ان كل دول العالم تمتلك عادات وتقاليد لاتحيد عنها شعوب تلك الدول وهذه التقاليد تمثل كقانون اجتماعي بين الناس يعتبر بمثابة العُرف السائد بين مكونات الشعب المختلفة بحيث تطفو على السطح صفة سائدة على هذا الشعب دون غيره فيتصف بها وتميزه عن غيره ولتقريب هذه الحالة على الاذهان اذا اردنا وصف الشعب الياباني مثلاً نقول عنه انه شعب مفكر ومبدع لان صفة الابتكار والتطور هي الصفة المميزة لهذه الدولة لكن عند وصفنا للشعب الامريكي نجد ان الامر يكون اكثر صعوبه لسبب بسيط وهو ان الشعب الامريكي غير اصيل ومكون من خليط من مختلف بقاع العالم ولكنه على كل حال يمكن وصفه بانه مجتمع مؤسسات وان الشعب الامريكي هو شعب متغطرس يرى انه اعلى مرتبة من أي شعب اخر كما هو الحال في الديانة اليهودية الذين يرون انهم شعب الله المختار على كل حال نحن الان لسنا بصدد تقييم هذه الشعوب بقدر تسليط الضوء على ما تتميز به الدولة العراقية من عادات وتقاليد واعراف وهي كثيرة لكن بالتأكيد ان هناك صفات متأصلة وتكون غالبة على طباع المواطن العراقي اكثر من غيرها صحيح انها لاتمثل الانسان العراقي ككل ولكنها يقينا ستكون الصفة السائدة بين افراد المجتمع
ولأي متابع للشأن العراقي سواء كان عراقي ام لا يستطيع ان يعرف هذه الصفة التي تميز الفرد العراقي عن غيره فيمكن ان يتم سؤال أي مواطن عراقي ما رأيك بالنظام السياسي مثلاً سيكون الجواب بديهياً لايوجد نظام اصلاً يعني فوضى سياسية وليست نظام وعند متابعة الانظمة الادارية في مؤسسات الدولة يكون الجواب ايضاَ فوضى ادارية فاي مواطن لديه مراجعة لدوائر الدولة على اختلاف مسمياتها فأنه يمر في تلك المؤسسات بضروف غير ادمية ويتم التعامل معه بشيء من الاحتقار تجعله يندب اليوم الذي اتى فيه, مثل المراجعه من النوافذ والشبابيك والانتظار لفترات غير معلومة دون معرفة الاسباب وكذلك المحسوبية لاشخاص على اشخاص اخرين ولكي نكون منصفين فأن اللوم لايقع على الانظمة والقوانين فحسب بل ان الفرد العراقي مجبول على كره النظام فمن منا لم يشاهد تدافع الناس على ركوب الحافلة او اعطاءه الرشوة لتقديمه على الغير عند التقديم على الوظائف او مراجعة دوائر الدولة وحتى في المؤسسات الصحية التي تمس حياة الانسان العراقي لانجد من يحترم النظام وفي أي مفصل من مفاصل الحياة اليومية تكون الفوضى هي السمة السائدة في المجتمع العراقي .
ولسائل ان يسأل مالفائدة من معرفة سلوك الشعوب , اقول ان معرفة القيم التي يمتاز بها الفرد وينقاد اليها المجتمع ضرورية من عدة نواحي , والتي يكون اولها ان السياسي الناجح يشخص مناطق الضعف في المجتمع كما يشخص الطبيب العلة حتى يتمكن من معالجة المريض فمن الضروري ان يكون السياسي العراقي على بينة من امره في اين يكمن الداء في المجتمع العراقي حتى يكون هناك دواء شافي .
ولنعطي مثالاً على ذلك اذا القينا نظرة ولو من بعيد على اغلب الازمات التي مر بها العراق سابقاً او في الوقت الراهن يجب علينا معرفة ايدلوجية السلوك الاخلاقي لبعض المحافظات العراقية والتي اتى منها من استطيع تسميتهم (ساسة الازمة) واقصد بهذا المصطلح ساسة العراق منذ عشرات السنين والذين حكموا العراق بالنار والحديد وبعض السياسيون ورجال الدين الذين دخلوا معترك الحياة السياسية في الوقت الحاضر ويريدون ارجاع العراق الى الوراء حتى يتحكموا بارواح وارزاق العراقيين ومن يدري قد يخرج منهم القائد الضرورة مرة اخرى! ,ولنرجع قليلاً الى الوراء ولنرى من اين اتى الرئيس العراقي السابق (عبد السلام عارف) الذي حكم العراق بانقلاب 1963 نرى ان مسقط رأسه يرجع الى الفلوجة والرئيس السابق ايضاً (احمد حسن البكر) اصله من تكريت واخرهم (صدام) من العوجة في تكريت,والعراقيون كلهم يعلمون كيف كان هولاء الطواغيت يديرون البلاد وكيف كانوا يجعلون من المواطن العراقي في المنطقة الغربية مواطن درجة اولى له من الامتيازات مالاتعد ولاتحصى ,واعتبار المواطن في المنطقة الجنوبية مواطن درجة ثانية او حتى عاشرة ليس له حق واحد من حقوق العيش الكريم.
لذلك وبعد سقوط صنمهم في 2003 نرى الازمات المفتعلة دائماً قادمة من المنطقة الغربية وهم يكررون عبارة التهميش لمئات المرات,ويجب ان يعرف العراقيون على اختلاف انتماءاتهم ان هذه العبارة مسمومة والمقصود بها ان المنطقة الغربية يجب ان تكون لها كلمة الفصل في مستقبل العراق وان يكون لهم حق (الفيتو) على مجمل الشعب العراقي لانهم ينظرون لبقية مناطق العراق على انها ادنى مرتبة منهم, لكن اقولها صريحة ومدوية ان العراقيين ملّوا وبلغ الماء الزُبى فأن كان الاحتلال الامريكي في السابق سداً منيعاً لهم فاليوم لاعاصم لهم من امرالله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.