9 أبريل، 2024 3:53 م
Search
Close this search box.

الانسحاب الامريكي، الابعاد والنتائج

Facebook
Twitter
LinkedIn

اثار الاعلان الامريكي عن الانسحاب من الاراضي السورية، الكثير من ردود الافعال والتحليلات في قراءات مختلفة ومتباينة؛ اتفقت جميعها على ان هذا الانسحاب المفاجيء سوف يربك الوضع في المنطقة وليس في سوريا فقط، وعلى ضوء هذا، سوف او من المحتمل جدا، ان تتغير خارطة التحالفات اي تحالفات القوى الاقليمية والدولية والتى تلعب ولا زالت، ادوارا، سياسة وعسكرية سواء بموافقة او بناءا على طلب من النظام السوري او بخلافه اي وجودها العسكري على الاراضي السورية، وجود غير شرعي كما هو وجود القوات الامريكية والتركية. من اكثر الدول التى رحبت بهذا الانسحاب المشكوك في تنفيذه كاملا وبالذات في القاعدة الامريكية في التنف ومحيط دير الزور. السؤال هنا كيف يكون وضع القوات التركية والتى تتهيء او الاصح للدخول الى اراضي جديدة في سوريا اي احتلال اراضي جديدة، من تلك التى سوف تنسحب منها القوات الامريكية؟، وما هو رد الفعلي الروسي والسوري؟، وكيف تكون العلاقة حاليا وفي ضوء هذه التطورات ومستقبلا بين النظام السوري والاكراد؟… وما شكل التفاهمات بين روسيا وايران وتركيا، مستقبلا، وعلى اي الطرق يتم وضع هذه التفهامات، بعد ما، سوف ينتج من تطورات على الارض السورية بعد الانسحاب الامريكي؟00ان هذه الرزمة من الاسئلة من الصعوبة ان نجد لها الاجابة الكاملة في الوقت الحاضر، لكن من الممكن ان نتلمس الكثير من الوجود المعيش لتحولات ما بعد الانسحاب، والتى تنير الطريق الذي يقودنا الى الاجابات، ولو كانت جزئية، فهذه الجزئية، تخرج لنا الاجابة التى تقترب من حافة الاجابة الكاملة. ان الاتراك في الايام التى تلت الاعلان الامركي عن الانسحاب تصرفوا وكأن هذا الانسحاب لم يكن مفاجئا لهم وتلك هي الحقيقة الموضوعية، ففي الايام التى كانت قبل الاعلان الامريكي، كانوا قد اعلنوا وعلى لسان الرئيس التركي من ان قواته بلاده سوف تدخل الى اراضي جديدة في سوريا، يتواجد فيها الاكراد وبدعم من الامريكان، وفي الوقت عينه صمت الامريكان ولم يرد اي مسؤول امريكي على هذا التصريح مما يعني وفي اهم مايعني ان هناك وراء الجدار مما هو لايقال؟!.. من المرجح جدا ان هناك طبخة اعدت في الغرف المظلمة بين الامريكان والاتراك في الذي يخص الوضع المستقبلي لسوريا وربما بدرجة او باخرى، روسيا، ان روسيا على علم بهذه التطورات حتى وان اعلنت بانها اي هذه التطورات كانت مفاجئة لها او انها كانت صدقا تقول في الذي يخص هذا الاعلان فهو وفي جميع الحالات، سوف يربك علاقتها مع تركيا، ان كانت روسيا ما تقول صحيحا، ولنا شك كبير جدا في هذا الذي تقوله، لذا، هناك في النفق السوري، الكثير مما لاتراه العين ولاتحيط بابعاده جميعها، واضحا ومجسما؟!..في هذا الامر نقلت الواشنطن بوست من ان ترامب خاطب اردوغان وفي مكالمة هاتفية بينهما: أعلم..اخرج واتركه لك..بالاضافة الى الانفتاح الواضح الاخير بين الاتراك والامريكان وبالاضافة ايضا الى الزيارات المرتقبة وكما اعلن مؤخرا في انقرة لوضع الخطط لتبادل المواضع في الاراضي السورية وربما في غيرها، العراق، مثلا. المتحدث باسم الرئاسة التركية، السيد ابراهيم قالن، قال: من ان القوات التركية سوف تدخل الاراضي السورية وتسيطر عليها من تلك التى يتواجد فيها الاكراد، وفي حالة التصدي لجنودنا من قبل الجيش السوري، كما قال، سوف نهدم الدنيا على رؤوسهم، واضاف لدينا 12نقطة مراقبة في محيط ادلب وهو لم يقل ان هذا كان بالاتفاق بين وروسيا وتركيا لتجنب مذبحة اذا ما هاجم الجيش السوري محافظة ادلب، كما فسروا هذا الاتفاق الذي كان قبل ساعات قليلة من بدء الهجوم السوري، عليه او بناءا على هذا، ان الاتفاقات والتفاهمات تجري بمعزل عن إرادة وراي النظام السوري وهذا ما سوف يفسر صحة ما سوف نذهب اليه تاليا. ان تصريح المتحدث باسم الرئاسة التركية، يشير بوضوح الى نقطتين اساسيتين في مآل الوضع السوري:1-ان قدرة النظام السوري على الرد بمعزل عن الارادة الروسية؛ ضعيفة ان لم تكن معدومة وهذا هو الثمن الباهض الذي يدفعه من يتكأ في الحماية على دولة عظمى..2-روسيا لم ترد رفضا او شجبا او الطلب الاستفهامي من الجانب التركي في الذي يعني هذا التصريح؛ وهذا ما يفترض ان يفرضه عليها فرضا، وجودها الدائم على الاراضي السورية، قانونيا واخلاقيا، وإلا في اي باب وتحت اي بند كانت هناك، على الاراضي السورية. ان هذا الصمت يعني وفي لب ما يعني ويقودنا هذا الذي يعني؛ ان هناك ما وراء الاكمة ما وراءها؟!..لذا، فان هناك وكما بينا في الذي سبق من هذه السطور المتواضعة؛ طبخة يجري الاعداد لها على نار هادئة وبعيدا عن الاعلام، في جانب معين من مواد مستقبلية لهذه الطبخة، وعلى نار ساخنة جدا، في جانب من مواد انية لهذه الطبخة التى يجري انضاجها على نار شديدة الحرارة كي يتم تفاعلها مع موادها المستقبلية. ان سيطرة الاتراك على مساحة كبيرة من الاراضي السورية، يفتح لها الباب واسعا على فرض ارادتها في اي حل قادم للوضع في سوريا، من قبيل اعطاء الاكراد حكم ذاتي لايشكل او يقلق الامن القومي التركي اي مسيطر عليه، في مجموعة اشتراطات جغرافية وسياسية واقتصادية وعسكرية. ان تفهامات هلسنكي بين ترامب وبوتين، ربما وبدرجة كبيرة جدا، تقترب من حافة الحقيقة؛ ان لها علاقة في هذا الذي يجري الان على الساحة السورية، من انسحاب وتجيش تركي. اما من الجانب الثاني في الذي يخص الانسحاب الامريكي والذي اذا ما صار حقيقة واقعة على الارض ولنا في هذا شك كبير؛لن يكون كليا اي لا تنسحب امريكا من التنف ومحيط دير الزور. ان الامريكان صرحوا من ان نقل قواتهم الى شمال شرق اربيل ما هو إلا للتمهيد لنقلهم لاحقا الى امريكا وهذا كذب وخداع، انهم اي الامريكان في طور اعادة توضع قواتهم في المنطقة، بصورة يمنحهم القدرة على سد ممرات ايران الى سوريا او غيرها بدرجة اقل الحاحا في الوقت الحاضر،وبمعنى اكثر وضوحا منع ايران من استمرار تومضعها في سوريا وتحصين وجودها هناك. ومن الطبيعي هناك سباب اخرى غير هذه الاسباب، من قبيل تشديد الخناق الاقتصادي عليها، لأجبرها على المهادنة على اقل تقدير. ايران من جهتها وكما هو معروف عن الذكاء الايراني، على الرغم من تشددها في موقفها من الوجود الامريكي وهو تشدد حقيقي في جوهره، لكن شرط الواقع وقوته القاهرة سواء بقوة امريكا الظاهرة او بقوة تفاهماتها مع تركيا او مع روسيا، تفاهمات هلسنكي، يفرض على ايران تغيرا في الخطاب السياسي وبدرجة اقل في الوجود العسكري. ايران خفضت موازنتها السنوية الى النصف وقد طال التخفيض ولأول مرة الجيش والحرس الثوري، وهي بالاضافة الى ضغط الواقع الاقتصادي عليها وكما صرح بهذا الرئيس الايراني، الذي فرض هذا التخفيض، هي انها، رسائل شيفرية الى الجانب الامريكي، خصوصا اذا ما علمنا ان هناك مفاوضات بين الايرانيين والامريكين في سلطنة عُمان وبواسطة عُمانية ومنذ اشهر، لم يعلن عنها وعلى العكس تم نفيها من قبل ايران. في الخلاصة ان الانسحاب الامريكي من سوريا ماهو إلا مرحلة جديدة، حركتها وبوصلتها تقع في خانة السياسي والدبلوماسي ومخباراتي، بعد ان يتم انضاج الظروف لهذه الاتجاهات وبوصلتها، وهي مرحلة سوف تكون طويلةومعقدة جدا، تؤسس لتحولات كبيرة جدا في سوريا وجميع دول المنطقة العربية، تؤثر تاثيرا بنويا على اوطان المنطقة العربية وشعوبها سلبا او ايجابا،تتوقف هذه النتائج على امرين؛ صلابة الوعي الشعبي بالمخطط الكوني ومآلاته وقوة الشعب في مقارعة طغاتهم سواء المحليين او الاقليميين او طغاة الامبريالية المتوحشة، متمثلة برأس الديناصور الامريكي المتجبر.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب