23 ديسمبر، 2024 4:25 ص

الاهوار ودورها في التنمية والاقتصاد في العراق

الاهوار ودورها في التنمية والاقتصاد في العراق

سوف نتطرق في هذا الجزء من المحتوى الى ثروة الاهوار في العراق هذه الثروة التي وهبها الله لخزن مياه الطبيعة تلقائياً .ووهبها الله انواع نادرة من الكائنات الحية التي تعيش في هذا الجو المائي .
أهمية أراضي الأهوار
الأهوار عبارة عن مسطحات مائية عذبة تغطي مساحات شاسعة في العراق .وتعيش فيها كائنات حية متنوعة، مثل الطيور التي يقدر عددها بنحو 81 نوعاً، إلى جانب الأسماك والحيوانات البرية والمواشي، وتزرع في هذه الأهوار محاصيل زراعية مختلفة وتكثر فيها الأحراج والنباتات المائية بسبب تدفق مياه نهري دجلة والفرات إليها.
يوجد في العراق ثلاثة أهوار رئيسية
هوير الحويزة الذي يتداخل مع الحدود الإيرانية، وهور الحمّار وهو يتوسط المنطقة، وأهوار الفرات التي تمتد وتتوسع باتجاه شمال وغرب البصرة وجنوب منطقة العمارة وصولاً إلى مقربة من مصب دجلة والفرات ليختلطا ويكونا شط العرب ويمكن أن تقدر المساحة التي تحتلها أهوار جنوب العراق بين 15000 كم مربع – 50000 كم مربع لأن المساحة المائية لهذه الأهوار غير ثابتة وغير مستقرة فهي تتوسع وتتقلص حسب إيقاعات فصول السنة ففي فصل الخريف حيث تكون مستويات مياه دجلة والفرات في أدنى مستوياتها نجد أن مساحة الأهوار تتقلص بشكل كبير، لتعود وتتوسع في فصل الربيع مع موسم ذوبان الثلوج في كل من تركيا وإيران.
إن الأهوار موطن مهم لكائنات مختلفة ومنوعة من ناحيتين، اقتصادية ثم للرغبة العلمية. فمن الناحية الاقتصادية إن التخمين الاقتصادي التمهيدي الأولي لقيمة البردي والنشاطات الزراعية التقليدية وحدها في الأهوار تقدر بحوالي أكثر من مئات الملايين من الدولارات وهناك الحيوان الذي لو استغلت زراعته وحولناها من نباتات برية إلى زراعة محاصيل فإن وارداتها ستكون بمئات الملايين من الدولارات ايضا لأن هذا القصب يدخل في صناعة السكر أما مادة الخيزران فإنه يدخل في عدة صناعات أخرى .فقد عرضت إحدى الشركات العالمية في اليابان المتخصصة في هذا المجال في ثمانينيات القرن الماضي للاهتمام والاستثمار بزراعة الخيزران مقابل انشاء شركتين عملاقتين للسيارات ولكن الحكومة العراقية في وقتها لم تهتم بالموضوع ربما لأسباب أخرى.وبما اننا اصبحنا نشجع الاستثمار اليوم فمن الضروري الاعلان في هذا المجال لشركات متخصصة لتشجيع زراعة هذا المنتج في الاهوار وهو سوف يخلق عدة فرص عمل إضافة إلى واردات الى خزينة الدولة.. وكذلك لاننسى الثروة السمكية وصيد الاسماك في الاهوار فإن معدل صيد الأسماك من الأهوار سنوياً حوالي 1700 طن من الأسماك الصغيرة الروبيان والمشاتل الزراعية في الأهوار .
إضافة إلى ماذكر فإن الأهوار توفر بيئة للإنتاج الزراعي التقليدي مثل زراعة الدخن، والرز، والخضراوات.وكذلك الأشجار التي تدخل في صناعة الاخشاب والمنافع المناسبة ودائمة لمصادر البيئة، كذلك فيها صيد الطيور ورعي الأبقار.وانشاء حقول كبيرة للثروة الحيوانية عن طريق تشجيع القطاع الخاص لإنشاء شركات زراعية. ومنطقة الأهوار المحاذية للحدود الكويتية الشمالية تصلح احسن بيئة إنتاج زراعي مثل زراعة التبغ والأرز والخضر وغيرها ومنطقة لرعي الأبقار وصيد الأسماك والطيور كما أنها موطن مهم لقطاع كبير من الكائنات الحية.
أما من الناحية العلمية فإن موطن الأهوار له أهمية لقطاع كبير من الكائنات الحية حيث لها مساهمة جديرة في التنوع الأحيائي إن أهوار الحمار والحويزة معاً يحتمل أن تزود بهما البيئة الحياتيه لثلثي الطيور البرية الشتوية كالوز والبط الموجود في الشرق الأوسط.
والأهوار هي واحدة من إحدى عشر مصنفة عالمياً من المناطق المائية غير البحرية في التصنيف العالمي على أنها من مناطق استيطان الطيور وعلى سبيل المثال فهي تزود قطاع العالم لتلك الكائنات بنوعين من الكائنات وهما الطائر المغرد لقصب البصرة والطائر العراقي الثرثار
ايضا هناك عدد كبير من كائنات الأهوار من فصيلة نوع من الاسماك تسمى الشبوطيات وهذه النوعية لها أهمية كبيرة لدراسة نظرية التطور للحيوانات المائيه .
إن اهتمام الدولة في مثل هكذا مجال واستثماره وتشجيع الشركات لبناء مشاريع وفنادق ومنشأة سياحية ومدن العاب ومدن مائية سوف يشجع الأيدي العاملة والخبرات الفنية في هذا المجال الى التوجه إلى هناك لإيجاد فرص عمل وسوف يتحول جنوب العراق الى منطقة سياحية أسوة بشماله ..وسوف نجد اغلب أصحاب رؤوس الأموال العراقيين والعرب وخاصة الخليجين لزيارة هكذا اماكن ترفيهية .