بالأمس مرت علينا مرور الكرام وأقولها” بكل حرقة وفي القلب لظى ” ذكرى تحملٌ من الالم والاسىْ مالم تحملها غيرها من الذكريات العصٌيبة التي مر بها تاريخنا المعاصر , لابل هي من أكثر الذكريات التي
ظلُمُت وهي أقرب للنسيان !! , ففي تسعينيات القرن الماضي وبالتحديد في اذار 1991 وبمثل هذه الايام تحديداً حيث تزامنت مع ” شهر شعبان المبارك انتفض الشعب العراقي ضد نظام البعث الذي جثم اكثر 35عام على صدور العراقيين ومن ذلك جاءت التسمية .لقد كانت شرارتها الاولى من البصرة الفيحاء ثم سرعان ما انتشرت الى كل محافظات العراق وكان لمحافظات البصرة وميسان دوراً كبيرا في توهج الثورة حتى وصلت أوجها في النجف وكربلاء ومن ثم سافرت بعيداً
الى شمال العراق ومن الخطاء ان ينعتها البعض بانها كانت من لون واحد فقد شارك فيها كل الوان الطيف العراقي الاكثر من سبعة الالوان “فحتى ثورةالشهيد الطيار محمد المظلوم في الانبار كانت امتداداً لهذة الانتفاضة المباركة مع فارق زمني بسيط.
. وغير خاف كيف تصدى نظام البعث بوحشية مع سكان تلك المحافظات .ويمكن القول انها كانت رداً مزلزلاً ومدوياً بل هي صدمة كبيرة لنظام البعث فضلاً عن كونها أيقظت الشعب بضرورة شحذ الهمم للتخلص من هذا النظام الذي يحكم بالحديد والنار وهي بمثابة رداَ على الاهانة الكبيرة التي مني بها الجيش العراقي آنذاك جراء حماقات النظام البائد في غزوة للكويت .
وبرغم من قصر عمر الثورة بعض الشيء ,وما يؤخذ عليها انها كانت بلا قيادة او قيادة موحدة ومنَظمة الانها استطاعت ان تحقق جزءٍ كبيراَ من اهدافها الا وهو تحطيم جمهورية الخوف وكسر قيود الذل التي قيدت الشعب آنذاك وبث روح الامل بإمكانية القضاء على هذا النظام الذي بات ضعيفاَ وهزيلاَ ومنكسراَ وعرت اكذوبة منظومتهٌ الامنية والاستخبارية التي لا تقهر ,وحطمت ذلك الصمت المطبق الذي كان جزء من حياة الناس في ذلك الوقت.
وفي الحقيقة أن الشعب العراقي بانتفاضته هذه قد سبق الدول العربية التي انتفضت على الانظمة العربية الشمولية بما بات تسمى بثورات الربيع العربي وهذا يحسب لهذه الانتفاضة.
وبرغم كل ما حققته تلك الثورة في تعجيل ترحيل النظام المُبَاد , الا ان الاحزاب السياسية التي حكمت العراق اليوم ادارت ظهرها عند هذا الحدث الكبير ولم تستذكر تلك الثورة ولو بكلمة واحدة والاغرب ان من تضرر بسبب مشاركته لهذه الانتفاضة لم يحصل على شيء يذكر على عكس ما حصلت عليها الاحزاب التي تقاسمت حكم البلد كونها لم تكن جزء منها او انها ساهمت فيها لابل لم يتبناها اي احد من هذه الاحزاب وكأنها ولدت يتميه !!؟ , ونخشى ما نخشاه ان تصبح هذه الانتفاضة في طيُ النسيان ولا يستذكرها التاريخ وتندثر كما اندثرت حوادث اخرى , مالم نقم بأحيائها , واذا كانت تلك الاحزاب فعلا لديها السطوة على القرار السيادي ولم تقيم مأتما او تأبيناً تستذكر فيه تلك الدماء الزكية فهذا لا يعني ان لا نمر على هذه الذكرى مرور الكرام بل يجب ان نستذكرها
بكل فخر واعتزاز ونطالب بتشريع قانون يطالب بحقوق الشهداء والجرحى والذين تضرروا نتجة المشاركة بهذة الثورة الشعبية. وعلينا ان ننحني لأولئك الابطال الذين كانوا فعلا في مقدمة قوافل الشهداء الذين قالوا كلا لا أكبر الطغاة وكانت دمائهم الزكية الطاهرة نبراساَ ومشعلاَ يضُيئ لنا الطريق نحو التحرر وكسر قيود الصنمية الحديثة
التي ابتلينا بها اليوم, وكلنا امل بان يشارك الشعب في رسم سياسة بلدة من خلال المشاركة بالانتخابات العامة بعد ايام قلائل واختيار من يستحق ان يكون في هذا المكان ومعاقبة المفسدين بعدم اعادة تدويرهم مرة اخرى. وفي ذلك تتحقق العدالة بأبهى صورها ….