على الرغم من حالة القلق والتوجس في داخل الأوساط الحاکمة في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من المخاطر والتهديدات التي تحدق بالنظام من جراء الآثار والتداعيات الناجمة عن برنامجه النووي ورفضه الانصياع الکامل للمطالب الدولية، غير إن القلق والتخوف الاکبر للنظام لايکمن في التهديدات الکامنة خلف ذلك وإنما کان ولايزال يکمن في الانشطة الدولية لمنظمة مجاهدي خلق خصوصا بعد أن باتت قوة دورها وتحرکاتها وأنشطتها السياسية في العالم يتجسد في قرارات هامة وحساسة صادرة من أرفع مراکز صنع القرار السياسي في العالم وأهمها.
في مقالها الصادر بتأريخ 22 فبراير 2021، أعربت صحيفة “مستقل ” الحكومية، عن بالغ القلق من الأنشطة الدولية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية ودعم حزبي الكونغرس الامريکي للميثاق الوطني ذو العشرة نقاط الذي سبق وأن کانت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية قد أعلنته وإعتبرته الاوساط السياسية في العالم بمثابة خارطة طريق لإيران مابعد سقوط هذا النظام.
وبعد أن لفتت هذه الصحيفة لفتت الانظار الى أن”العدو اللدود للنظام(وتقصد مجاهدي خلق) قد قامت بتوثيق القرار المٶيد فيما وراء البحار من حزبي الكونغرس الأمريكي بتوقيع 113 عضوا من أعضاء البرلمان الأمريكي الجديد، وتستفيد منه استراتيجيا في الوقت الراهن ضد النظام برمته. فإنها وفي خضم المواجهة الدائرة بين الجناحين فقد شنت هجوما لاذعا على جناح خامنئي قائلة:”هل قرأت هذه المجموعة المتطرفة(وتقصد جناح خامنئي) ما يحتويه قرار الكونغرس الأمريكي من بنود تهز كيان أي شخص؟ فالقرار يدعم بحماس منقطع النظير الاستراتيجية الشريرة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية للإطاحة بالنظام، ويصف ما تتخذه هذه المنظمة من خطوات لتوجية ضربة قاصمة لنظام الجمهورية الإسلامية بأنها جوهرية وحتمية وتستحق المساعدة.”، ومن دون شك فإن ذلك القرار الهام الذي صدر عن الکونغرس الامريکي يمکن إعتباره نصرا سياسيا نوعيا لمجاهدي خلق خصوصا وإنه صدر في وقت يحاول النظام الايراني بمختلف الطرق السعي من أجل التأثير على الولايات المتحدة الامريکية من أجل تخفيف العقوبات والقيود الدولية الصارمة المفروضة عليها.
منظمة مجاهدي خلق لم تکتف بدور المعارضة النشيطة في داخل إيران فقط بل إنها فرضت أيضا دورا وحضورا قويا لها على الصعيد الدولي من خلال الانشطة الدولية التي باتت تثير قلق النظام کثيرا وحتى إن مجازفة النظام بالسعي لتنفيذ مخطط إرهابي يقوده الدبلوماسي الارهابي أسدي ضد المٶتمر السنوي لمجاهدي خلق في باريس عام 2018، أثبت مدى تخوف هذا النظام من الانشطة الدولية للمنظمة ولاسيما بعدما تيقن من إن مختلف الاوساط الدولية صارت تتعامل مع المنظمة کبديل للنظام.