ربما نصدق ما لوح به الرئيس الامريكي باراك اوباما من نیته الانسحاب من صراعات الشرق الاوسط تدریجیا، لکن ومن الصعب جدا تصدیق مایطرحه البعض کاسباب هذا الاعلان !.فمن غیر المعقول ان نقرأ تصريحات زعيم اكبر دولة في العالم على أنها اعتقاداتُ الرئيس الشخصیة، فما ردده مؤخرا یأتي وفق استراتيجية أُعدّت منذ عقود، هذا ما نعرفه عن امریکا. و اذا ما القينا نظرةً سريعةً للتاریخ الحدیث یتبین ان معظم قرارات الریاض و أخواتِها اتخذ بضوء اخضر أمريكي لاغیر ؛ لکنه الواقع الذي تسعی واشنطن لتغییره. الغاية الامريكية من ذلك ؟
سعت واشنطن منذ عقود الى رسم صورةٍ لها في مخيلةِ الرأي العام العالمي ؛ على أنها صمامُ أمان العالم و حروبها لم تکن إلّا بدافع تحجيم أخطارٍ أعظم.
استراتيجتها في المرحلة القادمة بحاجةٍ الى حربٍ طاحنة في الشرق الاوسط تدمر ما تبقی منه، تتطلب منها ان تغيبَ من مسرح الصراعات القادمة لاظهار حیادیتها المفقودة اصلا ؛ لتأخذ الامورُ طريقها، في محاولة لعدم تشويه قناعها المزيف.
خيوطُ لعبة الشرق الاوسط ستتركها واشنطن اذن مبعثرة و في غاية التعقيد، ستترك الانظمة العربیة وهي تنظر لایران بمنظار الحقد و الکراهیة.
و ايران المحصنة باسلحة متطورة ؛ التي حسمت ملفها الدولي (النووي) الاعقد ؛ وتتأرجح بين انتصارت اقليمية متلاحقة في ميداني سوريا والعراق ؛ وصمودٌ في اليمن ؛ وتفوقٌ سياسيٌ في الخارطة اللبنانية ؛ تثیر حفیظة جاراتها الخلیجیات.الادارة الامریکیة ستترك الانظمة العربیة المتخلفة، بدون قاعدة شعبية وبلا هوية، منهكون في الداخل اقتصاديا و من ألم خيباتهم الاقليمية المتلاحقة ؛ وفي خاصرتهم طعنة خيبة أمل كبيرة من ألولايات المتحدة التي ظنوا فيها خير معين للاخذ بثارهم من ايران ؛ بل وزادت في ذلهم وهيجان بركانهم تصريحات اوباما الاخيرة وسابقاتها المؤشرة بوضوح صارخ ؛ انها لم تعد تدعم مشروع عرب الخلیج، الذي بات یهدد مصالها بشکل خطیر.
الطبخة التي اعدتها واشنطن رغم بلوغها درجة ساخنة، ما تزال تنتظر الغلیان و ساعة صفرٍ تبدو قریبة لیرسم سايكس بيكو جديد بعد عيد ميلاد المئة للنسخة الاولى منه !!
Sent from my iPhone