23 ديسمبر، 2024 5:12 ص

الانسان ودوره في صناعة مستقبل الأوطان

الانسان ودوره في صناعة مستقبل الأوطان

ابتلي العراق ومن عقود طويلة بسياسات كارثية بدأت باختطاف عصابات البعث مقاليد الحكم في شباط ١٩٦٣وانتهت بسقوط بغداد عام ٢٠٠٣
وما أعقبها من نتائج كارثية مخطط لها في دهاليز السياسة الامريكية لتأتي على ما تبقى من الإرث الحضاري لهذا البلد العريق بتاريخه وبرجاله المخلصين
 فعلى مستوى السياسة الداخلية قامت هذه العصابات بتصفية كل القوى السياسية المعارضة ومصادرة الحريات العامة وفرض سياسة الحزب الواحد والقائد الضرورة والتضييق على الانسان العراقي واغراقه في بحور الجهل والاستعباد السياسي
اما على مستوى السياسات الخارجية فقد تميزت هذه الفترة المظلمة من تاريخ العراق بالحروب الكارثية التي اختلقها (القائد الضرورة) مع جيرانه والتي لا تمت من قريب او بعيد بمصالح الامة العراقية وبالتالي أنهكت الدولة واقتصادها إضافة الى الحصار الاقتصادي  والعلمي والتكنولوجي الذي اذل الانسان العراقي ودمر البنية الاجتماعية وخلق جيل عراقي اقل مايقال عنه انه متعب نفسيا غير قادر على التفاعل مع معطيات المجتمع الإنساني المتقدم وخلقت فجوة حضارية وتكلنوجية مع العالم الخارجي امتدت لعشرات السنين 

من هنا كانت الخسارة العظيمة بتدمير القيم النبيلة للإنسان العراقي الذي يشترك فيها جميع المكونات الرائعة للمجتمع العراقي فيحثما تذهب في كل قرى وزوايا العراق تجد هذه القيم متساوية عند كل المواطنين العراقيين وبغض النظر عن انتمائاتهم العرقية والدينية والمذهبية مثل:

– الإخلاص في العمل
– الكسب الحلال
– حب واحترام العلم ورجاله
– احترام الجار والتكافل الاجتماعي
– احترام الأديان والمذاهب 

وقد سادت في مقابل هذه القيم ثقافات:

– العنف واظطهاد المخالفين
– احتقار المؤسسات العلمية
– الفساد الاداري والمالي للقطاعات العامة والخاصة
– الاستهانة بأرواح ودماء المواطنين
– تكسر قيم حسن الجوار والتكافل الاجتماعي   

 ان المؤسسات  والجامعات والمعاهد البحثية العلمية بل وحتى مؤسسات  ومنظمات المجتمع المدني مدعوة لدراسة هذه المشاكل الاجتماعية وإعداد دراسات علمية ومشاريع عملية يتم تنفيذها على الارض لكيفية معالجة هذه المشاكل النفسية والاجتماعية للإنسان العراقي لكي نأخذ بيده ليبلغ درجات الكمال التي ننشدها لتصحيح الأخطاء وإعداد جيل جديد يمكن الاعتماد عليه وللمشاركة في صنع مستقبل العراق الزاهر.