23 ديسمبر، 2024 3:08 ص

الايرانيون شعب ليس له من حكامه الا الوعود

الايرانيون شعب ليس له من حكامه الا الوعود

لدينا مثل عراقي يقول (( اواعدك بالوعد واسكيك يا كمون )) بمعنى انك لن تقبض مني الا الوعود غير المتحققه ،كما يقول المثل العربي (( انجز حر ما وعد)) وهو يعني ان من لم ينجز وعده ليس حرا وليس اشق على الانسان الا يكون حرا ،والوعد المخيب سمة الكاذب والمخادع وفاقد الشرف ،وهكذا ينظر الشعب الايراني الى الذين ملأوا جعبته بالوعود من خميني الى كبير ورثته خامنئي وما بينهما من صغار وكبار الملالي والمسؤولين ولنراقب كيف تعامل خامنئي مع موجة التضخم الجديدة التي عصفت بالعملة الايرانية واسعار البضائع والوقود ،والخبز وهو سيد المائدة الذي باتت مائدة الايرانيين تفتقده بسبب ارتفاع سعره .

فعلى رغم التقارير الرسمية الإيرانية التي تتحدث عن هبوط حاد للعملة وغلاء السلع الأساسية بشكل غير مسبوق، وعلى رأسها الخبز الذي ارتفع أكثر من الثلث، الأربعاء من الاسبوع المنصرم، وعد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بتحقيق أهداف الثورة الاقتصادية والسياسية في بلاده “في وقت ليس ببعيد”، حسب تعبيره.

ووفقاً لما نقلته الوكالة الرسمية الإيرانية “إيرنا”، قال خامنئي أمام حشد من قوات التعبئة “الباسيج”، إن “أهداف الثورة الإسلامية ومنها الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والسياسية والثقافية، ستتحقق في وقت ليس ببعيد”، وذلك رغم مرور أربعة عقود من عمر الثورة التي مرت بحرب طاحنة مع العراق وأزمات سياسية واقتصادية في الداخل والخارج، بسبب شعاراتها المتطرفة، وعلى رأسها الإصرار على تصدير الثورة إلى الخارج.

وقال خامنئي وهو يخاطب ميليشيات الباسيج المعروفة بولائها له، إن النظام السياسي في الجمهورية الإسلامية لايزال بعيداً عن تحقيق أهدافه دون أن يذكر تفاصيل هذه “الأهداف”. وأردف المرشد الإيراني منتقداً المعتدلين في بلاده حيث وصفهم بـ”مكبرات صوت الأعداء”، وقال إنهم “ينشرون في المجتمع أنه لا يمكن مواجهة الأعداء”.

ويحذر خامنئي معارضيه في الداخل في حين لا يزال مهدي كروبي ومير حسين موسوي وزوجته زهراء رهنورد، زعماء المعارضة “الخضراء” الذين يقبعون في الإقامة الجبرية منذ عام 2009 بأمر مباشر من المرشد الإيراني رغم جميع محاولات الإصلاحيين والمعتدلين للإفراج عنهم.

ويتحدث خامنئي عن قرب تحقيق أهداف الثورة الاقتصادية والاجتماعية في حين تشير الإحصاءات الرسمية في البلاد إلى “زيادة الفجوة الطبقية” و”ارتفاع نسبة الذين يقبعون تحت خط الفقر” و”الفساد الاقتصادي والإداري المنتظم” و”ارتفاع الأضرار الاجتماعية”.

كما يرى نشطاء سياسيون إيرانيون ومنتقدو خامنئي أن قمع الحريات السياسية والاجتماعية، والقوة اللامحدودة التي يمتلكها المرشد الأعلى، من علامات الإخفاق في الوصول إلى أهداف الثورة الإيرانية و”استنساخاً لطغيان النظام السابق”.