23 ديسمبر، 2024 8:43 ص

الانقلابين الأعظمين في العصر الحديث

الانقلابين الأعظمين في العصر الحديث

ديدن الساسة الأمريكان, إفصاحهم عن أسرار ومدلهمات سياستهم, بعد الخروج من البيت الأبيض والساحة السياسية, حيث أفصحت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون, في كتابها “خيارات صعبة”, عن أن تأسيس داعش قد تم من قبل أمريكا, وأن الاتفاق كان مع الإخوان المسلمين على إعلان الدولة الإسلامية في سيناء (وفي العراق طبعا), ووجودها أصلاَ في سوريا, وهو تمهيد لإعلان دولة الصهاينة من النيل للفرات.

الشيخ حسن شحاتة, حينما قتل بهذه الطريقة البشعة, تألمنا لها كثيرا, ولكن يبدو انه انتصار آخر للدم على السيف, فكانت الحادثة من أهم الأسباب التي نبهت الشعب المصري, إلى المؤامرة التي ينسجها من يعتلون الحكم, فكان الانقلاب عليهم بتدخل العناية الإلهية.

“دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية, وکل شيء كان على ما يرام وجيد جدا, وفجأة قامت ثورة (30 / 6 – 3 / 7) في مصر, وکل شيء تغير خلال (72) ساعة, وأضافت انه تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم (5/7/0132), وكنا ننتظر الإعلان لکي نعترف نحن وأوروبا بها فورا, وتابعت كنت قد زرت (112) دولة في العالم, و تم الاتفاق مع بعض الأصدقاء بالاعتراف بـداعش حال إعلانها فورا, وفجأة تحطم کل شيء. ولفتت إلى أن کل شيء کسر أمام أعيننا, بدون سابق إنذار؛ شيء مهول حدث, فکرنا في استخدام القوة, ولکن مصر ليست سوريا أو ليبيا, فجيش مصر قوي للغاية, وشعب مصر لن يترك جيشه وحده أبداَ”, قائلة هيلاري كلينتون. كان هذا أحد الانقلابين.

الانقلاب الآخر عليهم والأهم, هو إعلان الجهاد الكفائي, من قبل سماحة السيد علي الحسيني السيستاني “دام ظله”, الذي لم يكونوا يتوقعونه من سماحته أبداَ, ولكن الحكمة والتسديد الإلهي منحت السيد استشعارا بحجم الخطر القادم, فانطلقت جحافل المتطوعين المستعدين, للتضحية في سبيل المذهب والوطن, وبأمر المرجعية العليا؛ فقلب السيد الموازين لصالحنا والطاولة عليهم, فتغيرت الخطط نحو البدائل, وهو مؤتمر جدة للدول المانحة ل”داعش” .

تقهقرت داعش واندحرت, بفضل الدول التي تسعى فعلا لمساعدة العراق, وتخليصه من براثن المؤامرات, فيجب على الأمة الشيعية الإسلامية, الانتباه جيدا واستباق الأمور وتحليلها, وتحليل ما يصدر عمن لا يريد للعراق خيرا, فلا يدمر بلدنا ونقرأ ما حدث لاحقا, بمذكرات سياسي متقاعد.