23 ديسمبر، 2024 2:35 م

الانتصار الروسي وإعادة التموضع الامريكي…..!

الانتصار الروسي وإعادة التموضع الامريكي…..!

ليس هناك من فرق يمكن أن يميز دولة عن أخرى كالفرق في وسيلة الدفاع والحقوق والمصلحة الدائمة حيث يقول المبدأ السائد انه لاتوجد صداقات دائمة ولا عداوات دائمة ولكن هناك مصالح دائمة , فالدول الضعيفة المتأخرة تحكم غرائزها في الدفاع عن النفس وبذلك يفنى الصديق ويفوز القوي,أما الدول القوية الناهضة مثل أمريكا وروسيا والصين فإنها تحكم عقولها للتخلص مما يحيق بها من أخطار وشرور .
والاتفات في هذه المرحلة إلى بلد مثل سوريا كصفحة متواصلة من مشروع الشرق الأوسط الكبير وان عملية تجريدها من أسلحة الدمار الشامل والغرض من ذلك كما فعلوها في العراق وتم احتلاله وغزوه بتلك  الاكذوبه , وبعد سوريا سيتم التعاطي مع إيران وباكستان حيث ان هناك مخطط للتحكم بالمواقع النووية الخارجية على صعيد القانون الدولي, اما قضية إسرائيل في المجال النووي والجرثومي فلن تلاقي اهتماما من قبل الاتحاد الأوربي أو أمريكا واعتبارها حالة خاصة استثنائية لا ينطبق عليها القانون الدولي ولا يعير لها الرأي العام العالمي أي اهتمام.
أما بالنسبة إلى مؤتمر جنيف 2 فان إيران ترغب بحضور هذا المؤتمر والمشاركة في فعالياته  ونرى جليا عملية التخابر الأمريكي الإيراني بين اوباما وروحاني لأول مرة حيث لم يتصل أي رئيس أمريكي برئيس إيراني منذ عام1979 مثل ماحصل قبل أيام وصرح  روحاني بان هناك تبدل في اللهجة الأمريكية تجاه إيران في هذه المرحلة.
وقد توافق الولايات المتحدة الأمريكية على حضور ايران مؤتمر جنيف 2 لان الأمريكيون الان يلعبون لعبة دبلوماسية متعددة الجوانب مع القيادة الإيرانية الجديدة وان مواصلة المواجهة مع إيران عبر الوسائل العسكرية فقط يشكل بالنسبة لأمريكا نفقات تهدر في طريق مسدود ومن الأفضل لواشنطن لو تشكلت في إيران معارضة فإنها مستعدة للتعاون معها وهذا هو الأسلوب الأمريكي المألوف وان حضور إيران المؤتمر يرفع من شان أمريكا ويحسن من سمعتها ويخرجها من الأزمة إلى حد في ما,ولكن ليس بالمجان بكل تأكيد مقابل دعمها  في بعض القضايا ويعتبر حضور إيران في جلسات جنيف 2 بقاء النظام السوري التي تطالب أمريكا برحيله أولا وان حضور إيران وموافقة أمريكا يشكل الهدف الأول منها البقاء على حكومة بشار الأسد من ناحية وحيث إن تقاليد السياسة الفارسية ونظرتها للموقف الراهن تختلف بعض الشيء في هذا المجال وهم في كل الأحوال سيتطرقون كما يرون ذلك مفيدا لهم وحيث إن بشار الأسد يتمتع بشخصية إعلامية بفعل الاحداث الجارية في الشرق الأوسط وخاصة سوريا إلا انه عنصرا ليس هاما في السياسة الإيرانية وفي هذا الجانب فان إيران والولايات المتحدة إذا ما بدا بينها الحوار في جنيف 2 مثلا فمن الممكن تماما أن يتفقا على رحيل بشار الأسد وتوفير ملجأ امن له على أن تحل محله حكومة توافقية تلبي مصالح الجانبين ولا نستبعد مثل هذا الحل .
إن تحالف إيران وسوريا هو بحد ذاته تحالف غريب فإيران بلد شيعي وسوريا بلد سني وبين البلدين تناقضات يتعثر تجاوزها لذا فان أي تحالف بينها يعد أمر افتراضيا وان مشاركة إيران كدولة أساسية في مؤتمر جنيف 2  مفيدة للأمريكيين كما اعتقد لان في حال الضرورة لاحقا يمكنهم باتهام إيران إفشال الاتفاق وخلق مبررلممارسة الضغط عل إيران مرة أخرى.
أما تقاليد السياسة الروسية الجديدة الصاعدة للتو ترى انه من الواجب الدفاع عن حلفاؤها والحرص عليهم وحمايتهم وحتى الدخول في نزاعات من اجلهم  وإلا فان روسيا قد تفقد سمعتها ومكانتها على الصعيد الدولي بقيادة رجل المخابرات الروسي  الأول والرئيس الحالي لروسيا(بوتين )  اللاعب القوي والند المقاوم (لاوباما ) كما فعلتها روسيا إلى جانب الصين بالفيتوات الثلاث داخل مجلس الأمن وافشلتا التدخل العسكري الأمريكي الغربي في سوريا قبل عام ونيف, وقد ساعدة روسيا منظمة شنغهاي للتعاون ودول البركس التي نشأت كقوة اقتصادية في الشرق الأوسط لا يستهان بها وقد تكبح جماح النفوذ الأمريكي في المحيط الهادي والصين وان هناك ثلاث جوانب في المرحلة حيث إن الأمريكيين يطرحون أنفسهم اولا كدولة عظمى دولية لا إقليمية ولذلك لا ينسحبون أبدا وإنهم لم يتعرضوا لهزيمة عسكرية جدية  وسوف يبقون في الشرق الأوسط والمحيط الهادي في أي مكان آخر, وأما من الناحية التقنية فهم دولة عظمى رئيسية في البحر ام في الجو وان الصين منذ أربعين سنة أخذت تنازع أمريكا دوليا وليس إقليميا وخاصة في الجانب الاقتصادي والعسكري وإنها على وشك إعادة انجاز عملية تسليح جيشها مما سيجعلها قوة نوعية وحقيقية في هذا الجيش الذي  يضم ملايين عديدة ويتم تدريب لبحارة سفنها العسكرية على المواصلات بعيدة المدى وحماية الطرق لشاحنات النفط التي تمر من إفريقيا والتي تتوقف عليها عملية التنمية الصينية.
المهم أن الصين تتخلف بشكل واضح عن الولايات المتحدة في ميدان الابتكارات والتقنيات عالية الدقة ويتجلى أن روسيا والصين تنازعان أمريكا بشكل دائم ضمان لمصالح الاثنين وخاصة بعد انتعاش الاقتصاد الروسي والصيني على حد سواء وطالما أن هناك تكافئا صاروخيا روسيا وان هناك القدرة النووية الصينية وذلك قللت من الهيمنة الأمريكية وكونها القطب الأوحد في العالم بصعود روسيا والصين ونرى أن الأمريكيون مرتبكون إلى حد ما داخل النيتو فان الذي جرى في سوريا افشل نظرية اوباما في التعزيز الثنائي الفرنسي البريطاني بفقده بريطانيا الحليف الدائم بسبب عدم التصويت داخل البرلمان البريطاني للضربة العسكرية وفقدانه أيضا بعض دول الاتحاد الأوربي وعلى رأسهم ألمانيا صاحبة النفوذ الأوربي  وضعف الموقف التركي تجاه الروس في النزاع السوري….وفي كل الاحوال هو انتصار الدبلوماسية الروسية إلى جانبها الموقف الصيني والبركس وبهذا الانتصار الذي أعاد روسيا القيصرية إلى عهد بريجنيف وأصبحت قطبا ثانيا مناهضا للقطب  الأمريكي الأوحد  وبهذا أخذت الإدارة الأمريكية ..مراجعة حساباتها في الشرق الأوسط وإعادة التموضع.الدولي….!!!