الطغاة لا عهد ولا شرف لهم يستندون عليه, لكونهم مستبدين يسعون لغاياتهم, وهي فوق كل شيء؛ ومهما كان الثمن, فالوطن والمواطن من يدفعه, والمستفيد الأكبر هم المنادون والساعون للدكتاتورية, هكذا هو المشهد في أغلب الدول العربية, وعلى رأسها العراق!.
إذا بقي الحال على ما هو, فعلى الشعوب العربية إيجاد بديل للوطن, لتكتسب حرياتها المفقودة؛ مادام المواطن فيها لا يشعر بالأمان, والاضطهاد يلازمه كظله, لأن تأريخنا تأريخ حكام, وليس تأريخ شعوب.
وثائق سرية قديمة, منذ بداية القرن العشرين في بريطانية, وبدعم أمريكي, دوّن فيها مخطط خبيث, لتشكيل جماعات متطرفة, شعاراتها إسلامية؛ وهي بعيدة عن الإسلام, ولكنها أجندة ولدت لتخدم أسيادها, الذين يسعون الى إضعاف العرب والمسلمين, وتشتيت آرائهم, وتحطيم إراداتهم, وتشويه مبادئهم, كل هذا في سبيل الحفاظ على تواجد الكيان الصهيوني؛ في قلب المنطقة العربية, وتثبيت أساسه, ليكون الشوكة التي تغرز في جسد العرب.
فلنتكلم عن العراق, ولندع الشعوب العربية في حالها, فكل شعب يغني على ليلاه, ونحن فقدنا حتى إحساسنا بالطرب؛ منذ أكثر من أربعة عقود, والعراق في دوامة التصارع والتناحر, واليوم نجده في منعطف خطير, فهو بين التقسيم والحرب الطائفية, لأنها اللغة اليومية السائدة بين الساسة دون حياء!.
انتقلت عدوى الطائفية واستفحلت, وأصاب فيروسها مكونات المجتمع العراقي؛ فأصبحت واضحة, والطامة الكبرى, أنها أولاً على لسان السياسيين, في تصريحاتهم أللا مسئولة, وخطاباتهم الرنانة, التي تحمل طابع التشهير والتجريح, والتقليل من شأن الاخر, حتى وصلوا الى طريق مسدود؛ بسبب خلافاتهم السطحية, نعم السطحية!, ولكنهم استطاعوا أن يجعلوا منها خلافات كبيرة, خاصة بعد أن أدخلوا عليها الطابع المذهبي والقومي, فلعبت دوراً مهما في زرع الحقد والتفرقة, بين أبناء الشعب الواحد.
أليس لهذا النفق المظلم من بارقة أمل, يتفاءل بها العراقيون الصابرون؟!.
انسداد سياسي مخجل, وحالة مستعصية, من الصعب الوصول الى طريقة لفتح مجاريه, وتسليك البلد من بعض المحسوبين عليه؛ فأنتم كأورام وقتية قابلة للزوال, أوقفوا كل الوعود التي قطعتموها على أنفسكم, في تحقيق الأهداف, التي لا يمكنكم تحقيقها, فعليكم إعلان استقالاتكم, وحافظوا على ما تبقى من ماء وجوهكم, التي أصبحت قبيحةٍ, الى درجة أننا كرهنا وجودكم بيننا, وفي بيوتنا على الشاشات الصغيرة.