أقول لماذا الناس يبكوا ويندبوا
إذا ضاع منهم ما ينالوا ويرغبوا؟
واني اساءل هل لديهم عزة
وأظل ارثي الحال بل اتعجبُ
وأسأل شيخ القوم ما وصلوا له
هل العيش ما نأخذ وما هو نكسبُ؟
فهل عيشنا يأتي الينا بمنة
ورأس يمرغ في الثرى ويتربُ؟
هل العيش نأكله فتات موائد
ونبكي على ما فات منها ونندبُ؟
ونحزن كالخنساء في فقد صخرها
اذا فاتنا جاه وعَّز المنصبُ
هل العيش حلبات لأجل تسابق
فمن كان سبّاقا بشوطها يغلبُ
فأين خصال الصيت أين بنودهم؟
أقول لقومي أين تلك وأعجبُ
فأين تراث المجد من آبائنا؟
وهل نحن أبناء لهم أم نكذب؟
فأيننا من ذاك التراث ومجده
ألسنا بنوهم أو أبانا يعربُ؟
ألم يبنوا تأريخا لهم بدمائهم؟
أجيبوا فذا التأريخ يحكي ويكتبُ
فلم يبكوا من غُنمُّ أشاح وفاتهم
ويقعد دنيانا اذا غاب مكسبُ
ويرضوا بجاه للطغاة وذلة
لكي ينعموا والشعب حقه يسلبُ
فقد ملكوا الدنيا بحد سيوفهم
والشرق دان لهم ودان المغربُ
فقد حكموا الدنيا بحكم عدالة
وكانوا موازينا وفي الحق صُلبُ
وكانوا ليوثا يحتمي الجار عندهم
فلا قرد ساسهُّم ولا هو ثعلبُ
فكانوا رجالا لن يلينوا لغاشم
صعب المراس وفي الوغى لم يغلبوا
أشادوا صروحا لم تزل آثارها
بالعز تنطق دون أن تتهيبُ
أقول لماذا الناس أضحى حالها
تميل كميل الريح بل تتقلبُ؟
أقول لماذا الناس اندق مطبل
مشوا خلفه طرش ولم يتحسبوا
فأين سراة القوم في دعواتهم؟
فحتى ما يبقوا في الحضيض يكذبُ
فكم من ربوع ضيعوها بكذبهم
كمثل شراع غاب عنه المركب
فما الضير يا قوم قبولنا مرة
نبقى برأي دون أن نتقلبُ
أقول لماذا قد فقدنا خيارنا
عجزنا بأن نختار ما هو أصوب
جعلنا من الإسلام قولب جامد
يفسره من شاء أنى يرغبُ
فهل جاء بالإسلام حلُّ كبائر
فأين من الإسلام هذا المذهب؟
أقول نبذنا الشرع خلف ظهورنا
لكل دعيّ طول عمره يكذبُش
فوالله لا نرقى بظل ضلالة
اذا لم نصل دينا لنا ونهذبُ