18 ديسمبر، 2024 3:20 م

الانسداد وأزمة استقالة النواب

الانسداد وأزمة استقالة النواب

من المتعارف عليه في الأدبيات السياسية ان كل وقف اطلاق نار يتبعه اتفاق سياسي وكل سحب شرعية غالبا يتبعها ديكتاتورية او حرب أهلية… والاحداث اليوم في العراق تنذر بغيوم سوداء ان لم يتم تدارك الامر من المرجعية الدينية والعقلاء.
ان انسحاب نواب التيار الصدري ليس هو الحل السحري للانسداد السياسي المتفاقم في المشهد العراقي منذ عدة اشهر ، بل قد يكون ناقوس خطر وبداية مرحلة تخرج الديمقراطية عن خط سيرها المعهود ، لذا فان الكرة في ملعب القوى الاخرى الاطار والسيادة والحزبين الكرديين… فهل تستطيع هذه القوى اعادة التيار الى العملية السياسية؟ ام انها ستدير الامور مجتمعة بنجاح بعيدا عن مشاركة التيار؟.
مع عظم التحديات المطروحة فان الجميع يتحمل المسؤولية ، لذا ينبغي مراعاة الامور التالية حتى تسير الامور ضمن سياقها الديمقراطي والدستوري والعقلاني بين مختلف الشركاء ، وبالشكل التالي:
١. ينبغي على الاطار والقوى الاخرى الحفاظ على:
–  إبقاء ابواب التفاهم والحوار مع التيار الصدري سواء شارك بالبرلمان او لم يشارك.
– إيقاف كل الخطابات التسقيطية والتحريضية ضد شركاء الوطن.
– أبعاد الشارع عن القضايا والخلافات السياسية.
– اختيار شخصية مقبولة من الجميع لرئاسة الوزراء تكون موضع قبول من التيار الصدري.
٢. دعوة للمرجعية الدينية للتدخل ووأد الفتنة بين ابناء البلد الواحد بالطريقة التي تراها مناسبة ، وهي التي عرفناها دائماً صمام أمان العراق وقت الازمات.
٣. دعوة للقوى السياسية الاخرى وبالذات المشاركة في انقاذ وطن ، للمساهمة بجدية في فك الانسداد السياسي وأزمة استقالة النواب ، والعمل بجدية بالأفعال لا الأقوال لتغليب مصلحة الوطن على غيرها من المصالح الفرعية الاخرى.
٤. رسالة الى النشطاء والتشرينيين ، الوضع لا يحتمل ولا يشبه ما سبق اكتوبر ٢٠١٩ ، فالشارع محتقن ويغلي والمواطن ينوء تحت ثقل ازمات ما بعد كورونا الاقتصادية وحرب روسيا أوكرانيا فاقمت ازمة الغذاء ليس في العراق فحسب بل في العالم اجمع والجفاف والتصحر وأزمة الخدمات كلها ترسم مشهدا مغايرا لما سبق… فالبلد على شفا حفرة والشارع لا يحتمل مزيدا من التشنج والتصعيد.
٥. حكومة تصريف الاعمال لم تنهض بدورها المطلوب فلا نسمع منها غير الوعود ، لذا مع ما تتمتع به من وفرة نقدية بسبب زيادة اسعار النفط عالميا ينبغي عليها العمل بجدية وهي تقترب من انهاء عامها الثاني على خدمة المواطن والتخفيف من اثار الازمات السياسية والاقتصادية والخدمية ونحن في قمة صيف ساخن على كافة الصعد ، وان لا تتنصل من مسؤوليتها الوطنية بحجج واهية وهي تتسيد الموقف ولا بديل لها في الأشهر المقبلة على اقل تقدير.
العراق في خطر والجميع يتحمل المسؤولية ولن يغفر ابناءه لاحد لو سارت الامور الى ما لا يحمد عقباه… ولن يرحم التاريخ كل من يتسيد الموقف في هذه اللحظات الحرجة والدقيقة التي تتطلب مواقف شجاعة ينظر فيها الجميع الى المستقبل الذي اصبح مجهولا… ومع الاسف.