20 ديسمبر، 2024 2:10 ص

الانتفاضة الشعبية..جيش الاحتياط الوطني

الانتفاضة الشعبية..جيش الاحتياط الوطني

ليست الخيانة او التخاذل في الحروب امرا طبيعيا,لكنها ليست حالة او قاعدة شاذة تماما,انما هي احدى ادوات العدو المهمة,عرفتها مختلف المعارك والحرب عبر مر العصور والازمنة,فكانت جيشا ثالثا اوثانيا بعد او قبل الاعلام, وخصوصا في فترة الحرب الباردة,التي كانت الجاسوسية سلاح التفوق الامبراطوري بين القوى العظمى المتنافسة على سباق فرض قوة الهيمنة للقرن الجديد,لكن ان تكون الخيانة والعمالة في سبيل تدمير الوطن والشعب,عبر فتح ابواب المدن والقرى والمحافظات للجماعات البربرية الخارجة على الطبيعة الادمية وحتى الحيوانية,كما حصل في محافظة الموصل وبقية المدن والقرى الواقعة في المناطق الغربية من العاصمة بغداد,فهذا امر يحتاج الى وقفة وطنية شاملة لتقييم الموقف ومعرفة مستوى الخيانة والتواطئ التي وصل اليها البعض,ممن ارتضى ان يبيع ارضه وعرضه وشرفه للمرتزقة المأجورين القادمين لتخريب بلادنا العربية,يسلمون مدنهم وبيوتهم لمن يطرق ابواب العوائل الشريفة يبحث عن حورية مشاعة له وللشياطين الاخرين,قادمون بدين لم نسمع به من قبل,ولم يفعله ايا من فرق الخوراج التي عرفها التاريخ الاسلامي القديم والحديث,بحجة ان في المدينة جيش للرافضة,اي جيش وقد تخاذلت بعض القيادات العسكرية من الضباط والمراتب وجلهم من العرب والاكراد السنة,ثم تعالوا ياشركاء الوطن لنضع النقاط على الحروف..

متى كان الحكم عربيا سنيا,فالعراق وجميع الدول العربية كانت مجرد مسميات غائبة عن العالم,فبعد انهيار الدولة العباسية تحول الامر الى ايدي الصعاليك والمماليك ,واصبح العرب جميعا عبيدا للامبراطورية العثمانية,ولما مرض هذا العجوز الخرف,قامت ثورة الشريف حسين في شبه الجزيرة العربية,اختلط فيها دم الشيعي والسني ببقية الاقليات الاصيلة في اروع ملاحم ثورات التحرر العربي,ولم تعرف المنطقة العربية حينها اي اثر للفتن الطائفية حتى مجيئ قوافل الشر المتصهينة من صحراء نجد (الوهابية وابن سعود),فكانت رؤية وافكار المستعمر الاجنبي بجلب الاقليات الاثنية او الدينية الى الحكم,من اجل ضمان مصالحها, عبر وضع تلك الاقليات في عنق زجاجة محكمة,وهكذا كان حال بقية الدول العربية في عهود او فترات الحكم الملكي,وعندما شعر المستعمر بارتفاع نسبة وطنية بعض الملوك(مصر ,العراق,ليبيا,اليمن,وبعض دول الخليج ,الخ),اسقطت تلك الانظمة بالانقلابات العسكرية, وغيرت وجوه بعض امراء البترول ,ولم تجعل تلك الانظمة تشعر بالامن حتى استقر الاستعمار على عملائه الاوفياء( البكر وصدام في العراق,انور السادات وحسني مبارك في مصر,القذافي ليبيا,علي صالح اليمن,والبقية في الجزائر وتونس,والذي خرج عن ارادتهم فقط حافظ الاسد),وبعد ان تغيرت نظرية التجارة الحرة في العالم,وانتهت فترة الحرب الباردة,وظهور كتلة الاتحاد الاوربي,اصبحت رغبة الشركات الامبريالية الرأسمالية تحويل الانظمة الشمولية الى انظمة ديمقراطية تؤمن بنظام التجارة الحرة,فلاشيئ اسمه انكم تحكمون الشيعة او اي شيئ اخر,هناك انظمة دكتاتورية مستبدة استنزفت ثروات ومقدرات وطاقات شعوبها, خدمة للاستعمار والامبريالية والرأسمالية العالمية,هذا بالمختصر,علما ان الشيعة يعدون من اكثر شعوب الارض ثورة ضد الانظمة المستبدة الظالمة,وهم الفرقة الاسلامية الوحيدة التي تصرح في تشريعاتها الفقهية جواز الخروج على الحاكم المستبد مسلما كان او غير مسلم ,فهل تعرفون امة على وجه الارض قاومت الحكام الظلمة اكثر من الف عام,ثم دعونا نسأل سؤال طبيعي جدا.

من الذي مارس عقوبة قطع السنة البشر….وقص اذانهم…وسمح لابنائه واقربائه اغتصاب بنات شعبه…من دمر الحرث والنسل بحروب خاسرة…من كان يعتقل الابرياء والاطفال والنساء ويعذبهم في السجون ليس بتهمة الارهاب ولكن بتهمة ان ازواجهم او اخوانهم او ابنائهم مؤمنين يرتادون المساجد والحسينيات..من هو اكثر حكام الارض اجراما في القرن العشرين اصدر مئات الالاف من الاحكام الجائرة بالاعدام بحق الابرياء من ابناء بلده,وضرب ششعبه بالاسلحة الكيماوية…الخ.

ولنسأل الاخوين اسامة واثيل النجفي ماذا تفعلون في تركيا,وماهي العلاقة التي تجمعكم برجل تركي يبحث عن اعذار وحجج لاعادة رايات ال عثمان للمنطقة,وقد عرفتم حسرة احمد داوود اوغلوا على ضياع الموصل لعدم الاستمرار والاصرار في المفاوضات مع البريطانيين(كما جاء في كتابه الذي ترجمته قطر شبكة الجزيرة,العمق الاستراتيجي…),الم تستشعروا الخطر التركي وجرائمهم في سوريا….الخ.

ان بشاعة ووحشية الارهاب القادم من خلف عصور الظلام والازمنة الغابرة,وكثرة الضحايا ونزيف الارض المستمر,والذي فاق وتجاوز ماتسببه الحروب المعروفة بين الدول,فهذه الجماعات كل شيئ لديها هدف مباح,لاترعوي عن استهداف الطفل والمرأة والشيخ والعاجز والمريض فضلا عن الانسان العادي,ومشاهد الخراب الذي احدثته في بلاد الشام,والتي يدفعهم المتأمرين والخونة واعداء الشعب العراقي لتكراره في بلادنا,لايمكن تصوره او تحمل اثاره المدمرة دون رد,وبما ان علامات واشارات وخطوات التأمر واضحة في احداث الموصل,تلك المدينة التي اصبحت رائحة الخيانة تزكم الانوف,وصارت قوتها كشرارة معركة بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية التي زلزلت امريكا اليابان بالقنابل الذرية (هيروشيما ونكازاكي),اصبح لزاما ليس على الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة فقط,بل على كل انسان عراقي حر شريف غيور على دينه وعرضه ووطنه,ان يدعم حملة المليون متطوع في جيش الاحتياط الوطني,رديف الجيش النظامي,وانا اول المتطوعين بحول الله وقوته, فهذه ليست معركة الجندي او الشرطي او رجل الامن وحده,انها معركة المصير, التي لن تتوقف عند حدود العراق انشاء الله,بل سنتوقع ان يعلن الشعب استعداده للذهاب للجهاد في سوريا, لمساندة ومساعدة اخواننا المبتلين بداعش والقاعدة والصهاينة,كما ونطالب السياسيين الوطنيين الاحرار ان لايقفوا بوجه المد الشعبي بشعارات ومؤتمرات وعبارات تخديرية جوفاء كالمصالحة ,كي لايستغلها الارهاب مرة اخرى ويجعلها غطاءا للاختفاء والاختباء خلفها,كما كان يفعل في مخيمات الارهاب لمعارضة الدولة والدستور,وعندما تهدأ الامور يعود لممارسة جرائمه وافعاله مرة اخرى,انها حملة لاقتلاع الارهاب من الجذور ,ولن نسمح لاي جهة حكومية او مدنية ان تقول عفى الله عما سلف لداعش والخونة الجبناء,بل نريد القصاص وتطبيق عدالة السماء بحقهم,ولن نرضى بغير حكم الله عزوجل بهم..

أحدث المقالات

أحدث المقالات