23 ديسمبر، 2024 9:22 ص

الانتهاك الاكبر في الفلوجة  

الانتهاك الاكبر في الفلوجة  

كثر الحديث عن التي أهواها..عن الفلوجة ..عن الانتهاكات ..قسم يقول انهم مندسون , والآخر يقول انها من الحشد (الصهيومجوسي) ويسمي الفلوجة بوجود داعش (قلعة الصمود) …انهم يتحدثون عن 100 قتلو هنا و100 عذبو هناك و100 جاعو ,وغير ذلك الكثير ..
لست مهتما بكل ذلك فالحشد يسيء وداعش تسيء والحزب الفلاني يسيء ..كلها لا تهمني مقارنة بأهتمامي بأساءات (الدولة) ذلك لأنها يفترض ان تكون لنا جميعا وهي (ولي الامر) وهي المؤسسات , وهي التي نطالب حتى بفصل الدين عنها ..انها المشرعة والمنفذة..انها كل شيء..منذ سيطرت (دولة الخلافة )على الفلوجة بفضل التخادم الطائفي بينها وبين الراعي الاول (للدولة الديمقراطية) في حينه وأنا اكتب عن القصف المحرم بكل اشكاله . لعلمي بأنه الانتهاك الاكبر , واليوم سأوضح لكم مدى جرمه من الناحيتين العسكرية والقانونية وكيف انه عنف غير مبرر واستخدام مفرط للقوة من الناحية العسكرية وبنفس الوقت فهو مجرم بتشديد الجيم قانونا
الاعراف الدولية تقول ((ان العنف المحرم هو كل فعل لا مبرر او مسوغ له يهدف الى الحاق أذى نفسي أو جسدي بكائن حي ,  خاصة الآدميين)).
والعلم العسكري يقول ان هناك قوة نار( طائرات,سمتيات,صواريخ ارض ارض, مدفعية) واجبها اسناد قوة المناورة في هجومها لاستعادة الفلوجة وفي حالة عدم وجود( مناورة)  فلا داعي للقصف بكل اشكاله الا للاستنزاف وتجربتنا في حفر الباطن تؤكد ان الجندي المتخندق جيدا لا تهمه مدفعية الارض كلها وقد لمسنا مرارا كيف ان تنظيم داعش يستخدم المعول بشكل مثالي فلا احد فوق الارض وعندما يتحركون فهم يستخدمون خنادق المواصلات التي يسميها البعض جزافا بالانفاق ..فضلا عن  ان القصف الجوي الكوني على الجيش العراقي في حرب الكويت كانت تضحياتنا فيه اقل من تضحياتنا في معركة (متوسطة) مع ايران …وبما ان تنظيم داعش متخندق كما اسلفنا عليه فأن الاستنزاف واقعا جرى على غير المتخندقين من اهالي الفلوجة وخير دليل احصائيات مستشفى الفلوجة التعليمي التي قصفت اكثر من ثلاثين مرة والتي تشير الى ان ضحايا القصف كانو اكثر من 9000 مدني بين شهيد وجريح فيهم اكثر من 500 طفل شهيد فقط لا غير ولعلنا لا ننسى الآية الكريمة ((من قتل نفسا بغير حق كأنما قتل الناس جميعا )).وتجدر الاشارة الى ان هذه الضحايا سقطت دون وجود قوة مناورة ..اي قبل التعرض وقبل المعركة القائمة بكل صفحاتها , وعلى مدى طويل جدا
ومنذ ذلك اليوم وألى يومنا هذا وهناك من يستخدم تعبير (القصف العشوائي) ذلك المصطلح المظلل لأنه يوحي بأن هناك قصف غير عشوائي يمكن اسستخدامه بدقة لتدمير العدو بين السكان وهذا ما هو غير موجود في العلم العسكري بالمطلق لأن ادق مدفع في الكون ومعه ارقى طائفة واروع راصد لا يمكن ان يسدد القذيفة ضمن مساحة ضلعها 100 متر , أي ان القذيفة ستسقط ضمن عشرة بيوت وداعش كما نعلم لا تسكن عشرة بيوت متلاصقة مما يوضح ان الخسائر ستكون بالمدنيين…عليه اقترح على الجميع مغادرة المصطلح المضلل (القصف العشوائي) واستخدام مصطلح القصف  (غير المبرر عسكريا) ولا داعي لذكر ان الصواريخ ارض ارض (القاهر) لعصائب اهل الحق هو الأشد فتكا بالمدنيين كونه محور محليا بزيادة قدرته التدميرية فأصبح برأس حربي يزن ربع طن مما قلل من دقة اصابتهننتقل الى الجانب القانوني (القانون الدولي) ونختصر شواهدنا على اتفاقية جنيف الرابعة 1949  وملاحقها للعام 1977 , ومواد اخرى , ولعله من المفيد الذكر ان تلك الاتفاقية من اقوى الاتفاقات الدولية لأن عدد الدول المصادقة عليها كان اكثر من 190  دولة وللاختصار سنترك موادها تتحدث عن قصف المناطق الآهلة بالسكان  أو محاصرتها.. مع تعليق مختصر
1.يحضر تجويع المدنيين كأسلوب من اساليب القتال ويحضر مهاجمة او تدمير او نقل او تعطيل الاعيان للمدنيين…ولعل (الدولة) حاصرت الفلوجة ومنعت وصول الغذاء والدواء اليها لزمن طويل ((ومنعت الهلال الاحمر من دخولها لعشرين شهرا)) حسب تقرير المنظمة2 لا يجوز ان يكون السكان المدنيون محلا للهجوم وتحضر اعمال العنف (والتهديد به) الرامية الى بث الذعر بين السكان المدنيين ….وهذه الحالة ليست جديدة كما يتصور البعض بل سبق لوزير الدفاع الاسبق (ابن المحافظة) ان هدد وهو يهز اصبعه بعنف ((سنهدم بيوتكم على رؤوسكم)) عندما كانت الفلوجة تقارع المحتل الامريكي .
3تعد هجمات محضورة تلك التي تستخدم  طريقة او وسيلة للقتال لا يمكن ان توجه الى هدف عسكري محدد وكذلك التي تستخدم طريقة او وسيلة لا يمكن حصر آثارها …من الواضح ان المحضور هو القصف بكافة اشكاله4 يحضر توجيه هجوم يمكن ان يتوقع منه ان يسبب خسارة في ارواح المدنيين او اضرارا بالاعيان المدنية (البيوت المزارع..آلخ) بغض النظر عن احداث ذلك الهجوم ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة…اي انه مهما كانت المعركة مطلوبة وضرورية ومقدسة للغاية فأن ذلك لا يجيز لنا ان نحدث خسارة بالارواح والاعيان المدنية .
5 لا يجوز (بأي حال من الاحوال ) الهجوم على المستشفيات …ومستشفى الفلوجة قصفت قبل انطلاق عملية تحرير الفلوجة بأكثر من ثلاثين مرة كما اسلفنا..مع قناعتي ان داعش سكن المستشفى المذكور مرات عديدة ولكن ماذا نفعل للقانون الدولي وهو القائل (بأي حال من الاحوال)هذه الاتفاقية سنها المجتمع الدولي بعد مآسي الحرب العالمية الثانية وليس البعثيين وداعش لكي يمكن التنصل منها أو احالتها لهيئة المساءلة والعدالة
فهل انتم منتهون؟؟؟؟ وهل سيبقى الاعلاميون يستخدمون مصطلح القصف العشوائي ؟؟ اللهم انا قد بلغنا والكرة في ملعب الدولة ممثلة بقيادة العمليات المشتركة …انه القصف المحرم دوليا وأخلاقيا ايها الاخوة عشوائيا كان ام منضبطا …انه القصف الذي قد يؤدي الى نصر عسكري ويخفي نقاط الخلل لدى المهاجم  ألا انه يحقق في الوقت نفسه هزيمة اجتماعية وسياسية وأخلاقية , ونصرنا الحقيقي هو النصر الذي لا عودة بعده لداعش وطالما هناك ابنة لشهيد قتلته (الدولة) بالقصف فأن هناك موطيء قدم لعودة داعش وأخواتها فكل مظلوم يمكن ان يكون مشروعا داعشيا مستقيلا
[email protected]