18 ديسمبر، 2024 8:09 م

الانتهازية والسفلس الوظيفي

الانتهازية والسفلس الوظيفي

بيد أن تردي وتدهور الوضع السياسي في العراق، بلغ مداه بالشكل الذي بات ينذر بموت واندثار اي معنى اصطلاحي ايجابي يجد صداه الواقعي وفقا لمفهوم السياسة بعدما تحول معظم من يسمون انفسهم ساسة إلى أشخاص يتسابقون على حبازة مواقع ومناصب تمثل كانتوناتهم ضمن مفهوم اقتسام الكعكعة ليزداد الوضع السياسي استعصاء وصولا الى الخواء من اي ميزة لهذي الكتلة او ذاك الحزب، لكنها جميعا تشترك بميزة واحدة، هي؛ غياب حظوظها في ان يكون لها مصداقية على مستوى الشارع العراقي. ونتائج الانتخابات السابقة والتشكيلات الحكومية المتعددة صوريا والمتحاصصة اصوليا في تشكيلات الكابينات المتعاقبة على المشهد السياسي برهانا على منقول وها نحن نراها وقد امتدت خلاياها السرطانية الى اصغر دائرة او مؤسسة حكومبة وفقا لنهج الاجتثاث الجديد المسمى بحصة ( الحزب أو المكون) على حساب المهنبة والخبرات، وما خلفه من من آثار بنيوية عديدة.
أدى هذا الوضع المتأزم الذي يعيشه المشهد العراقي الى تنامي ظاهرة الانتهازية في عراق اليوم واصبحت من أخطر الآفات التي تنخر في أوصال المجتمع وأسسه، ومعولا هداما يعمل على القضاء على ما تبقى من القيم و المبادئ من لايرعوي عن الظهور بصفاته الانتهازية لتستكمل الصورة ابعادها الدكتاتورية والاستبدادية، .. لاسيما وأننا نلمس المبدأ الانتهازي في زمننا هذا بشكل جلي أكثر من أي زمن مضى، ولا نعني بكلامنا هذا أن العراق لم يعرف هذه الفئة من الناس إلا في زمننا هذا فالانتهازية يمكن ان نطلق عليها ( السفلس الوظيفي) الناتج عن تجانس سياسي غير شرعي وليس مفهوما جديدا يستخدمه المثقفون والسياسيون في مصطلحات القاموس السياسي الحديث، بل كان أسلوبا متبعا منذ القدم، فهي ظاهرة خطيرة تطفح بشكل عنيف في النفوس الشريرة وتظهر على السطح في الظروف العصيبة، ولها عواقبها وانعكاساتها السيئة على المجتمع كسائر الظواهر والآفات الاجتماعية الأخرى لأن الانتهازي يحطم صمود المجتمع ويجعله في بلبلة شديدة ويفقده قدرة التمييز بين الحقيقة والزيف بحيث تضيع المقاييس و المعايير فيتمزق من الداخل و يصبح كالأشلاء بل إن ممارساته الضيقة الأفق تشكل مدخلا يدفع البلاد بكل شرائحها و بكل ما .تمتلكه من قيم و مثل و إنجازات ضخمة الى الضياع والتدهور..
تشتق كلمة “الانتهازية” في معناها اللغوي من مادة ( نهز ) التي تعني اغتنم ، و الانتهاز هو المبادرة و يقال انتهز الفرصة أي اغتنمها و بادر إليها ، و هي في معناها الاصطلاحي أو السياسي لا تختلف كثيرا عن المعنى اللغوي المشار إليه فالإنسان الانتهازي هو الذي يغتنم الفرص و يستثمرها من أجل أهداف معينة تختلف باختلاف منطلقاتها فقد تكون محدودة ضيقة الأفق لا تخرج عن إطار المنفعة الذاتية القصيرة الأمد.
وتقريب المنافقين المصلحيين والانفتاح عليهم، يحقق المعنى الكلي للانتهازي، الذي سينقلب على من يقربه ويمنحه فرصة الانبعاث القمئ، وكأن العراق لا تقوم له قائمة الا بوجود هؤلاء العث.. Sent from Yahoo Mail on Android

عرض غلاف مهمّة فاشلة.. هزيمة الغرب في أفغانستان.jpeg.