22 نوفمبر، 2024 10:24 م
Search
Close this search box.

الانسحاب الامريكي المرتقب من سوريا، وماذا بعد الانسحاب؟

الانسحاب الامريكي المرتقب من سوريا، وماذا بعد الانسحاب؟

الاعلان الامريكي وعلى لسان المتحدثة باسم وزارة الدفاع الامريكية عن البدء بسحب القوات الامريكية من سوريا،شكل مفاجأة للكثير من المراقبين، أذ، كان قد سبق هذا الاعلان؛ الكثير من التأكيدات على بقاء تلك القوات الى حين يتم القضاء التام على داعش، من قبل مسؤولين امريكيين. هذا الانسحاب يثير الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام، عن مايجري وراء الباب المغلق. من المؤكد ان هذا الانسحاب لم يجر بمعزل عن ما هو يدور الان في المنطقة العربية وفي سوريا على وجه التحديد، فقد وردت عبارة في التصريح الذي اوضحت فيه متحدثة البنتاغون؛ من ان امريكا سوف تتشاور وتنسق مع حلفاء وشركاء امريكا في المنطقة، وتركت هذا الامر مفتوح على مختلف التآويلات..ان مايدور في الوقت الحاضر في المنطقة العربية من تبادل للزيارات بين المسؤولين العرب وزيارة البشير الى دمشق، ومن تصريحات تصب في ذات الاتجاه، بالاضافة الى الكثير من التغييرات في المواقف وبصورة عمودية مع ما سبق من مواقف اي تغير دراماتيكي في تلك المواقف، سواء للمسؤولين العرب او الاتراك وهنا المقصود موقفهم من النظام السوري لجهة المراوغة والتكتيك تماشيا مع الانتصارات السورية على الارض الذي فرض تحولا في قواعد اللعبة،. السؤال هنا هل ان امريكا سوف تتخلى عن وجودها لاحقا بعد انسحابها من سوريا، وما ينتج عنه من تحييد لدورها الفعال في المنطقة العربية؟ وهل ان امريكا في وارد التخلي عن حليفتها الاستراتيجية، الكيان الاسرائيلي؟ وما موقفها من التواجد الايراني في سوريا، ذو التاثير على امن الكيان الاسرائيلي كما تقول اسرائيل وامريكا؟ وهل هناك تنسيق بينها وبين روسيا في هذا الخصوص؟ وما دورها في الحل السياسي القادم في سوريا؟ وهل ان النظام السوري غير خطابه السياسي من غير اعلان؟ ان هذه الاسئلة تحتاج الى الوقت اللازم للكشف عن مايختفي وراء هذا الانسحاب المفاجيء. لكن وفي المقابل ان جميع الدلائل والمعطيات الواقعية والموضوعية في المنطقة، تؤشر ان هذا الانسحاب ماهو إلا اجراء تكتيكي، يتخادم مع الاستراتيجية الامريكية في سوريا وفي جميع دول المنطقة العربية وجوارها وهو لاينفصل عن الذي يجري في المنطقة ومحيطها الاسلامي وهو وفي جانب منه؛ للتخفيف عن الاعباء المالية لهذا التواجد الذي لا ضرورة له مع وجود البديل الجاهز لهذا الفراغ وهنا لانعني الفراغ الجغرافي العسكري بل الفراغ السياسي..امريكا قبل عام 2016لم تكن تتواجد عسكريا وبكثافة في سوريا مع هذا كان لها دور فعال في تاجيج الصراع عبر وكلاء ومشغلين لما تريد وترمي من اهداف في اشعال فتيل الحرب. ان الامر لم يتغير تغيرا حادا على الرغم من التقدم السوري في انهاء الحرب لصالحه وبمساعدة روسيا، لكن هناك امر هو في غاية الاهمية والخطورة ألا وهو كتابة الدستور والمرحلة الانتقالية والانتخابات وما يكتنف هذا الوضع من غموض وضبابية في المآلات. القوى الفاعلة العسكرية والسياسية من المعارضة السورية سواء المسلحة او غيرها وسواء في الداخل او معارضة الخارج، باستثناء داعش وجبهة النصرة، وهذه عدا الاخيرتين في الوقت الحاضر، مدعومة خليجيا بإرادة امريكية ومن الطبيعي، بالاضافة الى الدور الامريكي المباشربين حين واخر. ان هذه المعارضة على الرغم مما اصابها من تفكك والى حد معين، بصرف النظر عن الذي يعلن؛ من ان بعض دول الخليج، نفضت يديها عن المعارضة او تخلت عنها،فهذا امر فيه الكثير من الخداع، لم تزل مرتبطه ارتباطا قويا بداعميها من السعودية وبقية دول الخليج العربي.بالاضافة الى الجيش الحر الذي كان ولم يزل مرتبط ارتباطا عضويا اي ايديولوجيا، مع تركيا.. لذا فان امريكا سوف يكون لها ذات الدور الفعال في مستقبل سوريا وفي طريقة صياغة الدستور عبرهؤلاء الوكلاء، وهو الاهم والاخطر على مستقبل سوريا وبالذات اذا كتب بالطريقة اللبنانية او بالطريقة العراقية..على منصات حجج الحق والقانون والمواطنة بمخرجات عمل، باطلة تنقض هذه الحقوق وتجعل منها رافد يصب في مجرى نهر غير نهر الوطن والمواطنة.

أحدث المقالات