير كامل في بعض معالم القرى الايزيدية وسوف نأخذ بعض القرى كعينات لا اكثرالقرية الاولى هي
 قرية ملاجبرا او (بيوس عليا) التي كان الايزيدية يسكنوها حتى عام 1985 تفاجى الايزيدية بعد 2007 ببناء القرية لكن ليس لهم بل للكرد المسلمين مع بناء مسجد واعطاهم تعويضات مالية  القضية تمت بمساعدة محافظ دهوك السابق وبعد سكوت الكبار واهل القرية يذكر ان هذه هي من القرى التي كانت بوجه المدفع دوما ومحطة استراحة للبيشمركه سابقا ايام الثورات الكردية ضد السلطة البعثية الفاشية.
القرية الثانية قرية (ديرستون) تربا سبي هي قرية ايزيدية خالصة تقع في حدود ناحية القوش  يسكنها العرب بعدما جلبهم صدام بالقوة واخراج  الايزيدية منها ظلت علما عليه الى حين قدوم الدولة الاسلامية عام 2014  هرب العرب خوفا من البيشمركه لكن العجيب انهم عادوا بمساعدة البيشمركه  الى القرية ولم يعودا الايزيدية الى قريتهم ويبدو انهم خسروها الى الابد.
القرية الاخرى هي الممان  هي قرية تقع ضمن قضاء الشيخان وهي قرية ايزيدية  قديما الان يسكنها كرد مسلمون وهم بالأصل ليسوا من المنطقة .تقابل هذه القرية قرية اخرى دوشيفان وشيف شرين  هي لا تختلف عن  الممان والان القريتان خاليتان من الايزيدية ايضا  .ناهيك عن قرى اخرى لاتزال فقط اكواما من الحجارة التي ظلت شاهدة على حقيقة الامور مثل كابارا ، حسنيى،  كر خاس ، بيران ،با قسرى، ومئات القرى التي اختفت الى الابد كما فعل داعش الان وجرف وحرق وفجر مئات القرى وغيرت سكانها وتركيبة سكانها .فرضا لو لم يكن هناك اعلام وتدخل دولي بالتاكيد  لبقت تلك المناطق التي احتلتها الدولة الاسلامية (داعش) بالقوة على حالها اي ان سكانها الذين جاءوا بقوة السلاح وتحت عباءة داعش كانوا سيصبحون اصحاب تلك الاراضي وهكذا وسوف تستمر سلسلة الغزوات . 
بذلك هل يختلف التعريب عن التكريد الاسلامي ؟ هذه السياسة ممنهجة  وتم اختيارها بدقة وعناية وتحت اشرف السلطات وامام انظار الحكومة الكردية.بذلك تم ترحيل الايزيدية بثلاث مراحل 
مرحلة التعريب من قبل صدام واعوانه من عرب الصحراء. 
مرحلة التكريد الاسلامي من قبل الاحزاب الكردية الرجعية.
مرحلة احتلال الدولة الاسلامية ؟؟؟لذلك فان واقع حال الشارع الايزيدي يسال ؟ باي شي تختلف السلطة البعثية عن الحالية؟
لذا فانهم يجيبون على سؤالهم بنفسهم نعم صدام هجرنا من قرأنا ومناطقنا وجاء بالعرب الغرباء والاحزاب الكردية فعلت كذلك واكثر 
كان صدام يعتقل المعارضين والان الاحزاب الكردية تفعل المثل 
فالصحفي والناشط لا يستطيعون الحديث ضد اي اجراء او حتى الاعتراض على ابسط شي.

لذلك لن يتم تطبيق مادة 140  بشكل الصحيح  بوجود الاحزاب  الاسلامية الكردية المحتلة لان الامر محسوم مع الحكومة المركزيةلان المناطق الايزيدية كانت ولازالت تحت السلطة الكردية  لذلك لا داعي لان يدعي الساسة الايزيدية المستكردين باسترجاع الاراضي المسلوبة لان على الكرد تطبيق المادة على نفسهم ومن ثم تطبيقها على العرب لان العرب هربوا من تلقاء نفسهم  بعد سقوط  نظام صدام ولم يبقى عربي واحد في المناطق المزعومة.
وبعد هذا كله يرى البعض ان مناطق الايزيدية كردستانية  قبل ان تكون عراقية او ايزيدية  ؟ 

الخوف من القادم القريب والبعيد 
على الارجح المحطة التالية سوف تكون بعشيقة على الارجح 
بذلك خسر الايزيدية اراضيهم وخسروا دعم الحكومة المركزية لانهم اكراد ولم يحصلوا على شي من حكومة اقليم كردستان لانهم ليسوا مسلمين!!.