وضع الدكتور “روبرت اكن جود” المشهور بالتخصصه في امراض السرطان في تقريرا له ان جسم الانسان يولد مايتراوح بين عشر خلايا وعشرة الاف خلية من الخلايا السرطانية منذ المهد والى اخر ايام العمر، ولولا الاجسام المضادة التي تطرد الخلايا الاجنبية وتحول دون انقسام خلية السرطان، وانتشارها لتمكنت خلايا هذا الداء اللعين وغزت الجسم البشري كله.
ان نسبة الشفاء للمصابين بمرض السرطان هي 35%، وكما ان مدة البقاء على قيد الحياة لشخص المصاب تتراوح من سنتين الى خمس سنوات، قبل ان يفارق الحياة بفعل هذا المرض.
كيف لوطن مصاب بسرطان الفساد ان يعيش 14 سنة ومازال يقاوم هذا الداء ؟ اذن لابد من وجود شخوص سياسية تعمل كمضادات ضد انقسام الشخوص الفاسدة للاطاحة بالعملية السياسية وزعزعة النظام العراقي، ان الفرد المراقب لسير العملية السياسية داخل العراق ممكن ان يشاهد مدى الفساد الحاصل من قيادات العراق واتباعها، وكم هي مؤلمة تلك الارقام البليارية التي سرقت من خزين الدولة تحت مسمى او بدوت مسمى للمشاريع تأهيل العراق،
وكما لاينكر عدد الشهداء الذين سقطوا جراء تنازلات من اجل البقاء على كرسي الحكم، وارتفاع نسبة الفقر، حتى اصبح العراق ينافس على المراتب الاولى في العالم من حيث اختلاس الاموال، وحالات القتل، والتهجير، والاغتصاب، وعملية السطو، والاختطاف، ناهيك عن ارتفاع درجات الحرارة، قد يكون الامر متعلق بالمناخ الجوي ولكنه يضّمن ضمن خانة التغيرات الحاصة في المنطقة العراقية.
بعد تدهور الوضع الامني داخل العراق قبل ثلاث سنوات بشكل عام والمناطق الغربية بشكل خاص، كان لابد من اعادة الموازين الى وضعها الصحيح، بفتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها السيد السستاني وبدماء شهدائها الابرار، استمالة الكفة لصالح العملية السياسية مرة خرى، وتناسى الشارع العراقي افعال بعض السياسين الذين أنصهروا مع فتوى المرجعية وانخرطوا بساحات الجهاد،
هذا ماهو عليه الوضع من الناحية الامنية ومتعلقات داعش، اما من الناحية السياسية والشغل الشاغل داخل قبة البرلمان، وانت على علم عزيزي القاريء ان المرجعية قد بحت اصواتها، داعية الحكومة العراقية الى اصلاح ذات البين والنظر بعين التغير للافضل لهذا الشعب، المتهالك معنوياً اكثره منه مادياً، فلا بد من وجود الافراد المصلحة داخل قبة البرلمان، تعمل عمل الانتوبايتك كما يطلق عليه باللغة اللاتينية اي بمعنى المضاد الحيوي.
من تابع سير العملية السياسية منذ عام 2003 الى الان سيلاحظ الدور السياسي الذي قام بيه السيد “عمار الحكيم” بعد توليه منصب رئاسة المجلس الاعلى، جاب الحكيم جميع طرق السلام، نبذ الطائفية والتفرقة، دعى الى الوحدة ورص الصفوف، عمل على اعادة العلاقات للدول الجوار وعودة المياة الى سابق مجاريها، فتح طاولة الحوار مع سياسيي اقليم كردستان، اسس التحالف الوطني، تكهن بالنتائج وحذر من قمع المظاهرات بالمناطق الغربية، وضع مسودة التسوية الوطنية لفض النزاعات بين القوى المتنافرة، وحفظ ماء الوجه لهذا الشعب المتطلع لمستقبل افضل.
ان الاعتدال في زمن الاعوجاج هو اعوجاج بنظر الاخرين، كما يقول الامام “علي” عليه السلام، لذا يعتبر “الحكيم” في نظر الكتل السياسية خارج عن المنهج السياسي المتطرف والذي تصب مصالحه في غير انهر العراق، ان سبل التغير والتطوير التي وضعها “الحكيم” هي كنار على علم لايمكن انكار فضلها والخوض في التشكيك في وطنيتها.