عندما نقرا تاريخ الشعوب نجد ان هناك رموز وشخصيات صنعت تاريخ هذه الشعوب ،وكانت لها دوراً بارزاً في في هده الامم ، السيد محمد باقر الحكيم (قدس) كان تلك الانعطافة المهمة بتاريخ العراق وشعبه ، فكان وجه العراق الناصع ، وكان لسان المظلومية الصادق ، وكان منبر المرجعية الدينية العليا الناطق ، فاجتمعت كل الخصال النبيلة في شخصه ، حتى صارت درساً في الإيثار، وكان منبراً حراً في الدفاع عن مظلومية الشعب العراقي بكافة اطيافه ، حتى نال الود من جميع الكيانات السياسية المعارضة في الخارج ، وأصبح مصدراً مهماً من مصادر المصداقية السياسية يلجأ لها المدافعين عن حقوق الشعوب المضطهدة . حمل خطاب السيد عمار الحكيم احياءً لذكرى شهادة السيد الشهيد محمدباقر الصدر (قدس) والذي يأتي تزامناً مع شهادة شهيد المحراب (قدس) ، رسائل مهمة وكانت رؤوس اقلام لخارطة طريق جديدة لمسيرة المجلس الاعلى ، بل عموم تيار شهيد المحراب ، بعد حرباً ضروس شنت عليه من أشقاءه وصلت الى حد كسر العظم ، ووصل الحال الى شن الحرب عليه وحرق مكاتبه ، ولكنه كان وأعياً لهذا المخطط ، ونأى بنفسه عن المواجهة مع الشقيق ، وركز في حركته على ترسيخ المشروع الوطني ، وبناء العملية السياسية في البلاد . الحكيم وبعد حديثه عن تاريخ الشهيد الصدر ، ودوره التاريخي في محاربة الطخمة البعثية ، والدور الاستراتيجي لشهيد المحراب في الخلاص من حكم البعث المقبور ، تطرق الى دور تياره في دعم المشروع الوطني ، والوقوف مع الحكومات المتعاقبة في العراق بعد السقوط ، وكيف استخدم الخصم كل اساليب المكر والدهاء ، وكيف كانت مخططاتهم في تحجيم دور تيار شهيد المحراب ، ومشاركته في بناء دولة المواطنة الحقة ، كما انتقل الحكيم في خطابه ليكشف المخططات الساعية الى نقل المعركة في الداخل ، والسعي الى ايجاد الانقسام والفرقة بين مكونات التحالف الوطني ، عبر خلط الأوراق ، وحرب التضليل والتشويش على الرأي العام ، والسعي الى احراق كل ما موجود بذريعة الفشل ، والتي كان هو سبباً مباشراً في خراب البلاد وإحراقها . الحكيم كان واضحا في خطابه ، وتحمله المسؤولية الشرعية والسياسية ، وهو ما يعني انه رسم خريطة واضحة للمستقبل في البلاد ، وسيكون هو رائد هذه الخريطة ، كما انه اطلق رسالة مهمة وإعلانه (الطلاق السياسي ) مع المتاجرين بالعراق وأرضه وأبناءه ، وأعلن في خطابه يوم الحساب على الفاسدين وسارقي المال العام ، والمتاجرين بدماء الأبرياء ، والساعين الى الاستمرار في سياسية التسويف والكذب ، والتي جرت البلاد والعباد الى نفق مظلم لا ضوء فيه ، فقارن في خطابة بين دور تيار شهيد المحراب ومواقفه ، وبين مواقف المتصدين ، وكيف كان قادته وسياسيوه ، يخوضون حرباً في غرفاً مظلمة من اجل تحريك المواقف ، وتقريب وجهات النظر ، واقناع الخصوم ، وتهدئة التصريحات ، حتى اضحى مرجعاً لعموم مكونات الشعب العراقي ، في حين تُمارس ضده ابشع الاكاذيب ، ويفترى عليه ، ويكذب في مواقفه ، وتشوه صورته امام الجماهير ، لغايات. اهداف رخيصة لا تحمل اي مفهوم من مفاهيم التنافس السياسي الشريف . الحكيم في خطابه ، سيكون حجر الأساس لمستقبل جديد يدخل فيه العراق ، عبر رؤية واضحة وسياسات صحيحة تنقذ البلاد ، وتخرجه من الخراب في ميادينه كافة ، وان ياخذ العراق دوره ويكون محوراً في استقرار المنطقة وتنميتها ، لانه جسرا ممتداً بين الشرق والغرب ، وهو الحاضنة لكل الثقافات والتي تمتزج بها شعوب واديان وطوائف المنطقة ، وتتظافر الجهود ، وتتوحد الخطى في بناء الدولة العادلة ، دولة المواطنة بين اطياف المجتمع كافة .