9 أبريل، 2024 1:33 ص
Search
Close this search box.

الانشقاق في حزب الدعوة الاسباب والنتائج

Facebook
Twitter
LinkedIn

شخصيات اعتبرت قيادية في حزب الدعوة بعد العام 2003 واهمها كانت ابراهيم الجعفري , نوري المالكي , حيدر العبادي , علي الاديب . طبعا هذه الشخصيات برزت بعد رحيل القيادات الاولى والثانية والثالثة لحزب الدعوة الاسلامية . وتختلف هذه القيادات الجديدة بعد العام 2003 عن سابقتها بانها قيادات تبحث عن سلطة باي ثمن كان لذا نجدها انهارت في اول تجربة لها وهذا ما حصل فعلا.
حزب الدعوة الاسلامية عند انطلاقته الاولى كان يعتمد على مبادئ وقيم نابع من اصل الاسلام وجوهره الذي يعتمد الصدق والامانة واحترام الاخر والاخلاص في العمل والابتعاد عن المعصية والسحت الحرام واجتناب الشبهة قدر الامكان ,اضافة الى السعي للتحصيل العلمي في كل ميادين المعرفة والتفوق فيه اضافة الى اعتبار القران الكريم والسنة الطاهرة للنبي الاكرم وال بيته الذين طهرهم الله تطهيرا بنص القران الكريم طريقا للحياة .
ولو استعرضنا سلوك هذه الشخصيات المذكورة اعلاه نجدها لم تاخذ من الدعوة سوى اسمها وصورة قائدها الشهيد السيد محمد باقر الصدر , لذلك فقدت توازنها لانها اصبحت لاتختلف عن شخصيات الاحزاب الاخرى وقد تكون الاخرى اكثر التزاما منها .
وهذه الحالة تقودنا الى تفسير ماهم عليهم الان , مشتتين الواحد ينافس الاخر لا باخلاقه وقيمه وانما بما يحصل عليه من مال وسلطة . فقد تولى ابتداء ابراهيم الجعفري امانة الحزب وكان رئيسا للوزراء واول ما قام به هو انشاء موقع خاص له على الانترنيت بعيدا عن موقع الدعوة الرسمي اضافة الى عدم ابلاغه الحزب عن نتائج لقاءاته الداخلية والخارجية ليختصر الدعوة بشخصه , وبعد الصراع الذي حدث مع الاطراف الاخرى ولاسيما الاكراد بعد زيارته لتركيا وكان الصراع بين الاكراد وتركيا قد بلغ حد التصادم اعتبر الاكراد ان زيارة الجعفري لتركيا اهانة لهم مما استوجب تغيير الجعفري الى شخصية اخرى وكان عادل عبد المهدي اقرب المرشحين لرئاسة الوزراء لولا اشتراط الجعفري بان يكون بديله من حزب الدعوة كي لايضيع منصب الرئيس التنفيذي الاول في الدولة من حزب الدعوة . ثم جاء نوري المالكي ليحل محل الجعفري ويصبح رئيسا للوزراء وهذا ما كان يتوقعه ابدا ولم يصدق نفسه لاسبوعين على الاقل وكان لايجلس على كرسي الرئاسة وانما على جانب من الغرفة الخاصة برئيس الوزراء حيث كان الجعفري ملازما له طيلة الدوام الرسمي من الصباح وحتى يخرج لبيته وبعد ان اقتنع بانه فعلا اصبح رئيسا للوزراء اارد الانفراد وابعاد الجعفري عنه فكما هو معتاد قام الجعفري صباحا متوجها الى مقر الرئاسة واذا بالحرس يوقفه ويقول له ممنوع ادخال السيارة الى القصر وعليك ان تذهب راجلا الى القصر وهي مسافة ليست بالقصيرة فادرك الجعفري ان هذه رسالة من المالكي انه دعك جانبا ولاشان لك بعد اليوم في الرئاسة , فرجع الجعفري الى بيته واكتفى بامانة الحزب وانتهت تقريبا العلاقة الشخصية بينه وبين المالكي , فما كان من المالكي الا ان يخطط للاستحواذ على السلطة والحزب معا ففي اول مؤتمر للحزب بعد ذلك اتفق المالكي مع علي الاديب واخرين في الحزب بازاحة الجعفري والتصويت للمالكي ضنا منهم بانهم سيحصلون على مراكز وامتيازات اخرى بتنصيب المالكي امينا عاما للحزب ورئيسا للوزراء معا . وهذا ما كان حيث تم ازاحة الجعفري ليرى نفسه فقد الحزب والسلطة . فراح الجعفري يشكل حزبا جديدا هو تيار الاصلاح الوطني والذي لم ينضم له الا عدد قليل وعلى راسهم فالح الفياض ليكون اول انشقاق في حزب الدعوة.
اعود هنا واكرر انه لو كانت هذه الشخصيات حقا تؤمن بالدعوة كرسالة تغيير وماذكرته اعلاه من مبادئ وقيم محددة ما كان لهم ات يقعوا بمنزلق التنافس على السلطة وزعامة الحزب .
وانفرد المالكي بالسلطة وابعد كل الدعاة الذين يؤمنون بالدعوة كحزب له مبادئ وقيم ثابتة تسعى لاسعاد المجتمع بما يحبه الله ويرضاه . كذلك ابعد جميع الكفاءات والنزيهين عن المواقع القيادية والمناصب العليا واسندها الى الموالين له شخصيا حتى وان كانوا من جماعة النظام السابق بحجة انه يستطيع التلويح لهم بالاقالة وقت ماشاء باعتبارهم مغضوب عليهم . وهكذا ساد حكمه لدورتين كاملتين تثبت فيهما الفساد المالي والاداري باعتباره السلاح الوحيد الذي يبقي السلطة بيده اذ سمح للاحزاب بالفساد ونهب المال العام مقابل تاييد ترشيحه لدورات ودورات لرئاسة الوزراء . كما احتفظ بوزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني والمخابرات العامة بيده مباشرة وجاء بالموالين له شخصيا في قيادات الجيش دون مراعاة للكفاءة ليضيع اكثر من ثلثي ارض العراق ويسلمها دون قتال للدواعش والقاعدة وغيرها , ويرسل ابناء الجنوب والوسط الى تكريت وهي ارض ملتهبة ليقتلوا جميعهم بدم بارد لما يعرف بجريمة سبايكر , وخلال الثمان سنوات من حكمه شهد العراق ميزانيات خيالية من 100 – 140 مليار دولارسنويا ولم يشهد العراق مشروعا واحدا ينفذ بل لم يجد العراقيون شارعا مبلطا واحدا !!!
وهنا كان للمرجعية العليا دورها اذ طلبت بتغييره وتم التغيير وجاء حيدر العبادي من حزب الدعوة ليحل محلهويستلم رئاسة الوزراء وكان التصريح الاول له انه استلم الحكومة بميزانية خاوية ليس فيها سوى اربعة مليار دولار فقط ! اين ذهبت مليارات الدولارات ؟ قال انها صىرفت للقائد الضرورة ويقصد بها سلفه المالكي . وهنا دب الخلاف بينهما واستمر المالكي بوضع العصي في عجلة الحكومة وساءت فعاليات الحكومة بعد ان استعان العبادي باسوأ الشخصيات التي عرفها الشعب العراقي وهم مهدي العلاق الذي اصبح مديرا لمكتبه ومستشارا خاصا له بعد ان كان رئيسا فاشلا للجهاز المركزي للاحصاء بدلالة ان وزير العمل في حينه صرح من خلال الفضائيات بان الجهاز زود الوزارة بمعلومات عن الوزارة كلها خطا بحيث لم نستطع وضع خطة بموجبها ! كما ابقى على علي العلاق محافظا للبنك المركزي وهو الذي عينه المالكي بهذا المنصب في الوقت الضائع مشترطا عليه بان لايفتح اي من ملفات الفساد التي حدثت في عهده .وجاء ب ابو الشون ليساعده في ادارة الدولة من واشنطن وهورجل امريكا ولا يعرف شيئا عن وزارات الدولة كما جاء بمحافظ واسط السابق بن طرفة مستشارا له وهو من افشل المحافظين الذين ثارت عليه جماهير واسط تشكو من فساده وتعاليه عليهم وهكذا احاط نفسه بمجموعة جهلة واستمر الفساد وعانى الناس من عدم وجود اي مشروع يستفاد منه .
اما علي الاديب وهي الشخصية التي لم تستطع ان تخرج من عضوية البرلمان الا في سنة معينة وفي غفلة من الزمن اصبح وزيرا للتعليم العالي بخلفية انه كان معلما في مدرسة متوسطة في كربلاء ومدرسا في مدرسة عراقية في طهران . وهو شخصية لاتحضى بادنى مقبولية في حزب الدعوة سواء كانوا من جماعة المالكي او العبادي بدلالة انه رشح نفسه لوزارة السياحة وعند عرض الموضوع على البرلمان فكان المحسوبين على الدعوة ودولة القانون الذي هو عضو فيها رفضت ترشيحه لهذا المنصب علما بانها وزارة منسية ولكن حب هذه الشخصيات للظهور والجاه والسلطة ادى بهم الى التضحية باسمائهم وكرامتهم مقابل ذلك ولو كان علي الاديب يثأر لكرامته لكان استقال من الحزب والبرلمان بعد ان افشل حزبه ترشيحه لوزارة السياحة , كما انه فشل في ان يكون رئيسا للتحالف الوطني في البرلمان . فاية شخصية هزيلة هذه التي تقبل بكل هذه الاهانات وتبقى في مكانها .
هذا الاستعراض لهذه الشخصيات التي تولت المناصب المهمة في الدولة اصبح تشبثها بالسلطة رغم فشلها قضية وجود وكان على كل واحد منهم ان يشكل حزبا يخدم مصلحته لانهم اصلا لم يؤمنوا بحزب الدعوة كمباديء وقيم وانما سلما للصعود الى السلطة . لذلك ترى الجعفري شكل تيار الاصلاح الوطني خارجا من حزب الدعوة ونوري المالكي يشكل حزب الثقة خارجا من حزب الدعوة وحيدر العبادي بصدد تحويل كتلة النصر الى حزب النصر اما علي الاديب فلا نعتقد بانه قادر على تشكيل فصيل جديد لانه لايحضى بدعاة الامس ولا دعاة اليوم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب