23 ديسمبر، 2024 6:12 ص

الانقلاب العسكري التركي ………….. ما هـــو السر ؟

الانقلاب العسكري التركي ………….. ما هـــو السر ؟

لم يكن الانقلاب العسكري لبعض ضباط وقيادات الجيش التركي إعتباطيا إنما كانت تقف خلفه دوافع داخلية ودولية ويمكننا في هذا الصدد إيجاز بعض هذه الدوافع بالشكل الآتي :
اولا : الانزعاج الكبير بين بعض ضباط الجيش التركي لعدم قدرة الاجهزة الامنية المحلية على منع الاعمال والتفجيرات الارهابية التي تحدث في تركيا بين مدة وأخرى .
ثانيا : أقتناع بعض الضباط الانقلابين أن السلطة السياسية قد أقحمت تركيا والجيش التركي بإزمات معينة نتيجة السياسات الارودغانية ، فكان من الضروري تغيير تلك السياسات .
ثالثا : تزايد إعداد اللاجئين بما يشكل ضغطا على الاقتصاد التركي فضلا عن توفر فرص العمل .
رابعا : دور الدافع الدولي بالانقلاب ، وهنا تبرز الرغبة الامريكية ، إذ أشارت بعض المصادر عن قيام المخابرات الامريكية فعلا بأعطاء الضوء الاخضر للانقلابين ولاسيما بعد أجتماع عدد من عناصر المخابرات الامريكية قبل اسيوع بقيادات الانقلابين . كذلك الحال بالنسبة لروسيا الاتحادية .
والسؤال الذي يثار هنا ، لماذا اتفق الجانبان الامريكي والروسي سرا على حدوث الانقلاب ؟ ألم تكن تركيا حليفة جيدة لأمريكا في حربها على الارهاب ؟
في الواقع الحقيقة تكشفت بعض الشئ هي إن واشطن أصبحت منزعجة من سياسات أودغان وخاصة سنوات البرود مع إسرائيل كذلك الحال بالنسبة لروسيا على أثر سقوط الطائرة الروسية ، كما أن الطرفان أي الامريكي والروسي يعرفون جيدا من صنع داعش ومن أسسها ومن أمدها بالمال والسلاح ومن يخطط لها ، إنها لعبة المصالح والنفوذ . لذلك فسعوا لأحداث تغير يشابة الربيع العربي ولكن بشكل مختلف ربيع عسكري يجري على بعض دول المنطقة . وهنا إدركت تركيا إنها ستشهد تغيرا داخليا ومنذ مدة ليست بالبعيدة مما دفع حكومتها الى تغيير سياستها الخارجية على الفور ومنذ أكثر من عشرة أيام تقريبا مع اسرائيل ومع روسيا وأمريكا وبعض القوى الاقليمية إلا إن هذا التغير في سياستها لم يسعفها ولم يمنع الانقلاب وحدث الانقلاب فعلا ليلة 15 ـ 16 يوليو ، فلم يبقى أمام أردوغان إلا الاستنجاد عبر الاسكايب بالمواطنين ليس إلا كمحاولة منه للمحافظة على المؤسسات الديمقراطية وما أعانه في ذلك الاحزاب السياسية نفسها سواء المعارضة او الموالية ومن ثم فشل الانقلاب .