23 ديسمبر، 2024 2:09 م

الانحياز لروسيا قد يکلف طهران کثيرا

الانحياز لروسيا قد يکلف طهران کثيرا

التصريحات الرسمية الصادرة من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين وفي مقدمتهم المرشد الاعلى خامنئي، والمٶيدة للغزو والاحتلال الروسي لأوکرانيا،تتداعى بصورة وأخرى على محادثات فيينا وعلى علاقة النظام الايراني بالمجتمع الدولي ولاسيما فيما لو إنتهت هذه الحرب من دون أن تحقق أهدافها الاستراتيجية، وهو أمر صارت أوساطا سياسية وإعلامية متباينة تلفت النظر إليه.
السعي من أجل المحافظة على البرنامج النووي للنظام الايراني وعلى مساعيه السرية المکثفة من أجل إنتاج السلاح النووي وعدم الانصياع للمطالب الدولية بالتخلي عن الجانب العسکري من البرنامج النووي، وجد في هذه الحرب ضالته ولاسيما وإنه ضليع في إستغلال الاحداث والتطورات والامور الطارئة على الساحتين الدولية والاقليمية والتي فيها إختلافات وتباينات في المواقف، وتجييرها من أجل خدمة أهدافه وغاياته المشبوهة. ولذلك فلم يکن صدور تصريحات من جانب خامنئي ورئيسي وعبداللهيان فيها تإييد واضح لروسيا في حربها على أوکرانيا، مجرد صدفة عابرة بل إنه کان عن سابق قصد وإصرار.
هذا الانحياز الايراني الى جانب روسيا في حرب ليس للشعب الايراني فيها من ناقة ولاجمل، ليس بات موضع إنتقاد دولي فقط ولاسيما بعد إزدياد تعنت موقف النظام في محادثات فيينا تزامنا مع نشوب هذه الحرب، بل إنه موضع إنتقاد أصوات من داخل النظام نفسه، وبهذا الصدد وبسبب الجمود في المفاوضات بسبب دعم النظام الإيراني لروسيا في حرب أوكرانيا، فإن الخبير الحکومي الايراني، علي بيکدلي وخلال مقابلة صحفية له مع موقع”ديدبان” يوم 2 مارس الجاري، قد قال:” حقيقة عودة باقري إلى إيران على عجل يظهر أنه هو بنفسه غير قادر على تلبية توقعات الأعضاء المفاوضين من الأطراف المشاركة في الاتفاق. من ناحية أخرى، كان للغزو الروسي لأوكرانيا والدعم المباشر والواضح من قبل المسؤولين البارزين في الجمهورية الإسلامية لروسيا تأثير سلبي على الأجواء في محادثات فيينا. وبالنظر إلى دعم الجمهورية الإسلامية لروسيا والأجواء المناهضة لروسيا في المجتمع الدولي، فقد نأى السيد أوليانوف بنفسه أيضا عن المحادثات لأن الغرب منح أوليانوف امتياز إعداد إيران للإتفاق، من ناحية أخرى، كان للغضب الذي شعر به الأوروبيون من دعم الجمهورية الإسلامية لروسيا في حربها مع أوكرانيا أثر سلبي للغاية على أجواء المفاوضات! صرحت كل من فرنسا والولايات المتحدة أنهما ستغادران طاولة المفاوضات إذا فشلت المحادثات هذا الأسبوع؛ وهكذا، فإن قضية محادثات فيينا تواجه نوعا من الجمود.” ورسم هذا الخبير الحکومي صورة سوداء جدا للأوضاع في إيران على أثر فشل محادثات فيينا عندما قال:” إذا لم يحدث ذلك، فإن الاقتصاد الإيراني المنهار سيتدهور أكثر. إذا فشلت محادثات فيينا، فإن سعر الدولار سيصل إلى أكثر من 40.000 تومان في غضون أسبوع. قد يكون للجمهورية الإسلامية الحق في مطالبة الولايات المتحدة بضمان البقاء في الاتفاقية، ولكن يجب أن تعلم أيضا أنه لا يوجد شيء مثل الضمان في النظام القانوني الأمريكي، ولا يستطيع الرئيس الحالي ضمان أن سيقبل الرئيس القادم الاتفاق الحالي. توقعات الجمهورية الإسلامية لا تتوافق مع أجواء الاتفاق النووي.”، لکن الاهم من کل ذلك ماقد أکد عليه بيکدلي بخصوص تأثيرات نتائج فشل المحادثات على الأحوال المعيشية للشعب والانتفاضات والاحتجاجات، بقوله:” المشكلة الأولى التي ستظهر هي أن مستوى التضخم والاستياء الشعبي سيصل إلى أعلى مستوياته. سيبلغ احتجاج الشعب على النظام عام 1401 ذروته بسبب قلة الميزانية التي نشهدها، وسنكون معزولين على الساحة الدولية، خاصة مع الغزو الروسي لأوكرانيا والدعم القوي من كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية تصرفات روسيا. حاليا الجمهورية الإسلامية تعاني من غموض دبلوماسي لا تعرف كيف تحسم الوضع! إذا أرادت الجمهورية الإسلامية توقيع الاتفاق النووي تحت الظروف التي يريدها الغربيون، فستواجه احتجاجات وحتى اشتباكات من المعارضة الداخلية المتطرفة في الاتفاق. هذه الظروف خطيرة للغاية بالنسبة للجمهورية الإسلامية وسنعود إلى وضع أسوأ بكثير مما كان عليه في السنوات التي سبقت عام 2015. نحن قلقون أكثر بشأن الاضطرابات الداخلية لأن غالبية الناس الآن ينتظرون نتيجة المفاوضات ويتوقعون انخفاض الدولار وانخفاض أسعار المساكن.”.