18 ديسمبر، 2024 10:12 م

الاهمية والمغزئ التاريخي للذكرى ال75 لانتصار الشعب السوفيتي على الفاشية الالمانيه (1945-2020)

الاهمية والمغزئ التاريخي للذكرى ال75 لانتصار الشعب السوفيتي على الفاشية الالمانيه (1945-2020)

الحلقة الاولى،
الماركسية -اللينينية والحرب
##مقدمة..
في 9/5/2020، يحتفل الشعب السوفيتي ومعه كل الشعوب المحبة للسلام والحرية والعدالة الاجتماعية، والقوى الوطنية والتقدمية والشيوعية واليسارية العالمية بالذكرى ال75 لانتصار الشعب السوفيتي (1945-2020) على الفاشية الالمانيه اللقيط والوريث الشرعي للنظام الامبريالي العالمي. ان هذه المناسبة الهامة والعظيمة التي غيرت مجرى اتجاه ومسيرة التاريخ رغم(( الانتكاسة)) المؤقتة، ولكن يبقى الاتجاه العام لحركة التاريخ لصالح الشعوب المحبة للسلام والحرية والعدالة الاجتماعية وتحقيق المجتمع اللاطبقي.
وسوف تحتفل شعوب العالم المحبة للسلام والحرية بالذكرى ال100 (1945-2045)بعالم جديد عالم يسوده السلام والتاخي ولم يعد للنظام الامبريالي العالمي بزعامة الامبريالية الاميركية الدور القيادي والمتحكم بمصائر الشعوب،وان روسيا السوفيتية التي غيرت اتجاه ومسيرة التاريخ عام 1917 هي نفسها ستقوم بهذا الدور بالتعاون والتنسيق مع جمهورية الصين الشعبية وبدعم وإسناد الحركة الشيوعية واليسارية العالمية.
ان الحرب الوطنية العظمى (1941-1945) التي حقق الشعب السوفيتي انتصاره الكبير على المانيا الفاشية، قد عكس اول انتصار حاسم للاشتراكية على الفاشية الالمانيه وفي عقر دارها وشكل هذا الانتصار اكبر امتحان سياسي واقتصادي وعسكري وايديولوجي بين النظام الاشتراكي الجديد،الاتحاد السوفيتي وبين معسكر الفاشية بقيادة هتلر.

الماركسية -اللينينية والحرب.
تقر الماركسية -اللينينية بوجود نوعين من الحروب::حروب عادلة وحروب غير عادلة، وقد خاض الشعب السوفيتي حرب وطنية عادلة، وتم تحرير البلاد السوفيتية وطرد الغزاة وتحرير اوروبا وبقية شعوب العالم من هذا الطاعون الاصفر،الاوهو الفاشية الالمانيه. ان الحرب ليست ظاهرة ملازمة للمجتمع البشري،بل ظهرت بظهور الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وتطورت مع تطور هذه الملكية واخذت طابع عدواني وشرس،وهذه الحروب غير العادلة هي وليدة التناقضات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الطبقي.، بدليل ان السلام لم يسد من اصل3421 سنة من تاريخ المجتمع البشري سوى 268 سنة.
لقد شهد المجتمع البشري، خلال5500سنة الماضية 1455حربا ونزاعا،ذهب ضحية ذلك 3،5مليلر نسمة،وبلغت الخسائر المادية لهذه الحروب والنزاعات نحو115،3 كفاترليون(الف تريليون)، وخلال 3357 سنة لم تذق البشرية طعم السلام والتعايش السلمي الا 257 سنة،فهي كلها حروب وحصة الاسد منها هي حروب غير عادلة.
ان لكل حرب مضمون سياسي واقتصادي وايديولوجي، ولا يمكن ان تكون الحروب الغير عادلة خارج اطار ذلك وكان جوهر برنامج هتلر يكمن في هيمنة المانيا الفاشية على اوربا والقضاء على الاتحاد السوفيتي، وتحويل الرايخشتاغ الى امبراطورية عالمية، والاستحواذ على خيرات الشعوب ونهبها وقيادة العالم. لقد ساعد تفاقم واشتداد حدة التنافس الاقتصادي بين الدول الراسمالية على خلق كل الظروف المساعدة لنمو وتطور الفكر الفاشي،فالفاشية هي الوليد الشرعي والتابع من رحم النظام الامبريالي العالمي.
يعتبر القرن العشرين من اكثر القرون دموية في عمر النظام الامبريالي العالمي، اذ شهد ثلاث حروب حملت طابع اقتصادي، ايديولوحي وعسكري، الحرب العالمية الأولى التي ذهب ضحيتها اكثر من10 مليون قتيل و20 مليون جريح وبلغت كلفتها نحو 388مليار دولار،والحرب العالمية الثانية، ذهب ضحيتها ما بين 45-50مليون قتيل،عدى الجرحى والمشردين ما لا يقل عن 100مليون شخص،وبلغت كلفتها نحو4 ترليون دولار،والحرب الباردة (1946-1991) بلغت كلفتها ما بين13-15 ترليون دولار.
ان النظام الامبريالي العالمي هو المسؤول الاول عن اشعال الحروب غير العادلة وفي هذا الصدد يشير لينين ان ((النصر يرتهن في اية حرب في نهاية المطاف بحالة همة الجماهيرالتي تهدر في ساحة الوغى،واذا بلغ الامر حد الحرب يجب اخضاع كل شيئ لصالح الحرب ، لا يجوز التهاون بهذا الأمر، الحرب ينتصر فيها الذي عنده مزيد من الاحتياطات ومن مصادر القوة ومزيد من الصمود….)).

يتبع