يشهد العراق وضعا امنيا وسياسيا واقتصاديا سيئا للغاية،وتشير جميع الوقائع على الأرض إن الانهيار والزلزال قادمين لا محالة في المدى المنظور،ومن يقرأ الوضع الأمني يراه مأساويا بمعنى الكلمة وفي جميع محافظات العراق، من تفجيرات دموية مرعبة واغتيالات بكواتم الصوت الإيراني ،واعتقالات عشوائية مهينة لأتفه الأسباب وتلصق بصاحبها تهمة الإرهاب الجاهزة لدى القوات الأمنية(4ارهاب)،(رياض العضاض نائب رئيس مجلس محافظة بغداد مثالا صارخا)،يرافقها غلق الأحياء والممرات والشوارع بوجود سيطرات مليونية في عموم العراق مما حول العراق الى سجن حقيقي مرعب ،وسبب هذا الوضع الكارثي هو الصراع الدموي بين الأحزاب الطائفية والقوى والكتل المتنفذة التي تدير العملية السياسية الفاشلة منذ تشكيل حكومات الاحتلال الأمريكي ولحد الآن،حول المكاسب وغنائم السلطة ونهب منظم لثروات البلاد وإشاعة الفساد بأبشع صوره وبيع المناصب في الوزارات والجيش والأجهزة الأمنية ودوائر الحكومة بينهم،إضافة الى تصفية الحسابات والتسقيط السياسي مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات،كل هذا وغيره جعل من استقرار الوضع الأمني شيء مستحيل التحقق،وفي الوضع الاقتصادي يجري الفساد الحكومي بسرقة ونهب ثروات العراق بشكل علني وتحت أنظار ودعم حكومي للمفسدين (صفقات النفط واستثماراته والأسلحة والطائرات وأجهزة كشف العبوات وفساد البنك المركزي العراقي بإشراف ومشاركة (رؤوس كبار في الحكومة والأحزاب هذا كلام رئيس الوزراء نفسه)وفساد فضيع منظم في جميع الوزارات وخاصة النفط والتجارة والدفاع والداخلية والنقل وغيرها،عدا ما يجري من سرقة ونهب ميزانية المحافظات في مجالسها والتي خصصت للمشاريع الخدمية والصحية والتعليمية والتي تقدر بمئات التريليونات،هل يوجد فساد للاقتصاد الوطني أكثر من هذا في العالم ؟ أين الحكومة ومجلس النواب الغارق هو الآخر بالفساد والمحسوبية والفشل في تشريع قوانين صارمة ضد المفسدين الكبار في الحكومة والأحزاب المتنفذة فيها (مجلس النواب يدعم ويتواطأ ويدلس ويغطي ويحمي هؤلاء المفسدين ولا يستطيع محاسبتهم لأنهم هم من يدير السلطة والأحزاب ومجلس النواب)،في وقت يعيش المشهد السياسي لحظاته الأخيرة بموت سريري واضح، بعد فشل جلال طالباني في جمع رؤساء الكتل المتصارعة في مؤتمر وطني ولد ميتا،استمر التحضير له أكثر من خمسة أشهر ،ويشهد الآن المزيد من التصعيد والتوتر والتناحر والتسقيط والتهديد،وما يجري من تصعيد عسكري بين التحالف الكردستاني وحكومة المالكي بسبب تشكيل قيادة عمليات دجلة وانتشارها في المناطق المختلف عليها والتي تسيطر عليها قوات وميليشيات البشمركة خلافا للدستور الذي هم وضعوه واختلفوا في تطبيقه،والخلاف المزمن حول قانون النفط والغاز والمادة (140 الملغاة دستوريا)،وخلافات مفصلية حول تطبيق اتفاقية اربيل والنجف والتي تخص المشاركة في السلطة والحصول على اكبر نسبة من المناصب والمواقع السيادية ،والتي وصلت حد التهديد بالانفصال والمواجهة العسكرية(المواجهة العسكرية قائمة بأية لحظة بين الجيش العراق والبيشمركة في كركوك وديالى ونينوى)، والتي على إثرها تم دعوة الشبك لتشكيل فوج ميليشيات بحجة حماية الشبك بدعم حكومي واضح وأحزاب طائفية متنفذة وميليشيات طائفية مسلحة تتواجد في مناطق يقطنها الشبك،هدفها توتير وتفجير المنطقة طائفيا وإدخالها في أجواء الحرب الأهلية (ما جرى للشبك من قتل عوائل في الموصل وتفجيرات بعشيقة الدموية والتي ادعت بعض الجهات انها من أعمال القاعدة لصرف الأنظار عن عمل ميليشياتها الطائفية التي قدمت الى نينوى لهذا الغرض قبل أشهر وعقدت مؤتمرا لها في غابات الموصل،فمن له مصلحة في قتل الشبك في هذا الوقت وهم يعيشون منذ مئات السنين في كل أزقة وحارات وأحياء الموصل معززين مكرمين ولا زالوا،هناك جهات تريد تفجير الوضع الأمني لمصلحتها وأجندتها وتوجيه إيراني واضح ودعم مخابراتي إيراني ،(ماذا يفعل القنصل الإيراني بتجواله في مناطق الشبك في أطراف الموصل)،إذن الأهداف واضحة ومرشحة للتصعيد والانفجار بأية لحظة ،تماما كما يجري في البصرة والانبار وذي قار وديالى وبغداد وغيرها من المحافظات بنفس التصعيد والتوتر الأمني،أما القائمة العراقية فتمكن رئيس الوزراء من تدجينها وتفكيكها وتمزيقها وتحويلها الى سكراب ،فصالح المطلك وشلته في الحوار يتهيئون للانضمام الى دولة القانون ومعهم عراقيتهم البيضاء والحرة ووطنيون وكلها كتل شخصية انفرط عقدها من العراقية وأشخاصها هامشيون لا قيمة لحضورهم الشعبي في المحافظات وكل همهم الحصول على اكبر المكاسب والمواقع والاستثمارات وتعيينات الأقارب والأهل من المالكي الذي يغدق عليهم بها نكاية بالعراقية الملغاة،وهكذا خذل المطلك وشلته جماهيره وأصبح موضع تندر واستخفاف الشارع العراق به وبكتلته،فيما بقي زعيم القائمة العراقية الدكتور اياد علاوي صامدا بوجه حكومة المالكي ومغرياتها ،محتفظا بعراقيته الأصيلة، وموقفه الوطني من الانجرار وراء الطائفية والطائفيين ممن يتسيدون المشهد السياسي العراقي،هذا ليس إطراء بالسيد علاوي ولكنها الحقيقة المنصفة له ،وبهذا فقد حافظ على جماهيريته التي تصاعدت بعد ثباته على موقفه ،على عكس زعيم التيار الصدر وتياره الذي فقد الصدق والمصداقية مع وعوده الكثيرة في مواجهة فشل الحكومة وفسادها ،المشهد السياسي يزداد تعقيدا وانحدارا نحو الهاوية القريبة ،والتي ستقلب الطاولة على رؤوس الجميع من هم في العملية السياسية الفاشلة في قيادة العراق،العراق يحتاج الى رجال دولة لا رجال وطلاب سلطة ،والعاقل يفتهم ويدرك أن لحظة التغيير قادمة وانهيار العملية السياسية مسألة وقت لااكثر…………….