15 أبريل، 2024 12:25 م
Search
Close this search box.

الانفصال بين العاطفة والعقل

Facebook
Twitter
LinkedIn

مابين التفكير العاطفي والتفكير العقلاني مسافة شاسعة جدا حتى وان اكتسب الاول الكثير من الصحة .
مايقوم به الاخوة الاكراد حاليا من اجراءات تمهد للانفصال هو وليد التفكير العاطفي غير المستوعب لطبيعة الظروف السياسية في المنطقة والعالم اجمع .
هم لهم حقهم في اقامة دولتهم الكردية ذلك انهم من الشعوب التي تعرضت الى اضطهاد تاريخي وسلب حقوق طويل مارسته الكثير من السلطات المتعاقبة معهم .
لكن اقامة تلك الدولة سيكون كارثة حقيقية عليهم مثلما حصل لاكراد ايران عندما اسسوا جمهورية مهاباد في غرب ايران في اربعينيات القرن المنصرم مستغلين ظروف الحرب العالمية الثانية ، حيث انقضت عليهم الحكومة الايرانية انذاك عقب انسحاب السوفيت عنهم وانهت استقلالهم السريع الذي دام احد عشر شهرا واعدموا زعيمهم قاضي محمد فيما انسحب الملا مصطفى البرزاني وذهب الى مكان اخر .
المنطق السياسي السائد حاليا يقول ان استقلال اكراد تركيا وايران وحتى سوريا خط احمر غير مسموح بتجاوزه ، اذ ان هذه الدول مستعدة لاستخدام القوة العسكرية باقسى انواعها من اجل منعه لانها (وهذا امر معروف للجميع) ترى في أي نوع من انواع الانفصال في العراق هو بداية لتشجيع اكراد دولها على اتخاذ القرار نفسه ماسيوقعها في مشاكل باهضة الثمن .
وهذا الامر تحديدا هو من سيدفعها الى منع السيد مسعود البرزاني من المضي في موضوع الاستفتاء وماسيليه من اجراءات ، بل ان تصريحات ساستها اكدت على ذلك علنا وبلا تردد على الاطلاق ، وهي تصريحات جادة تستبطن حقيقة الموقف الثابت تجاه القناعة التاريخية لحقوق الاكراد بالنسبة لهم والتي لاتتعدى الحصول على حكم ذاتي ضمن اطار بلدانهم في افضل الاحوال .
اعتقد ان الارتكان الى منطق العقل والابتعاد عن التفكير المنطوى على شيء من الرومانسية هو امر لصالح الاخوة الاكراد ، فالبقاء ضمن دولة فيدرالية موحدة مع الحصول على الحقوق الكاملة يشكل بقاء مستقرا لهم وهو افضل من انفصال يقود الى اضطرابات ومشاكل وحروب تؤدي الى زوال سريع وربما نهائي لوجودهم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب