نرى ان الغريب والعجيب أن يقوم بعض من يدعون محبة الإمام الحسن المجتبى (ع) بترديد ما يروج له الإعلام المضلل القديم والحديث بتكريس كلمة الصلح فقط والتسويق لها بطريقة لا تخلو من الخضوع والاستسلام وطمس معالم الانتصار وعدم اشاعة ثقافة الحرب ، والدعوة للتنازل والذل للسلطات باسم صلح الإمام الحسن، (.. وبتغييب وإخفاء جهاد وتضحيات ودبلوماسية الإمام التي أدت للثورة الإصلاحية باسم الصلح حسب بنود واضحة ومحددة لا مفتوحة ولا مذلة)، وكل ذلك لتحقيق مآرب خاصة ضيقة لهم باسم الدين، وما ذلك العمل إلا تضليل للحقيقة وإساءة للقائد البطل الإمام الحسن (ع) !!. فصلح الإمام الحسن (ع) – يمثل ثورة إصلاحية سلمية ودبلوماسية حكيمة – جاء بعد حروب وتضحيات واجتماعات واتفاق على شروط واضحة على أن يلتزم كل طرف بها. المصالحات والحلول السلمية (العدل) منهج الإمام وتضحياته أنموذج لإجراء الإتفاقيات للمصالحة لحل الخلافات حسب بنود محددة لإحقاق الحق والحصول على الحقوق وحماية الأرواح، ووضع خطة لبناء جيل جديد وعي وكشف كذب وزيف وفساد السلطة، دون تنازل واستسلام، وبعد تقديم التضحيات أسوة بما قام به الإمام الحسن(ع). نعم للسلم والسلام والدبلوماسية والإصلاح والمصالحات، والصلح القائم على وجود إتفاقية مكتوبة ذات بنود وشروط محددة وواضحة تضمن حفظ الأرواح والعدالة والحرية والإصلاح الشامل، كما فعل الإمام الحسن (ع) فهو قدوة وقائد. لماذا البعض يطالب بالإستسلام والتنازل للسلطات المستبدة المفسدة بحجة حفظ الأرواح، وجعل الإمام الحسن شماعة لذلك باسم الصلح؟. لماذا يغيب هؤلاء تضحيات الإمام المجتبى وعدم التأكيد على أن الصلح ثورة إصلاحية سلمية ودبلوماسية راقية جاءت حسب اتفاق على بنود لحفظ الأرواح دون تنازل واستسلام وإنما لتعرية المعتدي والحصول على حقوق، أي الإمام الحسن أراد العزة والكرامة للشعوب؟. هل هذه المغالطات وتشويه السمعة نتيجة الجهل والتأثر بالحملات الإعلامية المضللة لسنوات طويلة بأساليب عديدة؟. شماعة لتحقيق المصالح
الساسة وغيرهم من الذين يؤمنون ببناء علاقات مع السلطات المستبدة القاتلة (بحجة حفظ الأرواح دون اتفاق مكتوب ومحدد لضمان الحقوق وعدم الإعتداء وتعرية المستبد المفسد؛ نتيجة لغياب الدبلوماسية الحكيمة القائمة على إحقاق الحق)، ليس عندهم مشكلة بالتنازل والإستسلام لتلك السلطات الظالمة القاتلة، وهذا شأنهم وهذه طريقتهم وقناعتهم وسياستهم الخاصة؛ ولكن لا ينبغي جعل الدين والإمام الحسن شماعة لتبرير أفعالهم، والترويج أن سياستهم تمثل منهج الإمام الحسن (ع)؛.. فذلك تضليل إعلامي وإساءة. الإمام الحسن.. بطولة وإباء ينبغي على من يعشق كريم أهل البيت الإمام المجتبى (ع) التركيز على كافة جوانب حياته الجهادية والتضحية والإباء والشجاعة والحكمة والدبلوماسية وفرض الإتفاق (الصلح) لتحقيق أهداف منها: حفظ الأرواح والحصول على الحقوق ومنع الإعتداء وتعرية المستبد وتوعية الشارع وكشف الإعلام المزيف، وضرورة ذكر بنود وشروط الصلح ليكون أنموذجا في عدم التنازل والاستسلام للسلطات، وأهمية إظهار حقيقة سيرة الإمام الحسن البطولية، وفضح وتعرية كل ما يروج له الأعداء بأن الإمام الحسن تنازل واستسلم عبر الصلح!. وهذا تضليل وإساءة للإمام المجتبى (ع)، والحقيقة أن الإمام الحسن قام بصناعة ثورة إصلاحية باسم الصلح والدبلوماسية حسب إتفاقية محددة وواضحة تضمن حفظ الأرواح والحرية وتأمين الوضع الإقتصادي وانتقال الحكم، وتجهيز جيل على قدر عالي من الوعي. السلام عليك يا كريم أهل البيت الإمام الحسن المجتبى أيها القائد البطل العظيم الحكيم المسموم المقتول، وما أحوج عالم اليوم لحكمتك ليعم العدل والخير والسلام في كل مكان. وتبقى وصمة الخزي والعار تلاحق بني امية وكل اعمالهم وافعالهم الخسيسة والدنيئة انكشفت وانفضح امرهم تلك الجرائم المروعة بحق الطفولة والنساء يندى لها جبين الانسانية والدليل لا ذكر لهم على مدى التاريخ وقبورهم مزابل واوحال . وهذه اضرحة اهل البيت (عليهم السلام) اصبحت مزارا للأحرار ومراقد شامخة تهز عروش الظالمين ومزار فعال للسياحة الدينية يأتي اليها ملايين المسلمين سنويا من شتى بقاع العالم . وانا الله وانا اليه راجعون .