ثورات الشعوب الحية غالبا ما يكون التغيير الجوهري والشامل لنظام الحكم القائم ضمن اهدافها الكبرى خصوصا اذا كان نظاما استبداديا ودمويا وفاسدا, فأن حركة التاريخ افرزت هذه المعطيات عبر مسيرتها وباتت معادلة ثابتة في مسيرة الامم , فالشعب الايراني العريق قد سطر هذه المآثر في مطلع القرن العشرين, حينما فجر الثورة الدستورية التي تعد سابقة على مستوى الشرق الاوسط وقاعدة انطلاق وطنية من أجل مقارعة الانظمة الدكتاتورية المعاصرة, واليوم يعيد امجاده الخلاقة من خلال ثورته المباركة التي اشعل فتيلها نهاية 2017 وما زالت مستمرة تعم المدن الايرانية برمتها, الشعب الذي تحمل القهر والحرمان والعوز في ظل نظام فاشي مستبد وقمعي حكم البلاد بيد من نار وحديد على مدى اكثر من ثلاثة عقود ونصف فجر انتفاضته العارمة بغية الانعتاق من ظلم النظام, وأوكل هذه المهمة التاريخية الى مقاومته الوطنية المتمثلة بالمجلس الوطني ومنظمة مجاهدي خلق اخذت على عاتقها تحرير الشعب من قبضة الفاشية الدينية, ان لهذه الطلائع المجاهدة تاريخ مشرف في مقارعة الانظمة الاستبدادية التي تعاقبت على حكم ايران ولها تضحيات جسام تفوق الوصف, واليوم استطاعت من انتزاع زمام المبادرة وحققت نجاحا باهرا في قيادة معاقل العصيان بعد ان تمكنت من توسيع دائرة الانتفاضة لتشمل كل المدن الايرانية قاطبة, وبالمقابل وضمن نشاطات منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بقيادة المجاهدة الكبيرة مريم رجوي على الساحة الدولية, افلحت في تأسيس جهد دولي كبير من شخصيات رسمية فاعلة بمصدر القرار الاوربي والامريكي وباقي الدول المؤثر الاخرى لمؤازرة الشعب الثائر اضافة الى فعاليات برلمانية وكفاءات فكرية وسياسية واجتماعية واعتبارية عالية المآب, كل هذا الجهد الدولي اذكى روح المطاولة والتحدي للشعب الايراني المنتفض, وان للمؤتمرات السنوية التي اعتادت عليها المقاومة الايرانية الاثر الاشمل في تأجيج مقومات الثورة واسباب ديمومتها وارباك النظام الديني المتخلف ,,, ويعد المؤتمر السنوي الذي عقد في الثلاثين من يوليو الماضي الاضخم من بين المؤتمرات والاكثر تأثيرا على مجريات الثورة الايرانية, بعد ان اتخذ لأول مرة قرارات استراتيجية تلبي المرحلة الحالية والفترة الانتقالية مجسدا اهداف ومبادئ المعارضة السياسية الايرانية التي جاهدت على مدى ستة عقود في سبيل تحرير الشعب, وتحقيق الديمقراطية والعدل والمساوة والحياة الحرة الكريمة دون تمييز أو اقصاء أو تهميش وتشريع دستور جديد يفصل الدين عن السياسي ويضمن الحقوق والحريات الاساسية والمشاركة في الحياة السياسية لجميع المواطنين, ومنح الاقليات والقوميات حقوقها المشروعة على وفق المبادئ الدستورية وتمتعها باللامركزية واشراكها في صناعة القرارات الاستراتيجية وادارة شؤون السلطة والحكم, وبناء علاقات دولية متوازنة شعارها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى, وضرورة بناء اقتصاد ايراني رصين ومتين قادر على مواجهة التحديات التي سببها النظام الديني, وترسيخ مبادئ التعايش السلمية بين مكونات الشعب الايرانية والشعوب لدى الدول كافة ومحاربة كل اشكال التطرف والعنف والارهاب تحت خيمة قضاء وطني مستقل ونزيه, هذا ما اقره المؤتمر السنوي الاخير في العاصمة الفرنسية باريس الذي اثار ذعر نظام الملالي حيث اقدم على التخطيط لعمل ارهابي جبان ضد المؤتمر يديره دبلوماسي للنظام في فيينا, وقد تمكنت الاجهزة الامنية الاوربية اكتشافه واللقاء القبض على عناصره الارهابية, ان هذه الحزمة من الاهداف تبنتها المعارضة الايرانية وهي البديل الديمقراطي الامثل للشعب الايراني الذي سينعم بها قريبا جدا, حيث بات واضحا ان النظام الفاشست يترنح ويعيشه ايامه الاخيرة وسوف يسقط اسرع من سقوط الموصل العراقية ,,,, ولن تسعفه حملاته الدعائية عن قوته الكارتونية ,,, واخيرا نقول للإيرانيين ان البديل الديمقراطي قادم ,,,,