5 مارس، 2024 2:57 م
Search
Close this search box.

الانتقال من الفشل إلى النجاح .. خطوات وشروط

Facebook
Twitter
LinkedIn

تعد عناصر الفشل والنجاح من العناصر المتضادة علميا ومنطقيا إلا أنها في الوقت ذاته تعد قابلة للانصهار أحيانا وتبادل الأدوار طبقا لمتغيرات مرحلية خاضعة لتأثيرات العقل والقلب وما ينتج عنهما من مخرجات تتعلق بالعواطف والإرادة والتصميم واتخاذ القرارات إلى آخره ، ورب سائل بعد ما تقدم ، كيف يمكن للعناصر المتضادة أن تنصهر ببعضها وأَن تعطي شيئاً من خصائصها لمكونات تختلف عنها سواء في صيرورة المادة ونواتها أو المرتكزات الفكرية الناشئة لها من الأساس .
وحتى لا نغوص بعيداً عن جوهر أو محور حديثنا الحالي نحاول أن نكون محيطين بالفحوى التي نعدها رسالتنا الأساسية في ما تقرؤه ، إذن فالفحوى تتمثل بالعناصر التي تمثل أسبابا مؤدية لحالات النجاح أو الفشل وهما حالتان متناقضتان بطبيعة الحال وكما هو واضح ومفهوم لدى الجميع ، إلا أن هذا الوضوح يقتصر على ما تقدم دون معرفة هذه الأسباب وكيف يمكن السيطرة عليها لتجنب فقدان السيطرة على حياتنا بالشكل الذي يجعل منها مسيرة لنا وهذا خلاف ما وجد الإنسان عليه منذ بدء خلقه أي أنه يحمل طاقات وإمكانات تجعل منه مخيرا لا مسيرا في اتخاذ قراراته أو تحديد خط حياته البياني .
ووفق ما تقدم فأننا نعتقد أن توضيح ماهيات تلك الأسباب يعد ضرورة قصوى للقارئ الكريم فأن تلك المعرفة حتى لو كانت مختصرة فإن من شأنها تحديد آليات السيطرة عليها وعلى طاقاتها ومن ثم من الممكن السيطرة عليها وإدارتها بالشكل الذي يخدم الإنسان ويجنبه التعرض للخيبات الحياتية في أي من الجوانب المختلفة منها .
إذن فما هي تلك الماهيات التي تتكون منها أسباب نشوء العناصر المؤدية للنجاح أو الفشل ؟
هذه الأسباب عزيزي القارئ ما هي إلا نتاج مادي لترسبات عقلية تراكمية عبر سنوات ليست بالقليلة أو عقود زمنية عدة تتحول تلك الترسبات إلى أفكار رصينة تشغل حيزا من العقل لتتحول فيما بعد إلى إيمان مطلق بشيء ما ، هذا الإيمان يسير الطاقات المنبعثة من الهالة الإنسانية ليؤثر بمحيطه لاحقا عبر حلقات الشاكرات التي تستقبل الطاقات الناتجة من الهالة لتحول الإيمان بالشيء إلى حقيقة واقعة من خلال التأثير في المحيط الحياتي سواء كان بالعمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية لتحولها إلى حالة مقاربة إلى الفشل الذي يؤمن به المعني والعكس صحيح فيما ينطبق على حالات النجاح.
هنا وبعد إيضاح آليات تكوين ونشوء العناصر المتضادة بقي إيضاح كيفية انصهار تلك العناصر مع بعضها وإعطاء نتائج معاكسة تماما عن ماهيتها السابقة ، ويأتي ذلك عبر إجراءات قد توصف أحيانا بالصعبة إلا أنها ممكنة جدا وفق ما يتمتع به الإنسان من قدرات لا متناهية أعطيت له من قبل الخالق جل وعلا .
تتمثل تلك الإجراءات بتفكيك العناصر إلى أصولها ثم بنائها مجددا ويكون ذلك عبر السيطرة على الشاكرات وحصرها ضمن الهالة حتى يتم مراجعة الأفكار المسببة لحالة الايمان المطلق بالشيء وإنتاج أفكار أخرى مبنية على منطلقات ورغبات جديدة ومن ثم فإن الأفكار الجديدة ستتطور لاحقا إلى إيمان مطلق جديد بحالة جديدة ليتم تصديره إلى الهالة البشرية التي ستنقله عبر حلقات الشاكرات إلى المحيط للتأثير به وفق المستجدات التي حصلت نتيجة تغير فكرة ما .
هذه العملية تسمى بانصهار العناصر المتضادة ، أي أنها عادت بهيأة ثم انصهرت بمصدرها لإحداث تغييرات سيكولوجية ثم إنتاج أخرى مختلفة عنها تكوينيا وتأثيريا ، ومن ثَمَّ فإن مصدر الانصهار لتلك العناصر هو العقل البشري ، أي أن مصدرها هو واحد ، والمصدر الواحد ينتج متضادات قابلة للتغير حسب ما يقرر أو يريد ذلك المصدر ، لذا فعلينا تذكر الاختلاف الجوهري بين العناصر المتضادة متعددة المصادر أو تلك التي تنتج من مصدر موحد كما هو الحال في موضوع بحثنا الحالي ، ومن ثَمَّ فإن الاختلاف في النتائج مهما بلغ من التناقض الجوهري داخل الإنسان فهو قادر على التلاعب به وفق قرارات حاسمة يتخذها هو قبل غيره .
وحتى نكون واضحين اكثر فأن التغيير يكون ناتجا عن الايمان بالقرار الاصوب لا الرغبة بالتغيير دون الايمان بذلك التغيير والفرق شاسع بين الحالتين .
وأخيرا .. فإن محصلة ما تطرقنا إليه تخرج بنتيجة واحدة مفادها أنه لا يوجد فشل مطلق أو نجاح مطلق لدى الإنسان وحياته ، بل هناك ظروف أدت إلى الفشل وأخرى تقوده للنجاح وأنه أي الإنسان قادر على تغيير المعطيات الآنية وفق خطوات سيكولوجية وأخرى أيديولوجية يقوم بها وفق قرارات مصيرية حاسمة ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب