7 أبريل، 2024 9:23 م
Search
Close this search box.

الاهليةعذراً سيدي الرئيس الدكتور برهم صالح لماذا يُسمون بغداد عاصمة السلام سابقاً !

Facebook
Twitter
LinkedIn

حين تجتمع القوة الهائلة والحماقة الشديدة في آن معا فأنتظر الجحيم , نظراً لما تقوم القوات الأمنية على معبر ( سيطرة الصقور ) أصبح من الواضح أن العراق ( الآن ) يقترب من حالة الجحيم التي عرفها عدة مرات في تاريخه بسبب تحالف الحماقة و الغطرسة والقوة وغالبا ما كانت النتيجة في غير صالح المتهور المعتدي الغاصب .. وجهٌ أبيض يؤشر من جهة الصراط الشرقية لجهته الغربية بأن يستعد مئات المرضى والأطفال الحائرين والنساء اللواتي يرتدين عباءات أغرقها التراب ورجال وشباب يمسكون بحقائب وهم في حالة الإستعداد لعبور الصراط .. كنتُ معهم أنتظر دوري في العبور فتذكرتُ حسناتي جيداً ! أما سيئاتي فلهنَّ موعدٌ آخر ليس الآن.. جندي نحيف جداً كأنه لم يأكل منذ سنين ينظر لنا بخجل وبشفقة أحياناً لأنه يقفُ تحت سقفٍ أحمر أما نحنُ فنقفُ تحتَ أشعة الشمس وحرارتها تجاوزت الخمسين .. سألني لأنني أتميز عن بقية المنتظرين لعبور الصراط بإرتدائي ربطة عنق وبدلة سوداء وقميص أبيض عن عملي فأجبته بإنني أستاذ جامعي ضحك وقال .. كلنا أساتذة جامعة ! إلتفتَ إلى رجلٍ قربي يمضغُ علكةً وإستفسر عن عمله فأجابه بإنه ضابط إستخبارات برتبة مقدم .. تفاجأ العريف وأجاب الضابط بإنه ينتظر أوامر كي يسمح لنا بالعبور .. تراجع إلى الخلف قليلاً ونادى بجهازه اللاسلكي .. سيدي واحد أستاذ جامعي والآخر ضابط إستخبارات وأربعة طبيبات في مستشفى العامرية هل أسمح لهم بالعبور جاءه الرد سريعاً وقد مرت أكثر من ساعة على وقوفنا تحت الشمس .. تأكد من الهُويات .. الأستاذ الجامعي لن يعبر الآن ! أشار العريف إلى الطبيبات بالعبور والضابط وبقيتُ أنا وحدي .. تلمستُ قميصي وقد تحول إلى قطعةٍ من العرق بسبب الحر وأخرجتُ هُوياتي من جيب القميص إلى أحد جيوب البدلة فتذكرتُ أنَّ معي هُوية نقابة الصحفيين .. توجهتُ نحو العريف وأخرجتُ هُوية النقابة وقلت له بأن يُخبر آمره بأنني صحفي .. ناداه بسرعة فأمره بالتأكد من هُويتي ومن ثم السماح لي بعبور الصراط أنا وهويتي الصحفية .. عبرتُ بسرعة ولم أنظر خلفي كي أرى ما حلَّ بمئات الناس وهم يتمنون عبور معبر الصقور مثلي .. وصلت إلى ضفة الصراط الشرقية فرأيتُ صاحب الوجه الأبيض عن قرب وهو يبحثُ عن الصحفي مع بعض العابرين .. لم أعر له إنتباهاً وحين نظرَ إلى إعتقد أنني احد المتقاعدين القدامى وعاد يدخن بسيكارته من جديد .. حين إستقلت قدمي سيارةً كي توصلني إلى عاصمتنا الحبيبة ( بغداد ) نسيتُ كلَّ شيء وتساءلتُ لماذا يُسمون بغداد عاصمة السلام سابقاً ! لماذا لا يسمونها مثلاً بغداد النار وربما جهنم ! بعد عبورنا صراط الصقور اللعين من جهته الغربية إلى الشــــرقية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب