13 أبريل، 2024 10:26 م
Search
Close this search box.

الان أدركنا لماذا صدام كان يطاردهم ..العراق تحت حكم حزب الطراطير

Facebook
Twitter
LinkedIn

الحياة مدرسة كبيرة تعلم الانسان الكثير من التجارب والحقائق ولم يشهد اي شعب في العالم تنوع التجارب وقسوتها كما شهدها الشعب العراقي فقد شهدت حياتهم العديد من الأنظمة الفاشلة الفاسدة ،

وفي اي حال من الاحوال عند مقارنتك للأنظمة السابقة وما تعرض له الموطن العراقي من ضيم وقهر واستبداد من قبل حكامه المشدقين بالكراسي فلن تجد أسوء وأبشع حكم للدولة العراقية كما تشهده الان من فشل ذريع في كل مفاصلها ..

خاصة بعد سقوط صدام وتولي حزب الدعوة إدارة الحكم في العراق وهو ما اسماه عزت الشابندر ( بحزب الطراطير) !!

لعل الغضب الجماهيري التي شهدتها مدن العراق خير شاهد على اخفاق وفشل هذا الحزب في قيادة زمام المبادرة ، وهذا ما يدعونا الى وقفة تأمل واستطلاع على ما قدمه هذا الحزب الى العراق وشعبه ؟ خاصة بعد مضي عشر سنوات على حكمه للعراق.

لنبدأ بأول الحاكمين من هذا الحزب وهو ابراهيم الجعفري الذي تعلم السياسة في السوق !

كما صرح ذالك في احدى مقابلاته موضحا ان ثورة ١٤ تموز هي التي حفزته للسؤال عن معاني الملكية والجمهورية والانقلاب والثورة حيث قال : حينما انشغلتْ السوق والدكاكين انذاك بالحديث عن هذه المفردات بدأت اسأل الناس عن معناها حينها أدركت عن مدى تأثير السياسية على السوق والتجارة على حد قوله http://magazine.imn.iq/articles/view.13905/ ) .

ومما يؤكد افتقاره لعلم السياسية وطريقة التعامل بها هو تصريحاته الاخيرة في شباط ٢٠١٥ حول تنظيم داعش مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف فقد كشفت تصريحاته للجميع مدى العقلية ألتي يحملها حينما ردد كلمة الانفتاح على داعش أكثر من ثلاث مرات في خطابه !! بل انه صرح بأن الصين ونيوزلندا على استعداد للتعاون مع داعش مثيرا بذلك دهشة واستغراب وزير الخارجية الإيراني وجميع الحضور. وقد وصفت مجموعة من المعلقين كلام الجعفري بـ” غير المنطقي” فيما تساءل آخرون عن كيفية تمثيله لسياسات العراق الخارجية ؟! ودعوا لمحاسبة المسؤولين على أخطائهم.

(http://www.bbc.com/arabic/blogs/2015/02/150225_social_media_25 ).

وفي موضع اخر يتناسى جغرافية بلدة حينما صرح في حوار مع احدى القنوات المصرية بان منابع نهري دجلة والفرات من ايران !! هذا يجعلنا نقف على خلفية الثقافة السياسية التي يحملها هذا الرجل ان وجدت ، ويدعونا الى ان نتسائل هل تصريحاته تلك كانت مجرد زلة لسان عابرة ؟! ام انه نوع من الهلوسة الهستيريا ؟!

معظم التقارير كشفت ان الجعفري قد ترك ممارسة الطب والسياسة طيلة فترة إقامته في بريطانيا لعدم تمكنه من إجتياز الاختبار اللازم بسبب حالته النفسية الصعبة التي حولته للجنة طبية بريطانية متخصصة شخصت حالته بهستيريا حادة تقتضي منعه من العمل, وإحالته للتقاعد

وصرف رواتب الضمان الاجتماعي ؛ ولهذا تحول للعمل كحملدار أو مرافق وواعظ ديني لحملات الحج للاجئين العراقيين القادمين من بريطانيا وإسكندنافيا مودعا حياة الطب والسياسة.

تصوروا حجم الكارثة والمصيبة الكبرى حينما يتحول متقاعد نفسي الى منصب رئيس وزراء ولا نستبعد لماذا وصفت جميع التقارير الدولية ومنظمات حقوق الانسان حكم الجعفري من أبشع فترات الحكم في العراق، حيث جرت فصول دموية وكوارث إنسانية رهيبة, حتى اضطرت الأوضاع المتدهورة الأمريكان للضغط من أجل إقالة الجعفري وإسناد السلطة لنائبه في الحزب وهو نوري المالكي في صيف 2006, ليبدأ مشوار الدمار العراقي الكبير ومسلسل الحرب الأهلية الطائفية العجفاء بأبشع صورها .

وسجلت احصائيات حقوق الانسان اعدام اكثر من ١٢ الف عراقي خلال فترة حكم المالكي، كما أعلنت منظمة الشفافية العالمية أن العراق في العام 2012 يحتل المرتبة الثالثة في الفساد بين دول العالم بعد الصومال والسودان .

فقد اهدار المالكي 1000 مليار دولار من ثروات العراق طوال ثمان سنوات ودون ان يعمر قرية عراقية واحدة. وأخيرا سلم خزينة العراق خاوية، لم يوفر خلالها دولارا واحدًا من عائدات النفط وغيرها ، ناهيك عن سيادة العراق التي سُلبت وتحول مسرحا تلعب فيه مختلف دول الجوار ؛ مقابل دعمها لبقائه على الحكم ، فضلا عن سياسته الرعناء التي بسببها فقد العراق ثلث أراضيه وهُجرت الملايين من العوائل .

وأصبح العراق يتسكع على تبرعات المنظمات الانسانية وصناديق الدول المانحة .!

مشكلة العراق الرئيسة تتعلق بطبقته الحاكمة الغير مؤهلة التي قادت البلد الى الهلاك وحولته لواحدة من أبرز وأكبر الدول الفاشلة ليس في المنطقة بل في العالم اجمع ، فالبقال تحول في العراق لوزير داخلية. والميكانيكي وزيراً لحقوق الإنسان والقصاب وزيرا للتجارة وبائع السبح الى رئيسا للحكومة !! والطبيب المتقاعد نفسيا وزيرا للخارجية !! فيما جموع الشعب تتعرض لأبشع المذابح وانهيار كامل لقطاعي الأمن والخدمات ، والحاكمون في البلد يعيشون في عالم اخر حيث صراع الضباع على السلطة وكيفية تقاسم المناصب والامتيازات ، يتساومون صفقات البيع والشراء ..! على دماء الأبرياء من الشعب ؛ حتى تمكنت داعش من غرس أنيابها في جسد العراق فكانت تجربة مؤلمة أزاحت الغطاء عن كل تلك الزعامات المنفوخة من الخارج والخاوية من الداخل.

حينها اكتشفنا حقيقة الحكومة الملائكية التي افصح عنها الجعفري حفظه الله !

العراق لن يتغير طالما يبقى الطراطير يسيرون الأمور بغير عقل ولا بصيرة طالما تسيرهم ولاءاتهم الى ايران والبعض الى امريكا والبعض الى دول الخليج ..

العراق لن يتغير طالما جموع الشعب تنام على أفيون الدين وتكتفي باللطم على الماضي .

ومن مفارقات الدهر ان رغم كل تلك المظاهرات العارمة في المدن العراقية فما زال الطراطير هم ابطال الساحة والميدان في العراق ! وما زالت الجماهير تصفق لهم طالما هم اصاحب الكرسي ! وتلك هي المصيبة الكبرى !

ولا يسعنا الا ان نستذكر سخرية الجواهري من الفئة الحاكمة وجمهور الناس حينما وصف أوضاع العراق قبل سبعين سنة بمقولته الشهيرة (( أي طرطرا تطرطري )) .

فالتاريخ يعيد نفسه بأبشع صوره وما زال صوت الجواهري يصرخ بلوعته من كل الديانات والقوميات والعادات التي اصبحت اداة ووسيلة يستغلها البعض .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب