18 نوفمبر، 2024 3:49 ص
Search
Close this search box.

الانفعال بين المزاج والواقع

الانفعال بين المزاج والواقع

في خضم وسائل الاعلام المتعددة والمتنوعة وتقنية اجهزة الاتصال وثورة السوشيال والذكاء الاصطناعي جعل الامور تلتبس على كثير ممن يتابعها ، واصبح في حيرة بين ما هو صحيح وما هو كذب ، وبين هذا وذاك اصبح بيد الطواغيت استخدام الكذبة لدراسة كيفية اتخاذ قرار مثلا نشر خبر كاذب يمس ثوابت معينة لجهة معينة لمعرفة ردود الافعال فان راتها شديدة تقوم بتشخيصها اولا وثانيا انكار ما نشرته وان رات الردود ضعيفة اقدمت على ما تريد ان تقوم به .

ايام القلم والورقة والاستنساخ كان اصحاب الاختصاص يعرفون الحديث المزيف والمدسوس بخبرتهم وتصبح الورقة وثيقة ، ماذا نفعل اليوم عندما ينشر خبر على موقع معين ويمكن حذفه بعد ذلك بل يدعي صاحب الموقع ان موقعه مخترق وامكانية التحقق من ذلك لا يمكن لان اصل هذه التقنية والخدمة والمغذي لها هي بيد قوى الشر العالمي .

هنا على المتلقي ان يكون حريصا ودقيقا في تلقيه الخبر وردة فعله ، فمثلا عندما نشرت قناة 14 الصهيونية صورة السيد السيستاني باعتباره مستهدف للاغتيال ، ثارت ضجة وانتقادات لذلك ومن اهم من صرح بهذا الخصوص السفارة الامريكية في العراق رافضة المساس بالسيد باعتباره قامة مهمة ورجل سلام وله مكانة في العالمين العربي والاسلامي ، وبحكم خبرة العراقيين عن سياسة امريكا والكيان فانهم لا يصدقون بهم بل انهم منافقون بدرجة الامتياز ، ظهرت قناة مجهولة تتحدث عن راي قناة 14 بانها اي القناة الصهيونية قالت ان ظهور صورة السيد السيستاني كانت عشوائية وليس المقصود المساس به وان الفنيين عن اخراج الاخبار كانوا منهكين فوضعوا الصورة دون قصد ، من هذه القناة التي بثت هذا التصريح ؟ مجهولة ، هل يستبعد انها من ادوات الصهيونية ؟ كلا

بينما مؤيدو السيد لا يتهاونون في السكوت على هكذا استفزاز حتى وان كان كذبا لانهم يعلمون ان سكتوا فالكيان سيتمادى اكثر .

على الجانب الاخر هل السيد السيستاني شخص مرغوب به لدى الصهاينة او امريكا ؟ من المؤكد كلا والف كلا ، هل يصعب على الكيان او امريكا معرفة مقر اقامته ؟ ايضا كلا والف كلا ، وكذلك هل يخشى السيد السيستاني الموت اذا ما فكر الكيان بذلك ؟ ايضا كلا والف كلا ، ولكن تعلم الصهيونية وامريكا سيكون الرد عنيفا بكل ما له علاقة بامريكا والكيان هذا من داخل العراق واما الراي العام العالمي سوف لا يقل تنديده واستنكاره بحق من يقدم على هكذا عمل ارهابي ـ لا سمح الله ـ عن اي حدث ارهابي عالمي ، اعلم ان التنديدات والاستنكارات فضفضة لسان لكن شكل من اشكال التعبير عن وجهة نظر فقط بلا تاثير ـ .

نعم السيد السيستاني رجل السلام لكن اي سلام هذا يريده السيد ؟ السلام الذي لا ينتقص من وطن الاسلام وعقيدة الاسلام ومقدسات الاسلام ويكفي فتوى الجهاد الكفائي التي ضرب فكرة السلام عرض الحائط لان الامر يختلف عن ما يجب ان يكونوا عليه .

الامر الرائع عند السيد السيستاني لهكذا تفاهات وقد سبقها الكثير مثلها ايام الاحتلال الامريكي انه لا يتعامل معها بانفعال او باهتمام لكن يتابعها بدقة وهو الحكيم في رايه الثاقب وتصوره الصائب ، حتى ان رامسفيلد الامريكي اشاد بحكمة الرجل وانه لا يرد على هكذا تفاهات .

تحت شماعة الحرية وخصوصا حرية الاعلام بان دول البهرجة الديمقراطية تدعي ان لها قناة رسمية واحدة تنطق باسم الحكومة وان بقية القنوات هي تابعة لمالكيها وليست رسمية تحت غطاء حرية الاعلام ، وكأن يصعب على رئيس الحكومة او الاستخبارات او من له اليد الطولى بالقرار ان يمول هكذا قنوات لتبث نواياهم الشريرة .

هنالك جريدة في العراق اسمها الوثائق العراقية ايام الطاغية ـ لا زالت تصدر اليوم ـ لا يتابعها اغلب العراقيين كان ينشر فيها قراراته الطاغية مثلا صرف كذا مبلغ الى طه الجزراوي او بناء قصر الى عزت الدوري وهكذا فعندما يتحدث عن ذلك يقول قد نشر الخبر في الجريدة الرسمية وامام الراي العام العراقي .

أحدث المقالات