23 نوفمبر، 2024 5:40 م
Search
Close this search box.

الانضباط الميداني والسلوك الاجتماعي لسرايا السلام

الانضباط الميداني والسلوك الاجتماعي لسرايا السلام

المتابع المنصف والذي ينظر بعين الحيادية عندما يريد الحديث عن الجهات الشعبية الفاعلة في الساحة العراقية ويتناولها من باب الدراسة والتقييم فإنه بلاشك سيضع سرايا السلام التابعة للتيار الصدري في مقدمة الفصائل الجهادية في العراق لِما تميزت به من عدة امور جعلتها تحتل المقدمة سواء على مستوى الميدان الجهادي او على مستوى السلوك الاجتماعي، فعلى المستوى الاول كان انضباطهم محل احترام الجميع ، حيث لم تسجل ضدهم اي نقطة سلبية في التجاوز على ممتلكات الناس او الممتلكات العامة باعتراف المؤسسة العسكرية الرسمية المتمثلة بوزارة الدفاع وكذلك شهادة بعض الشخصيات السياسية والاجتماعية من المكون الاخر الذين اشادوا كثيرا بانضباط سرايا السلام في المناطق التي حرروها واصبحت تحت سيطرتهم مع احتفاظهم بميزة القوة والبأس والشجاعة فقد كانت لهم صولات وجولات ولطالما كانوا هم القوة الضاربة في حسم اشرس المعارك وتحرير المناطق التي كانت عصية على القوات الامنية او الفصائل الاخرى والشواهد كثيرة كما حصل في سامراء وآمرلي وجرف الصخر والتعاون والاسناد المتواصل الذي تقدمه السرايا للقوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي الابطال ، هذا الانضباط والقدرة القتالية جاءت نتيجة تراكم الخبرة لان هذا الفصيل الوطني واقصد سرايا السرايا كان له قدم السبق في الميدان الجهادي عندما وقفوا بوجه الاحتلال الامريكي في صفحة مشرقة ستبقى علامة بيضاء في التاريخ العراقي، هذه المواجهة اكسبتهم خبرة وقوة وشجاعة سيما انهم واجهوا اقوى جيش عسكري في العالم، اما على مستوى السلوك الاجتماعي حيث لم تُسجل ضد سرايا السلام اية نقطة سلبية في الساحة الاجتماعية ، فلم يستخدموا هذا العنوان للتجاوز على المواطنين او المؤسسات الحكومية، وهذا السلوك الايجابي بسبب وجود قيادة صارمة متمثلة بسماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) هذا القائد الذي عُرِف عنه انه لايتهاون مع كل شخص يسيء لسمعة التيار الصدري ولايجامل على حساب الحق او المصلحة العامة،وهو الوحيد الذي شكل لجنة لمكافحة الفساد وقد انجزت هذه اللجنة العديد من الملفات واعادت الحقوق من المتسترين بإسم التيار الصدري الى اصحابها ، هذه الجدية في تعامل القيادة مع المسيئين جعلت من افراد التيار الصدري اكثر انضباطا والتزاما فلا تكاد تسمع لهم صوتا نشازا هنا او هناك يستعرضون به حضورهم برغم قوتهم وثقلهم السياسي والاجتماعي بل نرى ان هناك مظلومية اعلامية يتعرض لها هذا التيار وخصوصا جناحه الجهادي العسكري المتمثل بسرايا السلام حيث يتم تغييب حضورهم الميداني وانتصاراتهم العسكرية من قبل اغلب وسائل الاعلام وخصوصا الاعلام (الشيعي) فلم نرَ تقريرا واحدا على اي قناة شيعية يغطي انتصارات سرايا السلام العظيمة والكبيرة والتي كان لها الاثر الواضح في تغيير موازين القوى وقصم ظهر الارهاب وعزله في الكثير من المناطق واضعاف قوته وقتل خيرة قياداته بعمليات نوعية من طراز خاص وعلى الرغم من هذا التغييب والظلم الاعلامي وتجاهل انتصاراتهم او سرقتها في بعض الاحيان فإن ذلك لم يمنعهم من مواصلة واجبهم الشرعي والوطني والاصرار على محاربة قوى الظلام والعُهر والارهاب الداعشي ومن يدعمها ويساندها، وكم كنت اتمنى ان يُنصف هذا الفصيل العسكري وان تكون هناك خطوات ايجابية من كافة الفصائل المجاهدة لتوحيد الجهود وتقاسم الادوار وتغليب المصلحة العامة وعدم التفرد بالانتصارات وضروري جدا ان تُنسب النجاحات الى اصحابها والاستفادة من سلوكيات سرايا السلام وانتصاراتها الباهرة فالمعركة مع داعش مازالت في بدايتها وتقوية الجبهة الداخلية وتماسك الجهات المعنية وتعاونها عامل مهم لاجل ديمومة واستمرار الانتصارات التي تحققها قواتنا المسلحة والحشد الشعبي وسرايا السلام فتحية حب واحترام لكل من يقف في ساحة المواجهة دفاعا عن العراق وتحية اجلال واكبار لسرايا السلام على انضباطهم وسلوكهم المتزن وتضحياتهم الكبيرة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات