23 ديسمبر، 2024 10:14 ص

الانطباع الاول.. إجتماعيا ونفسيا

الانطباع الاول.. إجتماعيا ونفسيا

الشائع إجتماعيا، أن: “الانطباع الأول هو الانطباع الأخير” وهذا ليس دقيقا؛ فغالبا ما يكشف الوقت والاحداث أدعياء مرائين.. نحترمهم في البدء ثم يسقطون من نظرنا، وبالمقابل ثمة من نزهد بهم، وبعد ئذ يأخذون حيزا مهما في حياتنا، ويثبتون جدارة في الحب والأريحية.

لهذا يجب ان تظل مشاعرنا حيادية، إزاء الآخرين؛ ريثما ينعطفون هم بها.. حبا او كرها.. إحتراما أو إحتقار.. قربا او إقصاءً؛ بموجب منظومة تفكيرهم؛ لأن “المرء مخبوء طي لسانه”.

علما الاجتماع والنفس، يبحثان مدى مصداقية الاثر الذي تتركه رؤية إنسان لأول مرة، والذي تترتب عليه علاقات إجتماعية صرف.. بمستوياتها كافة، ثمة من يبقى مراوحا عند عتبة الـ “عرف” لا يتخطاها الى “صديق” او “صديق حميم” او “أخ لم تلده أمك” او “حبيب” نشركه بأفراحنا؛ فيفرح ونبثه همومنا فيواسينا واجدا الاسباب لتخفيفها.

تشير الأبحاث الى أنّ التعارف بين الناس يخضع لتصورات قبلية، إذا إنطبقت على الشخص، حل في مرتبة ما من تسلسل العلاقات الإجتماعية آنفة الذكر.

فضلا عن هالة من جاذبيّة في كل إنسان خيّر، نظير عتمة منفرة تتشبع بها قسمات غير الخيرين، لو أجاد الإنسان إيصالها؛ لأن “نفس عصام سودت عصاما” مكامن النفس تستعرض مكنوناتها بالسلوك والكلام وإنتقاء العبارات، التي تعزز الانطباع الاول.. في ما بعد، او تنفيه.. فنحب من كرهنا عند اللقاء البكر ونكره من أحببنا مبدئيا قبل تطور العلاقة وتعمق الصلات ورسوخ التواصل.

الشخصيات المؤثرة، تسعدنا بتفاؤلها والمنطفئة تسرب طاقة سلبية، يتوجب علينا التحوط منها لدرء ضررها عنا.

غالبا ما يشفع اللقاء الاول بموعد ثانٍ إذا حمل إنطباعا طيبا، ونحجم حتى عن تبادل أرقام التلفونات؛ إذا خلف الشخص سوءا في إنفسنا.

تتوزع تبعات التعارف الاول، بين ثلاث حالات.. ثمة من نفكر به إيجابا ونشتاق له باحثين عن وسيلة لتعزيز علاقتنا به وتوطيد الصداقة معه، وثمة من يطوِّف عند سطح التعارف؛ فتتحيد مشاعرنا إزاءه.. لا إنجذاب ولا نفور، أما الثالث فنكرهه ونتحاشى لقاءً تالي معه.. وغالبا ما يفتعل المكروهون أسبابا لفرض أنفسهم على الآخرين بفظاظة.. اللهم لا تجعنا ممن يفرضون أنفسهم من دون مقبولية تشوق الآخرين إليهم.

ومن عوامل الانطباع الاول، الذي يتسلل خلاله المرء الى الآخرين، هي المنطق اللطيف وحسن البيان وطريقة إيصال الفكرة وعدم الثرثرة وجمال التفاعل بأريحية والشكل المقبول، أما التوهج الذهني فله أثر فائق، إذا أجاد بلورته في إقناع المتلقي، شد الناس إليه.

ومن العوامل المساعدة في خلق الانطباع الاول، إيقاع الصوت ونبراته واناقة المظهر واللسان كل هذه العوامل تشكل كاريزما الشخصية المتميزة التي تبقى حاضره في الاذهان.

يجب أن نركز على الانطباع الاول، في التأسيس لعلاقات إجتماعية طيبة، وبناء صلات وطيدة، تتضافر مع البداية في حكمة النهايات المفتوحة.. المستمرة.