7 أبريل، 2024 5:59 ص
Search
Close this search box.

الانتصار يتحقق بالتظاهرات وليس بالحماقات

Facebook
Twitter
LinkedIn

من المعلوم أن التظاهرات والاحتجاجات السلمية حق مشروع للمواطنين كفله الدستور الذي تمت كتابته بأيدي السياسيين أنفسهم . وهي أكبر وسيلة ضغط من أجل تحقيق الاصلاح الحقيقي الشامل . ولكي تكون التظاهرات ذات قيمة مؤثرة يعترف بها العدو والصديق لابد من خلوها من ردود الأفعال العنيفة ومن جميع أنواع الهمجية والفوضوية وارتكاب الحماقات التي لا تصب في صالح المتظاهرين . جميع شعوب العالم ومنظمات الأمم المتحدة تشاهد كل التفاصيل اليومية في ساحات التظاهر في بغداد وفي المحافظات الأخرى ، وهي تراقب ما يجري هنا وهناك ، وهذا يتطلب من الأخوة والأخوات المتظاهرين الالتزام الكامل بشرعية المظاهرات وبقدسيتها وعدم فسح المجال للعابثين بأمن وسلامة البلد لتشويه صورتها أمام الرأي العالمي وأمام شعوب الأرض . ان العراق بلد الحضارات وتاريخه مليء بالكثير من الصور المشرقة الزاهية ، والواجب الوطني والأخلاقي يفرض علينا تقديم صور رائعة جميلة للعالم أجمع يكشف عن حقيقة وجوهر العراقيين الأصلاء الشرفاء . ومن يتصور أن البطولة والشجاعة تتمثل بإشعال النيران والمساس بمؤسسات وأبنية الدولة هو واهم ولا يملك أي ذرة من الشجاعة والنخوة . لأن تلك المؤسسات والأبنية ملك الشعب وليست ملك الحكومة أو أي سياسي ، والمحافظة عليها واجب وطني يفرضه المنطق علينا ان كانت لدنيا فعلا نوايا حقيقية للتغيير والاصلاح . كما أن ارتكاب الحماقات الصبيانية واشاعة الفوضى و السماح لكل من هبّ ودب للعبث بالحياة العامة سوف يفقد التظاهرات شرعيتها ويسحب البساط من تحت أقدام المتظاهرين ، وفي نفس الوقت يعطي الضوء الأخضر للفاسدين بالاستمرار على نهجمهم بذريعة فشل التظاهرات وخروجها عن المسار الصحيح . جميعنا نعلم علم اليقين أن هناك جهات كثيرة لا تريد للعراق أن يهدأ ويستقر ، وتحاول خلط الأوراق مع بعضها وتأجيج الوضع خارج حدود التظاهر السلمي المشروع ، كما أن البعض من وسائل الاعلام تشترك في هذه المهمة غير الأخلاقية وتريد أن تجعل من المتظاهرين حطبا لنار لن تخمد . ولذلك على المتظاهرين القيام بإفشال جميع المحاولات لتشويه صورة التظاهرات وعزل الصالح من الطالح وعدم فسح المجال للمخربين من التحرك بحرية بينهم . ان الأجواء المرتبكة غير الواضحة المليئة بالخراب والدمار لن تكون أجواء صحية ملائمة لتحقيق الانتصار وفرض ارادة الجماهير من أجل التغيير والاصلاح الشامل ، بل العكس من ذلك تماما سوف تضيع حقوق المواطنين في زحمة الحماقات التي لا مبرر لها على الاطلاق .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب