الهجوم على تنظيم الدولة الاسلامية داعش الارهابي يمتد من الرقة الى الفلوجة أي انه شامل وكل القوات المتصدية للارهاب تحقق تقدماً وتنزل ضربات موجعة لهذا التنظيم ،فهذا الهجوم اشعر المواطنين العراقيين والسوريين بجديته لانه لا يترك مجالاً للاهاربيين للمناورة والهروب عندما يضيق عليهم الخناق فهم الان محاصرون في الفلوجة وكذلك في الرقة.
لقد سبق هذا في بلادنا ازاحة سيطرة داعش الارهابي من الرطبة وهيت والحدود والمركز الحدودي مما ادى الى خسران العمق الذي كان يتحرك فيه، وفقد اسناد كل منهما للاخر.
الواضح ان الانتصار اصبح قاب قوسين او ادنى في المدينتين وهو ما يفتح المجال واسعاً لدحر الارهاب في المنطقة وانتزاع الاراضي التي سيطر عليها.
لاول مرة في المعركة ضد الارهاب العامل الدولي ينسق ما بين اطرافه بشكل فعال عسكريا ويغير من ستراتيجيته ويستجيب الى المطالبات بضرب بؤر الارهاب المتحصن بها.
منذ البداية تعالت الاصوات بان لا تجزأ المعركة، وان يكون امن المنطقة واحداً بغض النظر عن النظم السياسية اليوم تتجه القوى الى قطع شرايين الدواعش ما بين العراق وسوريا، وبذلك نصيبه القتل لا يمكن ان يلتقط انفاسه ويستجمع قواه لينفرد بكل بلد على حده او يتنزع بعض التسهيلات من التناقضات القائمة بين الانظمة والتي اغمضت العين عن نشاطاته بدعوى انها ليست في ساحتها فالتعاون الاممي في مكافحة الارهاب بين الدول ينص على المصالح والمبادئ العليا للاوطان والمواثيق الدولية وقرارات الامم المتحدة وعلاقات حسن الجوار، وذلك لحشد الامكانات والخلاص بسرعة مما تواجه من شرور.
فمن هنا المعركة لا تتجزأ ضد الارهاب اينما كان هذا الاخطبوط السرطاني ممتد، لذلك الانتصار في الفلوجة وبداية المعركة فيها يشد من ازر المقاتلين في الرقة عاصمة ما يسمى بالخلافة الاسلامية، والعكس ايضاً صحيح وسنرى هذه المساحة خالية تماماً من الارهاب وسيفقد ملاذاته الواحد تلو الآخر، وليس امامه سوى الهروب، وسيختفي حتما من مواجهة القوات الوطنية.
ان الانتصار في المدينتين سيفتح الطرق لانهاء تواجده في الموصل وبقية انحاء بلادنا الى جانب تحرير دير الزور وحلب وبقية المناطق ولكن هذا الانتصار العسكري لابد ان يعزز بانتصارات سياسية واجتماعية وايجاد تسويات تاريخية للخلافات في داخل بلدان المنطقة كل على حده واحترام ارادة شعوبها كي لا ينمو ثانية ويظهر بمسميات جديدة حينما تكون الاعمال غير منجزة تماماً.