28 ديسمبر، 2024 6:11 ص

الانسان والانحدار الحميري

الانسان والانحدار الحميري

ابتدأ الانسان البدائي حياته برتيبه معروفة وهو ممارسة كل ملذاته دونما التفكير بكيفية تطوير حياته والقفز على ما وجد عليه اباؤه وتغيير برمجة حياته اليومية.
لكنه في النهاية استطاع الانسان أن يقفز على تلك الملذات ويكسر ذاك الحاجز ليفكر بكيفية تغيير مساره نحو الرقي والتقدم فبدأ التغيير السلوكي لصنع انسان جديد مختلف عن ذاك الانسان البهيمي وكانت الانطلاقة نحو تغيير نمطية عيشه وبدأ العمل بوتيره متصاعده من نقطة بداية محددة مما لدى إلى وصوله في الفترات الأخيرة آلى أعلى قمة في المخطط البياني لتطور السلوكيات الانسانية بما هو انسان.
الا ان ما يخشاه علماء الاجتماع هو الانحدار السريع في الخط البياني للتطور الاجتماعي ولعل هذا الانحدار يعود بالبشرية إلى مستويات أدنى من تلك المستويات في العصور الأولى .
لذا كما اشرنا سلفا فأن عوامل عديدة تؤثر على سلوك الانسان فبعضها ينحى به نحو القمة وينقله من أدنى مستويات الطبائع البشرية إلى أعلى رتبه فيها ليصل إلى مرحلة متقدمة من الرقي والرفعة التي هي غاية ما خلق الانسان من اجلها وهي ملامسة الكمال على اقل التقادير ، الا ان البعض والآن أصبح الاغلب يحاولون أن يسيروا عكس ما خلقوا من اجله وهو الرفعه والكمال وينحدروا بأتجاه الهاوية لينزلقوا نحو الخسة والانحطاط وبذلك يصبحوا قرناء جيدون للحمير.
مجتمعاتنا الشرقية وعلى التحديد المجتمع العراقي أصبح كثير من أبناءه ينتهجوا منهج الاستحمار واستخلاف الحيوانات والبهائم لا استخلاف ادم أبو البشرية وهذا السلوك لعله نبع لأسباب متعددة وابرزها الجهل والتجهيل.
ففي ظاهرة خطيرة نرى شابا عراقيا يقتل والداه بسبب سبهم أو شتمهم لزعيمه وقائده ، نعم انه الاستحمار البهيمي الذي لم يصل إليه للان أي مجتمع أو فئة ما الا في العراق تجد هذا النموذج قد انحدر مستواه الانساني إلى ما دون الصفر المئوي.
قد سمعنا بظاهرة قتل الأشقاء كقصة أبناء ادم لكن لم نسمع بقصة قتل ابن لابويه ، فاجلال الأبوين لم يقتصر على الديانات السماوية فقط بل موجود في كل الديانات.
ما بدر من فعل شنيع من ذاك الشاب ينذر بخطر كبير على الجميع تداركه والحيلولة دون تكراره ودراسة حيثياته لكي لاتتكرر مثل هكذا ممارسات مسبقا وهذا لايمكن أن يتحقق الا بتكاتف جميع الأطراف للقضاء بصورة نهائية على هكذا ظاهرة واذا ما مرت دونما عقاب شديد فسوف تؤول الأمور إلى مستويات و محن نحن في غنىً عنها.
لذا فأن على الجهات الحكومية المختصة دراسة الحالة بشكل جدي ومحاولة ردم هذا الانحدار في مجتمعنا وغلق الفجوة قبل أن تتسع.