17 نوفمبر، 2024 2:51 م
Search
Close this search box.

الانفصال الكردي .. أحلام ام واقع يتحقق؟!!

الانفصال الكردي .. أحلام ام واقع يتحقق؟!!

الدستور العراقي الذي أقر عام 2005 نص بصورة واضحة على ان العراق دولة اتحادية ذات نظام برلماني ، وبالتالي فأن هذا الاتحاد هو اتحاد مكونات وليس كيانات أو احزاب ، أي بمعنى أن العراق لم يكن مقسماً حتى الدستور الحالي يدعو الى وحدة اراضه وشعبه ، بل أن الدستور رسخ مفهوم الاتحادي ، وجعل المكونات حرة في اختيار نظامها ، وهنا لابد من تساؤل مشروع عن ماهية الحلم الكردي والذي ما زال يراود الاكراد منذ عشرات السنين ، فهل يا ترى حان الوقت لاعان دولتهم ؟ وهل ظروف المنطقة تسمح بإقامة هذه الدولة ، خصوصاً وأن الوضع الاقليمي رفض هذا المشروع ، ناهيك عن الموقف الدولي والذي أكد على ضرورة ايقاف هذا المشروع والذي سيزحزح استقرار المنطقة ، ويدعو الآخرين لإعلان انفصال عن بلدهم الأم كما هو الحال في تركيا وسوريا وإيران ، ومن جانب آخر هل يمتلك اقليم كردستان مقومات هذه الدولة ، خصوصاً وأننا نعيش تناقضات وصراعات المنطقة وخارطة التقسيم القادمة لامحالة ، فياترى هل يمتلك الاكراد مقومات ومقدمات دولتهم .
الاكراد بدأوا تحركهم بعد دخول داعش الى الموصل وصلاح الدين ، وعاشوا على انقاض هذا الغزو البربري ( الداعشي ) للعراق ، والذي يتحمله السياسيين جميعاً ، واعتمدوا على هشاشة الارض في بسط نفوذهم من جانب ، وضعف الموقف الحكومي من جانب آخر ، لهذا بدوأ يتسللون للوصول الى مناطق كانوا يحلمون ان يصلون لها في ديالى وصلاح الدين والموصل ، وبدأوا يرفعون الشعارات والتي يعلم جيداً قادة الكرد انهم أكبر من هذه الشعارات ، لانهم لا يملكون مقومات هذه الشعارات ، فالعراق بلد يحده حدود ومتغيرات خطيرة وكبيرة ، والمنطقة عموماً لا تتحمل مشاريع أخرى غير التي مخطط لها ان تكون ، وعلى الرغم من كل ذلك الا ان العراق البلد الوحيد الذي سيكون عصياً على التقسيم ، ولا يمكن بأي حال من الاحوال ، وان أي اجراء للانفصال لا يكتب له النجاح ، لان كردستان هي جزء من العراق ، وان أي خطوات لا يمكنها ان تتم ما لم يتم تنسيقها مع الحكومة المركزية ، خصوصاً وأن هناك ملف غاية في التعقيد الا وهو المناطق المتنازع عليها والذي لم يحل أو توضع له إجراءات وأسس سليمة تكفل حقوق الجميع دون استثناء .
كما ان الوضع الاقتصادي لإقليم كردستان ، والذي بدا متعباً ومنهكاً ، سوف لن يساعد حكومة الاقليم على ان تفتح ساحة حرب مع الحكومة الاتحادية ، إذا أخذنا بنظر الاعتبار الموقف الشعبي والحكومي الرافض لهكذا إجراء يمس السيادة العراقية ، وان أي خطوة باتجاه الاستقلال والانفصال لن تتم ما لم تتم حل القضايا العالقة بين الاقليم والمركز ، عبر الحوار البناء والهادف ، والجلوس على طاولة الحوار ،بدلاً من قرقعة التصريحات التهديدات من هنا او هناك ، الى جانب ضرورة تخلي السيد البارزاني عن شماعة الانفصال للهروب من مشاكله الداخلية ، والوقوف بشجاعة لحل هذه المشاكل ، ومد يد التعاون مع الحكومة المركزية ، لمعالجة مشاكل الاقليم والنهوض به اقتصادياً واجتماعياً وبما يحقق الرفاهية للعراق أجمع ، الى جانب الموقع الجغرافي لإقليم كردستان ، والذي يقف بالضد من مشروع الانفصال ، فكردستان العراق لا تمتلك اي منفذ بحري ، واذا امتلكت منفذاً برياً عبر جيرانها فانهم اعلنوا موقفهم الرافض لأي خطوات باتجاهالانفصال عن البلد الام .
يبقى الصراع الداخلي في الاقليم ، والذي هو الآخر مثل تحدياً امام البارزاني ومشروعه الانفصالي ، فالجميع يقف امام هذا المشروع من القوى الكردية ، ويعتبرون مشروعه محاولة للهروب من الصراعات الداخلية في الاقليم ، كل هذه اسباب دفعت القيادات الكردية على العجلة في أجراء الاستفتاء ظناً منها انها قادرة على الاختباء وراءه ، لهذا كله فان الجميع لا ينكر حق الشعب الكردي في تقرير مصيره ، ولكن لا يكون على حساب مصالح الشعب العراقي ، وان لا يكون بقرارات انفرادية من الاكراد ، بل ينبغي ان يكون بالجلوس الى طاولة الحوار مع الحكومة الاتحادية ، وايجاد الروئ الموحدة بينهما في جميع

أحدث المقالات