18 ديسمبر، 2024 7:41 م

الانتهازيّة الملاذ الأخير لأدعياء الوطنيّة السّيّاسيّة

الانتهازيّة الملاذ الأخير لأدعياء الوطنيّة السّيّاسيّة

تركيا الأعجميّة المُسلمة رفضت بالأمس أن تكون معبراً لإسقاط حزب صدّام الَّذي أحرجها ببِدعة إقليم الحُكم المحلّي جَنوبها شَماليّ العراق حيث تواجد أتراك جَبَل منبع الرّافدين أيّدها عناد بغل الجَّبَل بتجربة استمناء Masturbation استفتاء انفصال شَماليّ العراق الفاشلة لَـلَّتي شاركَ فيها دعيّ حامي الدّستور الاستعراضيّ «برهم صالح» وتمنّي Masturbation مسرور قول “ العراق انتهى ! ”، وقول مسعود بر زاني بحدود الدَّم (درود بر برزاني= صلوات Salawat !)، وترفض تركيا اليوم حصار جارتها الأعجميّة الجُّمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة لَـلَّتي لم تقف إلى جانب تركيا بقدر وقوفها إلى جانب العراق والشّام القُطرين العربيين. أوغاد الانتهازيّة فسروا لفظ فم أعجميّ إيرانيّ بأنّ بغداد عاصمته كما القُرءان العربيّ ومجد الإسلام العزيز مُضمار ما يُضمر؛ ملعبه وعُمقه الطَّبيعيّ الجُّغرافيّ الحيويّ الحضاريّ العقديّ التأريخيّ الأخويّ. أمين عام الجّامعة العربيّة الأشهر «عمرو موسى» صرَّح بأنّ “ الجُّمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة عُمقنا العربيّ وأقترح ضمّها ولو بصفة مُراقب ابتداءً، إلى الجّامعة العربيّة ” (تجاهلت العرب كحرف واو عمرو، الَّذي يُلفظ في مصر كما يُكتب. العرب تتجاهل حرف ألف مُفردة “مائة ” أيضاً لدى لفظها، بخلاف ألف “ طه، يس، رحمن ”، يُلفظ ولايُكتب). الانتهازيّة السّياسيّة لا تفهم التّضحية وتُطالب إيران بالفعل نصرة العراق دون أن تكون بغداد عاصمة إيران فقط بمحض القول، لا العكس، لا سمح الله أن تكون طهران عاصمة العراق. آخر ملوك فارس بهلوي كان مُقلّد مَرجعيّة محسن الحكيم في النَّجف ويُؤاخذ اليوم صاحب مُنظمة بدر هادي العامريّ لأنه يُقلّد مُرشد الجُّمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة سماحة الخامنئي الثَّمانينيّ لا الغِر لَـلَّذي يُعلن على الملأ التبعيّة مِن صميم قلبه بفخر؛ حُبّه للعرب وللُغتهم لُغته، وللنبيّ وآله، في حقيقة الولاء والبراء في المنشط والمكره، وأنف دعاية البتروبداوة مُرغم يتمنّى مالم ولن يكون. وهيهات، بعُدَت عن الأنف الأشد نفاقا. غرَّد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على موقع التواصل twitter: “لانقبل العقوبات اُحاديّة الجّانب وفرض الإملاءات بشأن كيفيّة بناء علاقتنا مع جيراننا”.
الموقع الإلكترونيّ للحزب الدّيمقراطيّ الكُرديّ، ذكر الجُّمُعة 5 نيسان 2019م، تلبية لدعوة رسميّة مِن الملك الاردني عبدالله الثاني للمُشاركة في المُنتدى الاقتصاديّ العالميّ السَّنويّ؛ جاءت زيارة الوفد الذي يترأسه برزاني، وقد ضمَّ فاضل ميراني سكرتير المكتب السّياسي للحزب الدّيمقراطيّ الكُرديّ وفلاح مُصطفى مسؤول دائرة العلاقات في حكومة الإقليم المحلّي، وخلف برزاني كانَ علَمه الكُرديّ لا علَم العراق.
الرَّئيس «برهم صالح» يتحَّث لصحيفة “ الشَّرق الأوسط ” السَّعوديّة اللَّندنيّة في عددها الصّادر في 26 رَجب 1440هـ 2 نيسان أبريل 2019م رقم العدد [ 14735]، على هامش مُشاركته في القِمّة العربيّة. وتطرق صالح في حديثه إلى علاقات العراق بجواره الإسلامي وعمقه العربي وأكَّد أن رئيس الوزراء العراقيّ «عادل عبدالمهدي» المُنتظَر سيزور السَّعوديّة ودُولاً أخرى مُنتصف نيسن الجّاري. جاءَ في نصّ الحديث التشريفيّ، ردّاً على سُؤال رئيس تحرير الصَّحيفة اللّبنانيّ «غسان شربل»: “ هل تشعر أن العراق الضّلع المُستضعف في المُثلث العراقيّ- التركيّ- الإيراني؟، ردَّه بأداة الزَّجر لُغةً كلّا: كلّا ويقيناً كلّا. مر العراق بظروف صعبة. قد يختلف المراقبون متى بدأت الأزمة العراقية. لكن لا خلاف على أن المشكلة في العراق تفاقمت بوصول صدام إلى السلطة عام 1979م. ثم جاءت الحرب العراقية- الإيرانية واجتياح الكويت والحصار وبعده 2003م. على مدى أربعة عقود من الزَّمن لم يعرف العراق الاستقرار.. الآن بعد الانتصار المتحقق ضد «داعش»، تحول كبير، يعود قادراً ومقتدراً إلى المنطقة. نحن جزء من هذه المنطقة ولدينا جوار إسلامي يتمثل في إيران وتركيا، ولدينا هذا العمق العربي. نحتاج إلى علاقات جيدة مع إيران وبيننا وبينها 1400 كيلومتر ولدينا مصالح ووشائج وأواصر تاريخية وثقافية واجتماعية، وكذلك مع تركيا. من مصلحتنا أن تكون لدينا علاقات جيدة مبنية على حسن الجوار والمصالح المشتركة. هذا هو واقعنا وثوابتنا الجغرافية، والتراكم التاريخي الذي يجب أن نتعامل بموجبه. أنا متفائل بأن العراق نجاحه مطلوب. ما لمسته من خلال الزيارات المتبادلة مع دول الجوار أن هناك مصلحة إقليمية بدأت تتجسد في التمسك بالنجاح العراقي ودفع العراقيين نحو الاستقرار. كل هذه الدول قد تختلف في أجنداتها المباشرة حول هذا الموضوع أو ذاك، لكن تقديري أن نجاح العراق وتمكنه من تجاوز التحديات الحالية قد يمثل نقطة مشتركة في المصالح بين هذه الدول. إن إيران جارة لنا وساعدتنا ضد الاستبداد وضد «داعش». القول إن لإيران وجودها وتأثيراتها صحيح. كما أن للعراق تأثيراته داخل إيران. التأثير متبادل لكن القرار العراقي في النهاية متمثل في المؤسسات الدستورية أي الحكومة والبرلمان والقضاء وهناك عملية انتخابية تشارك فيها الأحزاب. نحن نعيش في هذه المنطقة ونراعي في قراراتنا العمق العربي والوضع الإيراني والتركي والخليجي ”.
تزامَنَ الحديث مع احتمال تحوّل مُماثل في الجّوار؛ مِن قبيل: مُرشح المُعارضة «أكرم إمام أوغلو Ekrem İmamoğlu»، انسلخَ مِن عُمُره نحو نصف قَرن، مولود مدينة Trabzon (شَمال شرقيّ تركيا على ساحل البحر الأسود على طريق الحرير التأريخي، البوّابة التجاريّة للجّارة الجُّمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة والقوقاز، جُلّ سُكّانها أتراك ويونانيون البنطيون)، عام 1970م وتخرَّج في جامعة إسطنبول حاصلاً على بكالوريوس إدارة أعمال، مثل الرَّئيس إردوغان الَّذي درس إدارة الأعمال في جامعة مرمرة، وأصبح إمام أوغلو عضوا بارزا في حزب الشَّعب الجُّمهوري المعارض عام 2008م، عندما كان إردوغان رئيسا للوزراء وفي عام تسلم إردوغان رئاسة الجُّمهوريّة، استمرت شعبية إمام أوغلو بالتوسع في إسطنبول التي يقطنها أكثر مِن 15 مليون نسمة، حتى اُختير مُحافظا لبلدية Beylikduzu، أحد أحياء القسم الاُورُبي لإسطنبول، يفوز بالانتخابات البلدية لإسطنبول كما فازَ سلفه إردوغان آنَ صوَّت سُكانُها لإردوغان واختاروه مُحافظا لها عام 1994م، واستمر عهده 4 أعوام، مهدت لقيادته لتركيا، مُتفوّقاً إمام على رئيس الوزراء التركي السّابق بن علي يلدريم، الذي وضعه إردوغان ليحسم معركة العاصمة التأريخيّة التجاريّة لتركيا، بحصوله على 4159650 صوتاً مقابل 4131761 صوتا لمرشح حزب العدالة والتنمية يلدريم، لينتزع المقعد الأهمّ في الانتخابات البلديّة، وللغريمين تاريخ مُشابه أيضاً في عالم كرة القدم، إذ مارس إردوغان هذه الرّياضة كلاعب “شِبه مُحترف”، ومثله لعب إمام أوغلو مع فرق كُرة قدم على مُستوى الهواة، وقد يُشكّل تهديداً حقيقيا لإردوغان في لُعبة الانتخابات الرّئاسيّة، بحلول مُرور قَرن مِن الزَّمَن على انتهاء السَّلطنة العُثمانيّة عام 2023م، موعد الانتخابات الرّئاسيّة في تركيا. واستمر إمام أوغلو على طريق النجاح في عِدَّة مجالات، مِنها إدارة شركة مُختصة بأعمال البناء، وبتأسيس وإدارة نادي Trabzon سبور لكُرة القدم، الذي أصبح في فترة قياسيّة مِن أفضل الأندية في الدَّوري التركي المُمتاز.
في ذات عدد صحيفة الشَّرق الأوسط، صحافيّ لبنانيّ آخر «سمير عطا الله» يستهل زاوية الرَّأي مُتحدّثاً: “ذهب الرئيس صائب سلام إلى العراق بدعوة من «السيد النائب، صدام» وعاد يحدّث بما شهده من نهضة: المصانع، الزراعة، العلوم، وتفاؤل الناس بالمستقبل. بعد سنوات ذهبتُ أزور الرئيس سلام في جنيف على أثر احتلال صدام للكويت. وقال لي جملة واحدة: الغرور، لا يبقي على شيء!. شاهدنا بدايات ونهايات كثيرة في العقود الأخيرة. كلها متشابهة. وعندما أتأمل مسيرة إردوغان، تفزعني المقارنات. أليس غريباً أن يصر على أن يكون قصره من ألف غرفة، عدد غرف قصر نيكولاي تشاوشسكو؟ أليس غريباً أن يفاخر، مثل صدام، بمغامراته العسكرية و«صموده» الأبي فيما أرزاق الناس تتهاوى، وفيما التضخم ينبئ بأنه سيصل ذات يوم إلى ما وصل إليه الدينار العراقي والدينار اليوغوسلافي و«بوليفار» نيكولاس مادورو؟”.
ويتدخل رأي السَّفير السَّعوديّ لدى الإمارات «تركي الدخيل»: لا أدري، لماذا تذكَّرتُ، شاعرَ العراق العظيم، محمد مهدي الجَّواهريّ (حولَ الجَّواهريّ الرّابطان أدناه، كلاهُما في 1 نيسان، الأوَّل عام 2018 والثاني عام 2019م)، وأنا أقرأ قصة جو كاميرون، حين قال:
لم يبقَ عنديَّ ما يبتزُه الألمُ * حَسبِي مِن الموحشاتِ الهمُّ والهرَمُ
لم يبقَ عندي كفاءَ الحادثات أسىً * ولا كفاءَ جراحاتٍ تضِّجُ دمُ
وحين تَطغَى على الحرّان جمرته * فالصَّمتُ أفضلُ ما يُطوَى عليه فمُ.
والمُتنبي قتيل واسط وسط العراق:
.. وما الخوفُ إلّا ما تخوَّفه الفتى * وما الأمنُ إلّا ما رآه الفتى أمنا.
والفتى «مُقتدى الصَّدر» مولود النّجف عام 1974م
(أوائل سبعينات القرن الماضي.. تضج بيروت برائعة المُخرج اللّبناني «يعقوب شدراوي» “ أعرب ما يلي ” لشهور على خشبة “ مسرح بعلبك” في بيروت)
، مُقتدى يعود مِن لبنان إلى النّجف يتوكأ على عصا مُبشراً بالرَّبيع العربيّ، وجُلّاس ديناصورات النَّت وعَنت بَغل الجَّبَل، مواليد تقعّر قوس سلسلَة جبال حمرين، واسط وبغداد أعوام 1941- 1944م، مازالوا يحلَمون بالزَّعيم عبدالكريم قاسم، ولسان حالهم المائل آية 18 في سورَة طه: “ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ ”!. مع مونلوج داخلي على رأي الشّاعِر (الجّاهلي): “ عاوزنا نرجع زي زمان؟، قُل للزَّمان ارجع يا زمان! ”.
وفي العاشر مِن نيسان نسيتُ على أبواب الأحواض دلتا كرخه، كارون، وشطّ العرب/ الأهواز حذائي (مُظفر النّوّاب).