16 أبريل، 2024 6:57 ص
Search
Close this search box.

الاهم و ليس المهم

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد إنتهاء فترة داعش و إلحاق الهزيمة به، فإن الانظار کلها تتجه نحو الشروع بإجراءات و خطوات تمهد لأجواء طبيعية تساعد على إستتباب سلام و أمن و إستقرار حقيقي في العراق خصوصا وإن الشعب العراقي يعاني منذ عام 2003، وحتى يومنا هذا حالة الفوضى و عدم الاستقرار و التسيب و الفساد و المظاهر السلبية الاخرى، وهو جدير بأن ينعم بأوضاع طبيعية تعيد له و للعراق العافية.
مع إن الظواهر و المظاهر السلبية التي دفعت بالعراق الى الاوضاع السلبية التي يعاني منها منذ عام 2003، لکن ليس بالامکان أبدا أن نتجاهل بأن ظاهرة الجماعات المسلحة و الميليشيات و نفوذ الدول في العراق وبالاخص النفوذ الايراني قد کان وراء إيصال الامور الى منعطفات بالغة الخطورة و تسببت بسفك دماء و إزهاق أرواح لم يجر لحد الان تحديدا قريبا لها من الواقع، ومن هنا فإن إنهاء المظاهر المسلحة وخصوصا الميليشيات، ضرورة قصوى تتطلبها الظروف و الاوضاع العالية بصورة ملحة، ولايجب أن أن يکون هناك إستثناء أو تبعيض أو ماشابه في هذا الصدد.
تشديد المتحدث بإسم المکتب الاعلامي لرئاسة الوزراء سعد الحديثي، يوم اثلاثاء المنصرم على ضرورة تسليم الفصائل غير المنتمية في الحشد الشعبي سلاحها مبينا بأن الفصائل غير المنتمية للحشد لم يعد لها مسوغ قانوني مستطردا بأن” الوية الحشد الشعبي هيأة رسمية وبالتالي هي جزء من المنظومة الأمنية العراقية وتتمتع بغطاء قانوني أصدره البرلمان وهي جزء من الجهد العسكري والأمني وتأتمر بامرة القائد العام للقوات المسلحة وتخضع لما يخضع له أعضاء المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية بضوابط عسكرية وتتمتع بنفس حقوق أعضاء هذه المؤسسة”، هذا التصريح لو دققنا فيه و سعينا لتحليله بروية، فإننا نجد أنه أشبه مايکون بأن تطفئ نارا جانبية من حريق هائل، إذ أن تلك الميليشيات التي يحددها الحديثي، هي في الواقع ميليشيات نکرة و ذو تأثير نسبي و ضعيف قياسا الى تلك التي تنعم بدعم إيراني إستثنائي و تحظى في نفس الوقت بغطاء حکومي رسمي ليس متوفر أبدا لغيرها!
إن العلة و أصل العلة ليست في تلك الميليشيات و الجماعات المسلحة التي لاتنتمي للحشد الشعبي بل إنها وتحديدا في تلك التي تقع ضمنها، وإن الحديث في الاوساط العراقية و العربية و الدولية يدور حول ذلك بل وإن هناك مطالبات ملحة بحلها ولاريب من إن السبب و الدافع الاساسي الذي يکمن خلف هذه المطالب لکون النظام الايراني کما يعلم القاصي قبل الداني قد إستغل و يستغل هذه الميليشيات من أجل تحقيق أهداف و غايات خاصة به، ومن دون قطع اليد الايرانية التي تعبث بأمن و إستقرار العراق من خلال هذه الميليشيات، هو حجر الاساس في إستتباب الامن و الاستقرار الحقيقي في العراق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب