23 ديسمبر، 2024 12:04 ص

الاولويات الثقافية في وقتنا الحاضر

الاولويات الثقافية في وقتنا الحاضر

ابن زريق البغدادي وامير الصعاليك وقواعد الحب الاربعين ومشكلة الشعر الجاهلي لدى طه حسين الخ … لاتشكل همّاً ثقافياً يواجهه الجمهور القاريء ويحتاج الى اجابات عليه، مع الاعتراف بأهمية وجمالية تلك الموضوعات.
الثقافة تخضع لنوع من آلية العرض والطلب ، لان الكاتب يحتاج الى قاريء والا فلا جدوى لكتاباته. انه لايستطيع عملياً إرغام الناس على قراءة مالايعجبهم او مايشغل اذهانهم.
الثقافة هي ليست نوعاً من الفاكهة الترفية ، بل هي تساعد الناس على فهم وادراك البيئة المحيطة بهم وفهم ادوارهم في كل مايحصل ومساعدتهم على تحسين قراراتهم وادارة حياتهم.
يوم أمس نشرتُ مقالةً عن دور عدد من الفنانين في تشكيل صورة غير واقعية عن الحب في اذهان الشباب ، واتفقتُ في النهاية مع الاصدقاء الذين تفاعلوا مع تلك المقالة، الى استنتاج يقول: ان ذلك ناتج عن غياب الثقافة التي تجعلهم قادرين على فهم طبيعة ووظيفة الفنان والفن ويدركون حقائق حياتهم وشروطها..
الثقافة مطلوبة حتى في تربية الاطفال والحفاظ على صحتهم وتعليمهم وفي ادارة ميزانية البيت وتحسين العلاقة مع المجتمع ومع الدولة وادراك دور الفرد في التنمية والبناء ومكافحة الخلل وتحسين النظرة الى الذات.
استعرضُ احياناً عدداً من المواقع الثقافية والاحظ ازدحامها بمواضيع على غرار تلك التي ذكرتها في البداية.
كما ألاحظ اصرار “أصحاب” تلك المواقع على جعل مواقعهم مزدحمة بهذا النوع من الكتابات ..
ان سياسة الإصرار على تكديس المواضيع القديمة وشرحها بلغة جافّة وصعبة الفهم وجعلها طويلة جداً حتى تكون “جادة” ، فلا اعتقد انها سياسة موفّقة.
الغريب ان عدد القراءات يبلغ صفراً لمعظم هذه المنشورات مع ان انها متاحة للقراء في كل العالم ومضى على نشرها زمن طويل !!
هذا يعني ان المزاج السائد ليس مع هذه القراءات ومن الضروري الانتباه الى ذلك .
السياسة تحتاج الى ثقافة والثقافة تحتاج الى سياسة.
والسياسة ليست عملية ادارة الماضي بل هي ادارة الحاضر والمستقبل.
هموم الحياة الجارية تتضمن شؤون المال والاقتصاد والاجتماع والبيئة والوضع السياسي الدولي وتحسين التعليم والصحة ومشاكل التشغيل والأمن الاجتماعي ومراجعة وتطوير دور المؤسسة الدينية ورجال الدين..ومكافحة الفساد والجريمة وتطوير العملية الديمقراطية الخ….